قد يحبط مطلب زعيم شيعي عراقي بارز باجراء انتخابات مبكرة آمال الولاياتالمتحدة في تحقيق نقل سلس للسلطة في العراق في منتصف العام مما يوجه جرس انذار للرئيس جورج بوش وهو يسعى لاعادة انتخابه. ويريد آية الله علي السيستاني ان تكون السلطة الانتقالية منتخبة بشكل مباشر، ويقول الأمريكيون ان من المستحيل تنظيم مثل هذه الانتخابات قبل الموعد المقرر لاعادة السلطة للعراقيين في الاول من يوليو تموز المقبل. وقال مصطفي علاني المحلل العراقي في معهد الدراسات الامنية والدفاعية الملكي في لندن «السيستاني يريد ان يظهر انه اب العملية الديمقراطية». وأضاف «انه مقتنع بأن الأمريكيين غير راغبين وليس غير قادرين على اجراء انتخابات». ومن شأن نقل السلطة بطريقة خرقاء زيادة المقاومة التي بدأت بعد الحرب والتي قتل فيها بالفعل أكثر من 200 جندي أمريكي والاضرار بجهود بوش لإقناع الناخبين الأمريكيين بأن الحرب على العراق كانت ناجحة. وقال تودي دودج من جامعة وارويك البريطانية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان بول بريمر الحاكم المدني للعراق والمبعوث البريطاني جيري مي جرينستوك لم يقدرا قوة اعتراضات السيستاني. وقال «ليس هناك أي غموض في موقف السيستاني المعلن والمؤكد بقوة على مدى ستة اشهر مضت، بريمر تجاهله وجرينستوك يعتقد انه يمكن مراوغته». وأضاف «لكن سوء التقدير هذا قد يتحول إلى نصر اذا وافقا الآن على انتخابات مباشرة». فهذا هو السبيل الوحيد لتوفير الشرعية والتأييد الشعبي اللذين يحتاجهما الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة كما انه سيساعد على عزل الاقلية الصغيرة من العراقيين المشاركين في اعمال العنف. وقال علاني ان السيستاني الذي كان عادة ما يلتزم الصمت في عهد صدام حسين يحمي مصالح الاغلبية الشيعية التي عانت من القمع لفترات طويلة والتي يمكن ان تكسب الكثير من الانتخابات نظرا إلى ان الشيعة يمثلون 60 في المائة من سكان العراق المقدر عددهم بنحو 26 مليون نسمة. ويفرض موقف السيستاني الذي اكده بشكل واضح مجددا يوم الاحد الماضي ضغوطا على الاعضاء الشيعة في مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولاياتالمتحدة والذي اقر الخطة الأمريكية لنقل السلطة الصادرة في 15 نوفمبر تشرين الثاني. واعترافا بتأثير السيستاني قال مسؤولون أمريكيون انهم يراجعون الخطة التي تدعو إلى عقد مؤتمرات اقليمية لاختيار مجلس انتقالي بحلول31مايو ايار. ويختار هذا المجلس بعد ذلك الحكومة الانتقالية وتجرى انتخابات شاملة في عام 2005. وستتضح فرص ان يخفف السيستاني موقفه بعد ان يجتمع كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة مع مجلس الحكم ومسؤولين من سلطة التحالف المؤقتة التي تقودها الولاياتالمتحدة يوم الاثنين المقبل لبحث مستقبل دور الاممالمتحدة في العراق. وقال السيستاني ان الاممالمتحدة التي نظمت بسرعة انتخابات بعد الحروب في العديد من الدول يجب ان تقدر ما اذا كان بالامكان اجراء انتخابات في العراق في الاجل القصير. من جهة ثانية اعلن المتحدث باسم الحاكم المدني الأمريكي في العراق بولبريم ان بريمر يكن «احتراماً كبيراً جداً» لآية الله علي السيستاني ويعتقد ان السيستاني هو «زعيم كبير». وقال دان سينور خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد ان «السفير بريمر اكد انه يكن احتراماً كبيراً جداً لآية الله السيستاني، انه زعيم كبير يمثل قسما كبيرا من العراقيين». وأضاف «سنواصل تشجيع القادة مثل آية الله السيستاني على لعب دور كبير في بلاده كما فعل خلال الاشهر الماضية». ووصف سينور الخلافات مع آية الله السيستاني بانها «تقنية».