حان لي ان اترك العنان لقلمي لينثر احرفا فيها تتواثب كلماتي تبث همساتي لاوان شد الرحال الى لغة الشاعر والناثر واعلان الترحال. ارحل اليها بعيدا عن هدير محركات الدوام.. كلمات اقطع فيها ذهول المسافات.. وقد يتبادر الى القارئ الكريم سؤال عفوي حول السر في الترحال.. الى لغة الشاعر والناثر في الحال!! لتكن اجابتي «حقيقة يوم ان قرأت موضوعاً للاخ اديب الراجحي يطالب فيه «بعمود للتعريف باللغة العربية» يوم الجمعة 25/10/1424ه عدد الجزيرة «1404ه» حقيقة حينها داهمتني مواجهة اللغة بواقع حياتنا وواقع كتاباتنا وكتابات البعض على صفحات العزيزة بحقيقة مؤلمة حقا ولا ادري كيف غابت عني في زحمة هموم الحياة.. حقيقة ترنحت حروفنا على هذه الصفحات وهي تشكو ضيم هجران ابجديات اللغة الفصيحة تناشدكم عبر كتابات الاخوة.. وتصرخ بكم ان اجيبوني لا تمتهنوني ولكن لا مجيب.. في ظل هذه الاجواء الصاخبة كنا على عشم ان يخرج من بين اقلامنا من ينتصر لها ويعينها.. غير اننا خذلناها ولكن لا زال في جوف اقلامكم بقية حبر ينزف الحب والولاء لهذه اللغة الحية الفصيحة لغة القرآن ونادى اليها وطالب بمثولها الكثير من ابناء العزيزة الاوفياء لعل منهم الاخ عبد الله المكاوني والأخ أديب عبر هذه الصفحات.. وغيره من الكتاب الذين اصابوا بسهام اقلامهم اشارات في حق لغتنا هي اشارات تضمن لهم انهم نافحوا عنها وطالبوا بها.. لخرس اصوات اقلام أخرست صوت لغتنا.. ودست في التراب فوهة اقلام تحاكيها كتابة وفصاحة عموما لكل وجهة نظر وعليّ ان احترمها ككاتب ولكن نحن حقاً بحاجة لمن يقف بجوار لغتنا الفصيحة، لغة القرآن الكريم.. وبحاجة لان نستنطق وسائل احيائها حتى لو كانت على صدر صفحاتنا تلك وبأسلوب فصيح!! تزين معانيه ألفاظه والفاظه زائنات المعاني لِمَ نتمرد على احرف هامت وتسامت على صدر العزيزة.. وهي لا زالت في سن المهد بعد؟؟ اقلام بحق جاءت الى صفحاتنا وكتبت وهي في بدايتها الاولى لعقد الوفاق مع العزيزة.. لِمَ نكتب لها الفناء..؟ لِمَ نعدها ذرة في الهواء، لِمَ نكسر جسر المودة والصفاء حقيقة هي اقلام جاءت وبقوة وكم هي اقلام جريئة حينما تجاوزت حدود الصمت والانكسار.. وكتبت في العزيزة.. وطالبت للغتنا ان تظل عزيزة او هل يكون جزاء الاحسان الاساءة لا والله محال ان يكون بيننا.. من يسرق الاضواء.. لموافقة الاهواء.. وعلى حساب من اراد للغته البقاء واحتواها ايما احتواء!! عموما لست في صدد الحديث عما دار في العزيزة من اصداء.. ولكني اتوق لان اقدم للغتي العربية الفصيحة كل الوفاء.. فلولا الله ولولاها لما كان لحرفي في الصفحة البقاء.. حقيقة كم سررت عندما لاح لناظري مقال الاخ الكريم اديب.. فما كتبه ان لم يساو شيئا لدى العامة من الناس فكفاه ان ينال من الفخر.. غيرة صاحبه على لغته العربية.. فمرحى لك اخي اديب.. وشكرا لك على غيرتك ومنافحتك.. عموما.. لست انت من يطالب بهذا العمود فقط.. فكلنا في الدرب سواء.. وهمنا ان يكون للغتنا البقاء.. فلنشد على ايدينا لنكتب فيها ولها ما يعيننا على الاحياء!! نعم احياء اللغة ولكم ان تسألوني عن خير الوسائل في ذلك.. ولادلف الى قلوبكم.. باحثا عن قلب شاعر.. نعم قلب شاعر!! لا تتعجبوا فقلب الشاعر حي بلغتنا .. وعلى شفتيه وبين أصابعه تكون اللغة.. وتحيا لهجتنا الفصيحة.. ولنكسر ما عداها من لهجات عامية لقيطة.. لا غرو فالشاعر هو الوسيط بين قوة الابتكار والبشر.. وكثير منا يطرب لشاعر ما لا يطرب لغيره.. فهو السلك الذي ينقل ما تكنه نفوسنا.. وكلما قرر الفكر امرا كان له الشعر ردا. ** وهنا ومن منبر العزيزة لي ان اخاطب كل شاعر قائلا له.. لغتنا تصرخ .. لغتنا تنادي .. لغتنا تندثر.. فمن لها مجيب.. فهلم اجبها نعم ايها الشاعر «انت ابوها وامها» فلغتك تسير معك حيثما تسر.. وتربض اينما تربض، واذا ما قضيت نحبك ايها الشاعر فهي تجلس على قبرك باكية منتحبة حتى يمر بها شاعر غيرك فيحتويها ويأخذها بيدها.. يا الله ما أشده وما اعظمه من موقف.. وبعد هل تتخلى عن لغتك بعد اليوم ؟لا اظن ذلك واياك اياك ان تتركها لمن لا يحسن صنعا ومن يدعي الشاعرية فيقول انا شاعر وهو ليس بشاعر.. فهذا هو المقلد الذي يصنع ثوبه ممن تقدمه.. ويبني امجاده على اكتاف الآخرين فهو والله من يدفن اللغة ويخدش حياءها.. نعم هو من ينسج كفنها.. وهو من يحفر قبرها.. فهم اليوم اقزام يتطاولون على اكتاف غيرهم نعم هؤلاء المقلدون يسيرون على طرق سارت عليها الف قافلة وقافلة ويتبع بمعيشته ورزقه ومأكله ومشربه تلك السبل والتي سارت عليها الف جيل وجيل.. فاشرع سفينتك ايها الشاعر ونافح عن لغتك!! ان حياة اللغة واحياءها وتعميمها على كافة الالسنة والمشارب سيكون رهن خيالك انت ايها الشاعر فهل انت حاضر.. من يقول انا لها من الكتاب او هل عندنا شعراء تحيي فيهم كلماتنا النخوة والغيرة على لغتنا.. اني اتفاءل واقول نعم لدينا الكثير ولكن بعضهم انزووا خلف الكلمات الموتورة والمثبطة ممن انتقص بلاغة الانشاء وعدها من العبث والاهواء عبر مقالات تكتب في العزيزة.. ولكن كلي امل ان ما هنالك شاعراً الا وفي قلبه حب للغته وغيرة عليها وفي لسانه همسات شعر منافحة.. ولكنه الجمتها افواه العامة.. والتي لم تلحق بركب المبدعين ممن عد كل رائعة لشاعر او تحفة ادبية لكاتب من عبث الحروف.. فهذا مصيرنا نحن الكتاب .. وهذا ما نلقاه. ** اني اخاطب اولئك المقلدين قائلا: اعتقوا انفسكم.. من سجن هذا التقليد واقرأوا كثيرا واخرجوا الى نور الشمس.. ولا تحجبوا الحقائق ولا تكسروا شوكة المبدعين وتضعون لهم العوائق.. بحجة انكم لا تفهمون .. ولا تستوضحون .. واقرؤوا وابحثوا فسوف تتراجعون عن كل اتهاماتكم لكل مبدع رأيتم في كلمته «الغموض» على حد قولكم واعلموا ان تأخر بعض القراء عن اللحاق بركب الباحثين.. وعن استنطاق المفردات في المعاجم بين القارئين .. هو ما حملكم على حكمكم القاصر واذا ما لحقتم بركب الباحثين واستنطقتم المفردات فبمشيئة الله سيتحقق لكم ما عجزتهم عن نواله. ** ولمن انصرف الى نظم موهبته ونثرها حرفا حرفا على صفحات العزيزة لامور اعتبارية او لحاجة في نفس يعقوب، اقول: ليكن من حرصكم على كتابنا وتشجيعكم لهم مانع عن اقتفاء زلاتهم واخطائهم واقتفاء المساوئ ولئن تكتبون فيما يعزز البقاء للغتنا العربية في العزيزة خيرا لكم من ان تقيموا صرحاً شاهقا من ذاتكم المقتبسة وليكن لكم من عزة انفسكم زاجرا ورادعا عن الدخول في مهاترات لا تلقي علينا نحن ابناء العزيزة الا رداء الغل والحسد. وليكن لكم من حماستكم في الكتابة المحمومة وبنهم دافع المنافحة عن لغتنا وتشجيع من يكتب بها فصيحة وبأي صورة كانت.. والى تصوير حال اخواننا المسلمين ومناصرتهم.. وخير لنا وللغتنا ان نتناول ابسط ما يتمثل لنا من الحوادث والنكبات في محيطنا والتي المت باخواننا المسلمين في كل مكان من مشارق الارض ومغاربها.. ونكتب في امور اجتماعية نلبسها حلة من الصدق والواقعية.. اليس ذلك أفضل بكثير من تلك المشادات والتي نقرؤها بين الحين والآخر عبر العزيزة. فاصلة: كلمات اخطها لي ولاخوتي واخواتي الكتاب والكاتبات اقول فيها لِنَمُجَّ عدو صناعة الحرف والكلمة «الكبر» ولنتحابّ في الله حتى في صناعتنا هذه ونتواصى عليها بالذي هو اليق لاهل الفضل والعدل والنبل من سلفنا وليكن كلامنا موافقا لمقتضى الحال كقول ابي العتاهية: تكلم وسدد ما استطعت فإنما كلامك حي والسكوت جماد فان لم تجد قولاً سديداً تقوله فصمتك عن غير السداد سداد سلمان بن ناصر عبد الله العقيلي/معلم بمتوسطة صقلية