لايزال مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي يقوم بأعمال البحث والتحري بهدف التعرف على القرصان أو القراصنة، الذين تسببوا في تعطيل العديد من أكبر المواقع التجارية على الشبكة العنكبوتية الشهر الماضي وهي الهجمات التي تسببت فيما يعرف بمشكلة DENIAL OF SERVICE إلا انه من الواضح أن المكتب عاجز حتى الآن عن الوصول إلى مبتغاه وهو ما ألمح إليه مدير المكتب لويس فريد أثناء مؤتمر صحفي أجراه مؤخراً إذ أشار في معرض اجابته عن أحد الأسئلة إلى أن المكتب لايمتلك قدرة كبيرة في مجال القرصنة على الانترنت لأنها تمثل تحديا جديدا من نوعيتها. وعندما يصرح مدير المكتب الاتحادي الأمريكي FBI مستخدما عبارة لا يمتلك قدرة كبيرة فإن ذلك يشير إلى أن المكتب في وضع حرج لدرجة أنه يطلب الاستعانة بخدمات شركات صغيرة متخصصة في توفير الحماية الأمنية على شبكة الانترنت. وللدلالة على مدى الصعوبة التي يواجهها مكتب التحقيقات الاتحادي خرجت المدعية العامة الأمريكية بانيت رينو يوم الخميس الماضي لتصرح قائلة بأن السلطات الأمنية الأمريكية تواجه تحديات صعبة في إجراء التحقيقات المتعلقة بالكشف عن أعمال القرصنة على الانترنت، ومن أبرز هذه التحديات العجز عن تتبع أثر من يرتكبون مثل هذه الهجمات بسبب قدرتهم على إخفاء هويتهم، ووجود الحاجة لتنسيق الجهود وتدريب الكثير من موظفي الأمن على محاولة التعرف وملاحقة مرتكبي أعمال القرصنة الحاسوبية، كما أشارت إلى وجود حاجة ماسة لإجراء بعض التغييرات على القوانين الحالية كي تأخذ في عين الاعتبار التغيرات التقنية. وفي هذا الصدد يشير أحد الخبراء إلى أن صعوبة العثور على مرتكبي مثل هذه الأعمال ليست التحدث الوحيد، فهناك تحد آخر يتمثل في العثور على الدليل المادي الذي من خلاله يمكن إثبات التهمة على مرتكب الجريمة,, وفي العادة فإن جهاز الحاسب هو الدليل المادي الذي يمكن من خلاله إثبات التهمة على المجرم. عموما فإن مرتكب الهجمات الاخيرة لا يزال يختبىء خلف جهاز حاسوبي ما في مكان ما ولم تصله بعد أنظار مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي.