في مثل هذا اليوم من عام 1968م انتهى أكثر سنوات الحرب الأمريكية ضد فيتنام دموية و بلغ عدد القوات الأمريكية في فيتنام 536 ألف وأربعين جنديا بزيادة قدرها خمسون ألف جندي عن عام 1967، ووفقا لتقديرات قيادة القوات الأمريكية المساعدة في فيتنام فإن أكثر من 181 ألف و151 من مقاتلي الفايتكونج وقوات فيتنام الشمالية الذين يحاربون أمريكا لقوا حتفهم خلال معارك عام 1968 في حين فقد الأمريكيون 14584 جنديا أمريكيا وفقدت قوات حكومة فيتنام الجنوبية الموالية لها 27915 جنديا فيتناميا، وزادت الخسائر الأمريكية في هذا العام بنسبة خمسين في المئة عن خسائرها عام 1967، كما قتل 979 جنديا من قوات كوريا الشمالية واستراليا ونيوزيلاند وتايلاند الموالية لأمريكا، ومنذ عام 1961وحتى عام 1968 قتل أكثر من 31 ألف جندي أمريكي في فيتنام وأصيب أكثر من 200 ألف جندي. وكان هجوم تيت الذي شنه الشيوعيون في فيتنام الجنوبية ضد القوات الأمريكية العامل الرئيسي في ارتفاع عدد الخسائر الأمريكية، ففي الاسابيع الاولى من عام 1968 شن المقاتلون الفيتناميون هذا الهجوم ضد القوات الأمريكية والقوات الفيتنامية الموالية لها، ورغم أن الهجوم انتهى من الناحية العسكرية بهزيمة للثوار الفيتناميين إلا أنه ألحق خسائر كبيرة بصفوف الأمريكيين وحلفائهم بسبب الهجمات الخاطفة والمفاجئة التي شنها الفايتكونج، كما أن التقارير الاعلامية التي تحدثت عن انتصار الفايتكونج في هذه المعركة لم تكن حقيقية ومع ذلك فقد كان لها تأثير إيجابي كبير على معنويات الثوار الفيتناميين، وفي الوقت نفسه فإن الخسائر الكبيرة للامريكيين في هذه المعركة إلى جانب شعور الشعب الأمريكي بالخديعة من جانب الرئيس ليندون جونسون الذي تحدث في بداية الحرب عن تحقيق تقدم سريع فيها أثار الكثير من الشكوك في قدرة الرئيس جونسون على إدارة الحرب، وفي الوقت نفسه أصيب جونسون نفسه بإحباط بشأن قدرته على حل المعضلة الفيتنامية لذلك أعلن في مارس عام 1968 أنه لن يطلب من الحزب الديموقراطي ولن يقبل ترشيحه لفترة رئاسية ثانية، ولكن إعلان جونسون هذا لم يهدئ من ثورة معارضي الحرب في أمريكا الذين دخلوا في مواجهة عنيفة مع قوات الشرطة الأمريكية في شيكاغو في أغسطس عام 1968 .