مهَّد تغيير ايران يوم الثلاثاء اسم شارع في طهران يحمل اسم خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات - مهَّد الطريق الى استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت 25عاما. وقال محمد علي أبطحي نائب الرئيس الايراني في تصريحات لرويترز يوم الثلاثاء ان ايران ومصر اتفقتا على استئناف العلاقات. وأضاف قوله انها خطوة مؤكدة والاستعدادات تجري الآن. ومضى يقول: بالعمل معا يمكن لايران ومصر ان تصبحا قوة مؤثرة في القضايا الدولية. لكن في القاهرة صرح أحمد ماهر وزير الخارجية المصري انه من السابق لأوانه الحديث عن قرار بتطبيع العلاقات. وقال ماهر للصحفيين: نرى دائما أن من المناسب أن نتمكن من توفير الظروف الملائمة لاقامة اتصال بين بلدين مهمين للغاية في المنطقة لكن هذا كل ما يمكنني أن أقوله اليوم. وأضاف: عندما يتخذ قرار سيعلن. لم يصدر اعلان رسمي من أي مكان. وقال: لا تتلهفوا على معرفة (الموقف).. اطلعت على بيان ايران. انه بيان للمستقبل .. دعونا لا نتكهن بالمستقبل. عندما يصبح المستقبل حاضرا ستسمعون مني. غير ان ماهر رحب بقرار ايران تغيير اسم شارع مسمى على اسم الاسلامبولي الذي اغتال الرئيس الراحل محمد انور السادات عام 1981 بسبب ابرام اتفاق سلام مع اسرائيل. وطالبت مصر ايران مرارا بتغيير اسم الشارع في اطار عملية لتحسين العلاقات بين البلدين. وقال ماهر (بالطبع انها خطوة ايجابية). واذا تم التوصل الى اتفاق بين طهرانوالقاهرة وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة ووسيط مهم في مباحثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين فإنه سيساعد على رأب صداع قديم بين مصر والدول الاسلامية الاخرى احدثته اتفاقيات سلام كامب ديفيد مع اسرائيل. وفي الآونة الاخيرة بذلت ايران التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بالولايات المتحدة واسرائيل جهودا كبيرة لتحسين علاقات مع الدول العربية. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية عن حميد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية قوله هذه خطوة تتوافق مع سياسة الوفاق وبناء الثقة التي تتبعها ايران مع كل الدول خاصة الدول الاسلامية. وأضاف اصفي لنفس الاسباب التي قطعت من اجلها العلاقات مع مصر لا بد ان تستأنف الآن لأن هذا سيساعد الفلسطينيين. وهم انفسهم الفلسطينيين يريدون ذلك. غير ان مصر قالت انه لم يتخذ قرار نهائي بعد.. ورحب مسؤول امريكي ترحيبا حذرا بفكرة التقارب بين ايران ومصر مشيرا الى ان حليفا للولايات المتحدة مثل مصر يمكنه ان يساعد في اقناع ايران باتخاذ خطوات تريد ان تراها واشنطن وكذلك توفير نافذة اخرى لمعرفة ما تريد ان تقوله طهران. وكانت ايران قطعت علاقاتها مع مصر بعد قليل من قيام ثورة 1979 الاسلامية لابرام القاهرة اتفاق كامب ديفيد للسلام مع اسرائيل واستضافة شاه ايران المنفي الذي توفي ودفن في القاهرة عام 1980. وتحسنت العلاقات بشكل غير رسمي منذ عدة سنوات وتسارعت العملية عندما اجتمع الرئيسان المصري حسني مبارك والايراني محمد خاتمي في جنيف الشهر الماضي. وغير مجلس بلدية طهران يوم الثلاثاء اسم الشارع الذي يحمل اسم الاسلامبولي في خطوة من المتوقع ان تمهد الطريق امام اعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصروايران. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان اسم الشارع اصبح شارع الانتفاضة تلبية لطلب من وزارة الخارجية الايرانية. وأبدت مصر وايران في الاسابيع الاخيرة رغبة في رأب الصدع وحل الخلافات. ويقول مسؤولون مصريون ان اسم الشارع في طهران كان عقبة كبيرة امام اعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع ايران. وطالبت مصر في وقت سابق بتغيير اسم الشارع قبل بحث اعادة العلاقات. وكان الرئيس الايراني محمد خاتمي والرئيس المصري حسني مبارك قد التقيا على هامش مؤتمر عقد في جنيف الشهر الماضي في اول اجتماع من نوعه منذ اكثر من 20عاما. ولقيت خطوة تغيير اسم الشارع التي اقدمت عليها حكومة خاتمي بعض المعارضة من المحافظين المتشددين في ايران.