لم تكد إجازة عيد الأضحى القصيرة أن تبدأ، حتى ازدحمت مطارات المملكة في شرقها وغربها وشمالها وجنوبها بالمسافرين إلى الخارج، رغم قصر المدة التي لا تتجاوز بأحسن الأحوال عشرة أيام!، والناس هنا مختلفون في أشياء كثيرة ولكنهم دائماً متفقون في شيء واحد، فهناك باستمرار توقيت موحّد ينطلق فيه المسافرون بأمتعتهم إلى أوربا وأمريكا وبعض البلدان العربية، وبدلاً من الاستمتاع بالإجازة لقضاء وقت ممتع يذيب إرهاق العمل ويطبب متاعب الحياة الأخرى، تضيع معظمها في الزيارات والعزائم و.السلامات !، ولدرجة يتكرر معها البرنامج اليومي نفسه وكأن المسافرين لم يغادروا شارعهم أو حيّهم أو مدينتهم!، بل قد تضيف الإجازة عبئاً جديداً يرتب مشاكل من نوع آخر وتبدو واضحة في الجوانب المالية وإهمال الأسرة، إذا أخذنا بالحسبان رغبة الظهور أمام المعارف والأصحاب والأقارب بمظهر لائق، خصوصاً في مسائل السكن ومآدب الغداء والعشاء وجلسات الشاي بالفنادق الباهظة، بينما تبقى الأم والزوجة والأخت مهملة بإحدى الغرف، بعدما قلَّ المصروف وتكالبت المناسبات وأشغل الأبناء باللعب في الحدائق العامة!، فنحن داخليون حتى خارج الوطن!، والسياحة الداخلية منتعشة جداً ولكن هناك؟!!