السادة قراء الجزيرة.. السلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركاته.. وكل عيد وأنتم والوطن بخير وأمان. أعزائي.. الاحتفالات من أجمل الأشياء التي تميز الأعياد في هذا الزمان وتجعل لها رونقاً وطعماً مختلفا خصوصا لدى الاطفال والشباب.. ومناطق المملكة الحبيبة تتسابق في كل عيد الى اقامة المتميز والجديد من الاحتفالات والعروض وأنماط الفرحة المختلفة، ففي كل عيد نرى مظهرا جديدا.. وفي كل منطقة نشاهد احتفالا متميزا يجذب اهتمام الناس ويجمعهم في مكان واحد في مساء جميل من مساءات الافراح والسعادة فهذه عروض مسرحية، وتلك عروض السيرك والألعاب البهلوانية. أما هنا في منطقة الجوف ومنذ أن عرفنا الأعياد واحتفالاتها ونحن لا نكاد نرى جديداً فيما يقدم كل عام، وباتت احتفالاتنا العيدية مقتصرة على قصيدة فصيحة وأخرى نبطية تسبقها كلمة أو اثنتان ومن ثم العرضة السعودية وما يتوفر من رقصات الجاليات العربية!! وإنني هنا في مقام المتسائل المتعجب مراراً.. إلى متى واطفالنا وشبابنا محرومون من مظاهر العيد الحديثة؟ متى نستيقظ ونوفر لهم كل ما يرونه من مظاهر السعادة في المناطق الاخرى؟ ما الذي ينقصهم عن غيرهم؟ وهل هناك صعوبة في توفير فقرات حفل لمدة ثلاثة أيام فقط؟ لقد استطاعت منطقة الجوف ومن السنة الأولى أن تقدم مهرجاناً صيفياً دام لمدة شهر كامل.. افلا تستطيع الاحتفال بالعيد السعيد لمدة لا تصل إلى أسبوع واحد؟! ولو أخذنا لمحة سريعة على بعض الفقرات التي قدمتها أمانة مدينة الرياض مثلاً في احتفالاتها الأخيرة لوجدنا ان إقامة مثل تلك الفقرات غاية في السهولة واليسر لاسيما وسمو امير منطقة الجوف لن يتأخر في تقديم كل التسهيلات اللازمة لإقامة أي فكرة تقدمها اللجنة المنظمة للاحتفال بالعيد كل عام. في احتفالات مدينة الرياض شاهدنا العروض البهلوانية الممتعة.. عروض صقور الطيران السعودي.. العديد من المسابقات المتنوعة سواء كانت فردية أو جماعية.. وكل ما في الامر هو استدعاء الفرق المشاركة والتنسيق فيما بينها لترتيب جدول متكامل ولو ليوم واحد في بداية الأمر!! أيها السادة.. أقول هذا الكلام وأنا أعلم ان هناك من سيلقي علي باللوم والعتاب متعللاً بأن المسألة ليست بالبساطة التي اتخيلها وأتحدث عنها الآن؛ ولكنني أقرر ومن واقع تجربتي في احتفالات متعددة بالمنطقة أن كل ما علينا تدبيره هو الأمور المالية، والرغبة في العمل، والإعداد المبكر لمثل هذا الاحتفال، وأنا متأكد أن إمارة المنطقة ستكون مسرورة بكل ما يجلب السعادة إلى عيد أبناء الجوف.. أما أن يظل العيد هكذا في كل عام بنفس الصورة، والطريقة؛ فهذا لا يتوافق مع العصر الذي نعيشه ولا يقارن بما نشاهده في مناطق المملكة الاخرى. وربما يفكر احدهم بأنه لا وجه للمقارنة بين منطقة كبيرة كالرياض بأعداد سكانها وإمكاناتها الكبيرة وبين منطقة الجوف.. فأقول: إن المقارنة لا يمكن ان تكون بالمساحة ولا بعدد السكان.. بل هي في الرغبة الأكيدة والتي تنعكس على مساء العيد في أي منطقة تمتلك الافراد الذين يحملون هم الناس قبل قدوم العيد. ولا أعتقد ان احدا قد نسي مهرجان الجوف الصيفي، فقد كان الصقور محلقين في سماء الجوف.. والمظليون يتهافتون على أرضها بكل روعة.. والشعراء يغردون بأعذب الأشعار في صالة الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز للاحتفالات.. وكم كان الناس فرحين بعرض مسرحي واحد تكرر امامهم؛ فتجمعوا امامه من كل صوب!! ألف علامة من علامات التعجب والاستفهام أنقلها من بين افواه وعقول وقلوب الآلاف من الاطفال والشباب الذين طالما انتظروا ما يقدمه القائمون على احتفال العيد في منطقتهم.. فيا ترى!! هل نحن عاجزون عن جمع هذه الأشياء وبلورتها في احتفالية عيدية رائعة؟؟ وإنني لأجدها فرصة جيدة لأوجه النداء إلى أصحاب الحدائق الخاصة بمنطقة الجوف بضرورة استثمار أوقات الأعياد بدعوة الفرق المسرحية من خارج المنطقة لعرض عدد من مسرحيات الاطفال التي تدخل البهجة والسرور في نفوس الاطفال وعائلاتهم في أيام العيد الثلاثة على الاقل.. خصوصا في ظل القصور الواضح فيما يخص الاحتفال السنوي بعيد الفطر بالذات. وفي النهاية نحمد المولى جل وعلا أن أنزل تلك الامطار الغزيرة خلال أيام العيد بمنطقة الجوف، وجعلها تغسل دموع الاطفال والشباب المتلهفة لحضور حفل العيد المشهود. [email protected]