أكد تقرير رسمي أمريكي أن قراصنة الكمبيوتر كبدوا الشركات التجارية خسائر تزيد على 266 مليون دولار خلال عام 1999م. وقال التقرير الذي أصدرته إدارة مكافحة جرائم الكمبيوتر التابعة لوكالة التحقيقات الفيدرالية FBI بالاشتراك مع معهد أمان الكمبيوتر CSI إن جرائم القرصنة في تزايد مستمر بشكل بات يهدد بالقضاء على الإنجازات الهائلة التي حققتها شبكة الانترنت. واشار التقرير إلى أن 70% من الشركات والهيئات التجارية والاقتصادية والعلمية التي شملها المسح وعددها 640 شركة ومؤسسة تعرضت لعمليات قرصنة واختراقات غير مشروعة لأنظمة الكمبيوتر الخاصة بها خلال ال12 شهراً الماضية مقارنة بنسبة 62% فقط في العام الماضي. وذكر التقرير أن نسبة 75% من عمليات القرصنة التي تعرضت لها الشركات والمؤسسات التجارية قام بها قراصنة محترفون كانوا يعرفون ماذا يريدون بالضبط من ضحاياهم على عكس القراصنة الهواة الذين يقومون بعمليات القرصنة من أجل إثبات وجودهم فقط. وأشار التقرير إلى أن وسائل التأمين والحماية التي توفرها شركات الكمبيوتر لأنظمة التشغيل في المؤسسات والهيئات ما زالت عاجزة عن توفير الحد الأدنى من الأمان للمستخدمين وعلى سبيل المثال فإن جرائم سرقة المعلومات والاحتيال كبدت الشركات خسائر تراوح بين 56 و68 مليون دولار وتسببت عمليات القرصنة التي تمت بنظام Denial of service أو تعطيل الخدمة في خسائر تقدر بحوالي 116 مليوناً و250 ألف دولار في عام 1999 مقابل 77 مليون دولار فقط عام 1998م. وأكد التقرير أن الهجمات التي تعرضت لها المواقع التجارية الرئيسية على الشبكة في فبراير الماضي ومنها مواقع شهيرة مثل ياهو آري باري وجاي دوت كوم وغيرها، تسببت في خسائر تزيد على 8,2 ملايين دولار. من ناحيته قال بروس جيفارد المتحدث باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي في شمال كاليفورنيا أن عمليات القرصنة خلال عام 1999م شملت المئات من المواقع التجارية والحكومية على حد سواء الأمر الذي يتطلب تضافر جهود جميع المؤسسات والهيئات التجارية والعلمية لوضع حد لهذه المشكلة. وأكد جيفارد أن هناك ثغرات واضحة في أنظمة تشغيل الكمبيوتر يستغلها القراصنة في تنفيذ عملياتهم الإجرامية وعلى الشركات المنتجة للأجهزة أن تبادر إلى مواجهة هذا الخطر بكل ما تملك من تكنولوجيا وإمكانات مادية وبشرية. وقال ريتشارد باور رئيس قسم تحليل المعلومات بمعهد أمان الكمبيوتر في ولاية سان فرانسيسكو إن الزيادة الرهيبة في معدلات القرصنة وجرائم الكمبيوتر مرتبطة بشكل أساسي بانتشار شبكة الانترنت وازدهار التجارة التكنولوجية من خلالها. وأكد باور أن المستقبل يبدو شديد القتامة لأن هؤلاء القراصنة يطورون أساليبهم بشكل سريع ومستمر الأمر الذي يجعل عملية تعقبهم غاية في الصعوبة خاصة أنهم يطلقون هجماتهم من أماكن مختلفة في شرق العالم وغربه. وأوضح باور أن العالم يواجه عدواً مجهولاً يبدو أكثر شراسة ووحشية عن ذي قبل ونحن لا نعرف أين ومتى ستكون الضربة الجديدة لكن علينا أن نكون جاهزين لصدها دفاعا عن البشرية ورفاهيتها. مثل تلك المواقع تعرضت لخسائر فادحة بسبب الهاكرز.