في مثل هذا اليوم من عام 1959م فر الديكتاتور الكوبي «فالجينشو باتيستا» من البلاد هارباً وذلك عقب ثورة شعبية تزعمتها حركة 26 يوليو التابعة للزعيم فيدل كاسترو. وبعد أن اختلطت مشاعر الاحتفال والفوضى في العاصمة الكوبية هافانا، بحث صُنّاع السياسة الأمريكيون عن كيفية التعامل بطريقة مثلى مع «كاسترو» الراديكالي والتداعيات الناجمة عن العداء لأمريكا. هذا وقد كانت حكومة الولاياتالمتحدة تقوم بدعم نظام حكم باتيستا الموالي لأمريكا منذ أن تولى الحكم في عام 1952م. وبعد أن وضع فيدل كاسترو أقدامه في كوبا مع مجموعة من المؤيدين منهم الثوري المعروف تشي جيفارا لعزل باتيستا في ديسمبر 1956م، استمرت الولاياتالمتحدة في دعمها ل باتيستا. وكان المسؤولون الأمريكيون معارضون بشكل جماعي تقريباً حركته الثورية خشية أيديولوجية كاسترو الشمالية وخشية أن يكون هدفه الرئيسي الهجوم على الاستثمارات والممتلكات الأمريكية في كوبا. وعلى الرغم من ذلك، فقد انتشر الدعم الكوبي لثورة كاسترو وازداد في أواخر الخمسينيات بسبب بريق شخصيته الجذاب وبلاغته الخطابية القومية من جانب، وبسبب الفساد المستشري والقسوة وعدم الكفاءة داخل حكومة باتيستا. وأجبرت هذه الحقيقة صُنّاع السياسة الأمريكية في سحب دعمهم تدريجياً من باتيستا والبدء في البحث عن بديل لكلٍ من باتيستا وكاسترو داخل كوبا. وقد فشلت الجهود الأمريكية لإيجاد طريق وسط بين باتيستا وكاسترو. وفي هذا التاريخ هرب باتيستا من كوبا، واحتفل عشرات الآلاف من الكوبيين (وآلاف الكوبيين-الأمريكيين في الولاياتالمتحدة) ابتهاجاً بنهاية نظام حكم الديكتاتور. وأسرع مؤيدو كاسترو لبسط سيطرته على الحكم. كما تم تعيين القاضي مانويل يوروشيا كرئيس مؤقت للبلاد. ودخل كاسترو هافانا منتصراً هو ومؤيدوه في السابع من يناير. وفي الأعوام التالية كان الموقف الأمريكي تجاه الحكومة الثورية الجديدة ينتقل ما بين الشك والارتياب إلى العداء الصريح. وعندما بدأت حكومة كاسترو تتجه نحو علاقات أعمق مع الاتحاد السوفيتي وإعلان كاسترو اتباعه للمذهب الماركسي انهارت تماماً العلاقات بين الولاياتالمتحدةوكوبا وتحولت إلي عداء متبادل استمر عقوداً بعد ذلك وإن كان بشكل أقل حدة.