وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    «موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبد الله بن محمد الحميِّد
لكيلا نؤرهب النقد الأدبي
نشر في الجزيرة يوم 18 - 10 - 2001

كنت قد كتبت تعقيبا نشرته جريدة الجزيرة الغراء يوم الاحد 13 من رجب 1422 بعنوان «الهويمل والإرهاب النقدي» وكان هذا التعقيب مجملا لبعض ما ورد في مقال الدكتور حسن الهويمل المنشور في الجريدة نفسها بتاريخ الثلاثاء 8 من رجب 1422ه.
وهأنذا افند بالتفصيل ما ورد في مقاله آنف الذكر بالحجة والبيان فأقول وبالله التوفيق..
لا ادري لماذا تعشعش في اذهان كثير من المثقفين فكرة الانا، والتعالي على الآخرين، والنظرة الفوقية لمن هم اقصر منهم باعا في مجالات البحث والتأليف وانك اذا لم تكن موافقا لرأيي فانت ضدي.. الى آخر ما هنالك من الامور التي يكون دافعها في العادة عدم الارتياح الشخصي وفرض الرأي على الناس بالحق والباطل، الخ.
وهذا ما ظهر واضحا في مقال الدكتور فهد بن حسن الهويمل المنشور في جزيرتنا الغراء يوم الثلاثاء الموافق 8 من رجب 1422ه تحت عنوان «لكيلا ننشر عن الفكر العامي» في معرض رده على مقال كنت نشرته في الجريدة نفسها بتاريخ 28/6/1422ه تحت عنوان «الدكتور الهويمل والمداخلة الغاضبة».
وفي الحقيقة اني ما كنت اتصور ان يبلغ الغضب بالدكتور حسن الهويمل مبلغا يجعله يخرج عن طوره في مقاله سالف الذكر والذي شغل ثلاثة ارباع صفحة كاملة الى درجة مقيتة أسفَّ فيها وهبط عن مستوى الحوار النقدي الموضوعي البناء فيما يتعلق بالاشكالية القائمة بين انصار الشعر الفصيح وانصار الشعر الشعبي فكان أن أحال مقاله الى منظومة من الشتائم والتحقير والاستهزاء والاستهانة بشخصي ومكانتي العلمية مع اني ويشهد الله على ما اقول كنت مؤدبا مع الدكتور في مقالي الاول الذي دافعت فيه عن نفسي اثر مداخلته الغاضبة، واحتفظت له بمكانته العلمية والادبية. ولكنه سامحه الله أبى الا ان يلجأ الى اسلوب رخيص في الرد لذلك وامتطى مركبا وعرا لا يتناسب مع سنّه ولا مقامه فيما ساقه من تهم وتحقير وفوقية وشتائم وسوف يحاسبه الله تعالى على ذلك.
واحب ان أنبه الاخوة القراء بأني لن اهبط الى مستوى الدكتور في شتائمه وغمزه ولمزه ولكنني سوف ارد عليه من واقع كلامه بما اعلمه من نفسي ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه. والله حسبي ونعم الوكيل، فأقول مستعينا بالله سبحانه:
أولا: لقد استكثر علي الدكتور حسن الهويمل ان انشر دفاعا عن نفسي في صحفنا المحلية حيث قال: «من قول مقتضب ذي بعد حكائي، وعلى شكل منشور احتجاجي موزّع على وسائل الإعلام» فما الذي يضيرك من هذا الرد الذي اسميته يا سعادة الدكتور منشورا احتجاجيا موزعا على وسائل الاعلام!! وانت الذي ارغيت وأزبدت في مداخلتك الغاضبة والتي انهمرت في ذلك المجمع الاحتفالي على شكل صراخ اثار استغراب الحاضرين ومقتهم موجها كلامك الي وكأنني خصم لك تريد ان تكسر البطيخ على رأسي!! وكنت اظن ان مدير الجلسة سوف يتيح لي الفرصة بالرد عليك في حينه ولكنه كان متواطئا معك فلم يسمح لي بذلك. فهل كنت تظن بأني سوف ابتلع مداخلتك واستكين لقولك دون ان ابدي وجهة نظري على الاقل عبر منبر ثقافي آخر اوسع مجالا من قاعة محدودة لا يسمعني فيها الا أناس معدودون؟
ولماذا تسميه منشورا احتجاجيا وقد ابنت فيه عن وجهة نظري حول مداخلتك بأسلوب موضوعي بعيد عن التشنج والتجريح الشخصي الذي سلكته أنت!!
ثانيا: وقال الدكتور بأني استهللت حديثي في الورقة التي قدمتها بجملة تأنيبية لخصوم الشعر الشعبي، ومارست اعتراضي بأسلوب مستخف متوسلا بمكانة المدروس وبمن حوله من الابناء والاحفاد، وأنا اقول لو انك يا سعادة الدكتور حسن رجعت الى نص ورقتي بانصاف لوجدت بأني لم استهل حديثي بالجملة التأنيبية التي زعمتها ضد خصوم الشعر الشعبي، وانما ابديت وجهة نظري الشخصية حول موقف هؤلاء وانت واحد منهم بالطبع في نظرتهم السوداوية للشعر الشعبي حيث توهمتم انه يشكل خطورة على الشعر الفصيح، وفي الحقيقة انه لا خطورة ولا يحزنون، فالشعر الفصيح محفوظ بحفظ اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم الى ان يرث الله الارض ومن عليها، كما انه لغة النخبة المثقفة واما الشعر الشعبي فانه يمثل اللغة المحكية في اي مجتمع وله رواده وعشاقه في الماضي والحاضر والمستقبل ولا تستطيع انت ولا غيرك ان تلغيه بجرة قلم.
واما كوني توسَّلت بمكانة المدروس وبمن حوله من الابناء والاحفاد؟ فذلك شرف لي لا ادعيه، ثم ان المتأمل في شعر الامير الشاعر عبد الله الفيصل والذي رمزت اليه انت «بالمدروس» ليجد فيه الروعة في التصوير الفني، والتعبير الملامس لخلجات النفس وانفعالاتها بطريقة جميلة موحية حافلة بالظلالات الشعورية سواء كان ذلك في شعره الفصيح او شعره العامي، ولا اخالك يا دكتور حسن الا قد لحظت ذلك في ورقتك التي قدمتها انت عن شعره الفصيح فأوفيته ثناء ومديحا واشادة فلماذا تنقم علي ما وقعت فيه انت؟
ثالثا: يقول الدكتور الهويملولربما كنت الوحيد من بين الحاضرين الذين تصيبهم دائرة تلك الحملة غير المبررة، ولم يكن بد من قمع هذا التطاول، ورد المتحدث الى موضوعه دون ان ينال من فرصته خيرا في موقف احتفائي لا يتسع للمنكافات، فكان من حقي بل من واجبي ان ألملم اشلاء السمعة التي تعمد بعثرتها والا أمكنِّه من التشفي في ظل مناسبة تستقطب علية القوم وكبار الادباء والمفكرين.
وكأني بالدكتور هدانا الله واياه الى الحق قد توهم انه الوحيد من بين من حضروا في تلك الاحتفالية الذي رأى في نفسه انه احق بالغيرة على مدرسة الشعر الفصيح والمنافحة عنها وبخاصة بعد ان تبوأ منصب رئاسة مكتب رابطة الادب الاسلامي بالمملكة، وما علم ان ذلك المجمع الاحتفالي قد كان غاصا بالغيورين على هذه المدرسة، ولكني اذكره في هذا المقام بقول شاعر:
جاء شقيق عارضاً رمحه
إن بني عمِّك فيهم رماح
رابعا: يقول الدكتور الهويمل عني: «ولم يحتمل رد الكرة الى شباكه لاقتناعه بمشروعية اشتغال اساتذة اللغة العربية بالعاميات المحلية ولعدم تعوده على مقارعة الحجة بالحجة في سبيل البحث عن الحق لقد توترت اعصابه وانتابه الاضطراب والانفعال.. حتى لقد حرصت ان يتاح له الحديث، لكن رئيسي الجلستين د. العثيمين ود. المريسي لم يكن في رغبة احدهما امتداد الحديث وزعم اني وجهت نقدي لانصار الفصحى وانه اي الهويمل رد النقد على انصار العامية ومابعد هذا يعدُّ في نظريهما على الأقل من فضول القول ثم زعم كذلك أني طاردت صاحبيه في ابهاء الفندق واتهمتهما بردي عن حقي بعد محاولتهم لاقناعي وافهامي بأن الامر لا يحتمل كل ذلك الانفعال، ولا يتسع لكلمات الثورة والغضب والقهر والظلم وكظم الغيظ وجهل المكانة العلمية والاجتماعية.. وانه لا يخشى من ردي عليه فقد تلقى من غيري من الاساءات والبذاءات عبر الصحف والمجلات والمنتديات على مدى عشرين عاما. ما لا يمكن تصوره.. واني لم اجد طريقة للتخلص من معاناتي مما نالني منه ومن زميليه الا بتوزيع ما أسماه بالمنشور الذي كان من الممكن المرور به دون اكتراث منه على حد زعمه.. لولا وصفه لي بأني اكاديمي اشرعن للعامية من خلال التأصيل للشعر العامي عبر دراساتي التي انشرها.. واعد بإصدارها..».
وانا اقول : لله ما افظع التجني على الحقيقة والمبالغة في التهويل.. ان ذلك يعمي ويصم ويخرج الانسان عن طوره فكيف تتيح لنفسك يا دكتور حسن الفرصة للنيل مني ومما قدمته من طروحات تعبت في اعدادها وهي قابلة للنقاش بموضوعية وليس على طريقتك في مجمع محترم كان يضم اصحاب السمو الملكي الامراء والاعيان وارباب القلم ثم نقمت علي ان احاول المدافعة عن رأيي خلال الجلستين حتى اعيد الكرة الى مرماك، ولكني لم اوفق في ذلك لانك قد حزمت امرك مع صاحبيك فلم تتيحوا لي الفرصة فلم اجد بدا من اللحاق بكم بعد انفضاض السامر لأبين وجهة نظري بأدب معاتبا الدكتورين العثيمين والمريسي على مسمع من الاستاذ الدكتور منصور الحازمي الذي ايد وجهة نظري، مع اني لم انل منك كما نلت مني بل قلت في حينه انني اعتز باستاذيتك مقدرا جهودك البحثية، وعلى الرغم من ذلك زعمت بأني كنت متوترا او منفعلا، وكيف لا انفعل وقد حطمتم رغبتي في المدافعة عن رأيي في الوقت الذي اتحتم الفرصة لكل من أراد التعقيب والمداخلة ممن كان حاضرا في تلك الجلسات من الذكور والاناث.
واما قولك باقتناعي بمشروعية اشتغال اساتذة اللغة العربية بالعاميات المحلية، وزعمك كذلك بأني اكاديمي اشرعن للعامية فهذه والله من المزايدات التي لا تليق باستاذ مثلك ثم لماذا هذه الحساسية المفرطة من تذوق الشعر العامي؟! أليس هو فنا قائما بذاته، ومنشورا في الصحف والمجلات اليومية والاسبوعية والشهرية؟! واذا كنت تنتقد اشتغالي بهذا اللون من الفن فلماذا لا تنتقد صاحبيك العثيمين والمريسي اللذين لهما اسهاماتهما المعروفة والمشهورة في الشعر العامي كتابة، والقاء، وانشادا فهل يعد هذا انتقاصا في حقهما او استاذيتهما؟! ثم من انا حتى اشرعن للعامية كما زعمت ايها المنافح الاوحد عن الفصحى؟ ألأني تذوقت طائفة من النتاج الادبي لشاعرين عملاقين يشار اليهما بالبنان، واعجبت بهما وصمتني بالشرعنة للعامية.
خامسا: يقول الدكتور الهويمل:جاء تعليقي الهادىء في نظري دفاعا عن انصار اللغة العربية وانا منهم، ولم اكن اتصور انه قصدني، بل اكاد اجزم انه لم يقصدني بالذات، فهو لم يذكر اسمي، ولم يتوقع حضوري، ولكنه نال ممن اتخندق معهم واشاطرهم همهم، وقد سخر منهم، وامعن في تخطئتهم في سبيل تأكيد مشروعية فعله».
وأنا اقول: لقد جانبت الصواب يا دكتور حسن فلم يكن تعليقك هادئا كما زعمت، بل كان تعليقا حافلا بالصراخ والحدة والانفعال والتوتر ويشهد على هذا كل من استمع اليك في ذلك المجمع الاحتفالي، كما ان الاشرطة المسموعة والمرئية التي سجلت ذلك اللقاء قد وثقت هذا الامر بغير ما زعمته انت وما ادعيته باني نلت من انصار الفصحى وسخرت منهم، وامعنت في تخطئتهم في سبيل تأكيد مشروعية فعلي، واني امعنت في تخطئتهم في سبيل تأكيد مشروعية فعلي، وكأني لست من انصار الفصحى مثلك يا دكتور، والصحيح اني لم اسخر منكم وانما اوضحت وجهة نظري بموضوعية واحتفظت لكم بالاستذة والاجلال والتقدير، وفي امكان القارىء الكريم ان يرجع الى كلامي المنشور في الكتاب التكريمي ليتأكد من صحة ما اقول، ثم اني لست مشرعا للشعر الشعبي كما زعمت وانما انا دارس ومتذوق للرائع منه الذي يثير الاعجاب، فليست الروعة في الصورة الفنية مقصورة على الشعر الفصيح، والحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو احق بها.
سادسا: يقول الدكتور«حاولت هنا وفي المداخلة تصحيح اخطاء وقع فيها تمس معرفته وتصوره. فاما خطؤه المعرفي فقوله: لا خطر على الفصحى ولا على الشعر الفصيح من الشعر العامي، وذلك ان اللغة محفوظة بحفظ القرآن الكريم والله تعالي قد تكفل بحفظه.. وتلك مقولة اهترأت من الاجترار، وسئمنا من تكرار القول على خطأ الاحالة على مدلولها، والتوسل بها لتطمين المتوجسين خيفة من تفشي العامية، وفي هذا الفهم خطأ واضح ما كان له ان يكون من استاذ جامعي.. فالحفظ واقع على اللغة تبعا لحفظ الذكر الحكيم وليس حفظا للناطقين بها. ومن ثم فان استفحال العامية ومناصرتها واتاحة الفرصة لها كي تكون لغة ادب وفكر بفعل الذين يشتغلون بالشعر العامي دراسة وشرعنة، وبخاصة ممن درسوا العربية وآدابها وحملوا اعلى الشهادات ثم اشتغلوا بالعامية ومنهم الدكتور عبد الله الحميد بوصفه استاذا جامعيا يقترف دراسة الشعر العامي بآليات الفصيح هذا الفعل وذلك الاستفحال سيحولان الامة الى عرب بالنسب لا باللغة. وقد نحتاج بعد امة الى من يترجم لنا معاني القرآن الكريم الى عاميتنا التي قعدنا لها، وجعلنا منها لغة ادب وفكر بفعل الكفاءات الجامعية ممن يفترض فيهم اشاعة اللغة الفصيحة مدعيا غيرته على لغة القرآن، وهي غيرة كمونية يناقضها فعله الظاهر».
وانا اقول مؤكدا بأنه لا خطر على اللغة العربية الفصحى ولا على الشعر الفصيح من الشعر العامي شريطة ان يظل هذا اللون من الشعر في نطاق التذوق العام والافادة منه في التعرف على العادات والتقاليد لا ان يكون مجالا للدراسات الاكاديمية في الجامعات.
ومن ثم فلا نستطيع ان نلغي هذا الفن القولي الراسخ في وجدان ابناء الجزيرة العربية نظرا لان الدكتور الهويمل لا يستسيغه ولا يقبله جملة وتفصيلا.
ثم اني لم ادع كما زعمت يا دكتور لان تكون العامية لغة ادب وفكر، وانما دعوت لتذوق الشعر الشعبي اسوة بتذوق الشعر الفصيح ففي كل منهما من الجماليات ما يستحق التأمل والنظر فلماذا تحمل كلامي على غير محمله وتؤوله الى ابعاد اخرى خطيرة لم تخطر على بالي ابدا؟
ويقول الدكتور الهويمل عني بأني ادعي الغيرة على لغة القرآن وهي غيرة كمونية يناقضها فعلي الظاهر وانا اقول:
اتق الله يا دكتور فهل شققت على قلبي حتى تحكم علي بأن غيرتي كمونية يناقضها فعلي الظاهر!! هل نصَّبت من نفسك وصيّا على نيتي لتحكم علي بأن غيرتي على اللغة العربية غيرة كمونية؟ الا فلتعلم ان الله سبحانه هو العالم بالنيات وهو الذي يحاسب عباده على ذلك ولو وكَّل ذلك للبشر لاهلك بعضهم بعضا.
سابعا: يقول الدكتور: «وارجو ان يفهم الدكتور مقاصد آية الحفظ وموطن الشاهد واسلوب الاستنباط، وانه ليس للانسان العربي الذي عق لغته وفرط فيها بالاحتفاء بالعامية».
وانا اقول: شكرا لك على هذا التوجيه من استاذ اكاديمي له قدره ووزنه العلمي، والمؤمن مرآة أخيه، واعتقد ان هذا الامر لم يغب عن ذهني الكليل، ولكن يكفي اللغة العربية حفظا وشرفا بتنزل القرآن الكريم بها مما ضمن لها الحفظ الى قيام الساعة ومن ثم فلن تؤثر على مكانتها لهجة عامية ولا لغة اجنبية. واحب ان اؤكد لك ايها الدكتور الفاضل بأني لم اعق لغتي كما زعمت انت ومحاضراتي وخطبي واسلوب حديثي شاهد لي بمحبتي للغة القرآن الكريم الذي انعم الله تعالى علي بحفظه وتدبر آياته، اما احتفائي بالعامية كما ادعيت فانما هو تذوق واعجاب لما يوجد في بعض نصوصها الشعرية والنثرية من صور جمالية كما اعترفت انك بانك ممن يتذوق الجيد منه عندما قلت «فالحق انني لا امنع الشعر الشعبي ابداعا وانشادا واطرابا وتذوقا، ولا اجهل مضامينه ومشروعية الاستمتاع بنوادره وعيونه، وانا ابن العامية، اسمعه وقد اتمثل به واطرب له، واتذوق الجيد منه».
والسؤال الذي يطرح نفسه هل انت تتناقض مع نفسك يا دكتور هويمل حينما تشن الحملة الشعواء علي لاني متذوق لجيد الشعر العامي، ثم تعترف وتبيح لنفسك في كلامك السابق بانك تطرب له وتتذوقه وتتمثل به فبالله عليك من الذي يناقض نفسه أنا ام انت؟!
ثامنا: وفي موضع آخر وجه الدكتور الهويمل لومه لي لاني قدمت دراسة تذوقية لشعر امير الابداع صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل حفظه الله، نشرته لي مشكورة جريدة البلاد منذ فترة من الزمن في بضع عشرة حلقة، وعدَّ ذلك تزلفا ونفاقا، وانا اقول على رسلك ايها الجهبذ فلا انا ولا انت نصل الى عشر معشار ابعاد الفن الشعري لابداع دايم السيف ومدرسته الفنية او ادراك غوره العميق في الصور الفنية والدلالات الجمالية فكم كتب الكاتبون من مقالات ومؤلفات عن شعر هذا الامير الشاعر العملاق حتى من الاكاديميين ومع ذلك لم يستطيعوا الوصول الى سر جمال اشعاره.
فشعره كما قلت لك من قبل واقوله الآن كالبحر العميق متلاطم الامواج الذي لم يستخرج حتى الآن من كنوزه ودرره وجواهره الا اليسير اليسير.
ولعل آخر ما قرأته من توصيف لشعر الامير خالد الفيصل دراسة استاذي واستاذك الاديب الفاضل الاستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين المنشور في جريدة الرياض بتاريخ الاربعاء 16 رجب 1422ه بعنوان : «مجموعة الاعمال الشعرية للامير خالد الفيصل».
وهو توصيف كتبه رجل اكاديمي يعد شيخ الادباء والنقاد في بلادنا الحبيبة وله وزنه العلمي، وقد اقتصر في دراسته الضافية هذه على الديوان الرابع من شعر الامير خالد الفيصل على اساس انه قد تحدث سلفا عما اشتمل كل واحد من الدواوين الثلاثة السابقة.
فلو ان استاذنا الاستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين يرى رأيك المتفذلك في الشعر الشعبي لما كتب مثل هذه الدراسة الجميلة واعتقد انك لن تجرؤ ان تهاجم شيخك وشيخي الدكتور ابن حسين كما هاجمتني، لانك تعلم من هو ابن حسين في مقامه العلمي والفكري على مستوى جامعات الدول العربية.
ولعلمك يا دكتور فان الامير الجليل حفظه الله لم يطلب مني ان اكتب توصيفا لشعره الرائع فهو ليس بحاجة الى من يعرِّف بشعر ذائع الصيت جمالا ورقة وعمقا، ولكن الفكرة نبتت من عندي لابحر في دراسة ذلك الشعر الجميل بما يسر الله لي من آليات التذوق المتواضع، فنشرت شيئا من هذه الدراسة عبر صفحات جريدة البلاد في سنوات خلت، ثم آثرت الاكتفاء بما قدمته على امل ان اتفرغ مستقبلا لدراسة اكثر تأنيا وتأملا لذلك الشعر الرائع ولم يكرهني احد على التوقف عن نشر تلك الحلقات كما زعمت.
كما احب ان اخبرك باني اعرف بنفسي فيما اتقدم به من دراسات للترقية العلمية قبل ان تتفضل يا دكتور حسن بتعريفي لرسالتي العلمية وموقعي المعرفي واذا كنت ايها الاستاذ مضطرا لان تحثو الاحبار في وجهي جزاء لما اسميته بالمجازفات في المدح والتزلق فاما انا فاني مضطر لان احثو في وجهك آيات كريمة تدعو المسلم لان يتلطف بالقول مع اخيه المسلم كقوله تعالى: «يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا» وقوله سبحانه «وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم» وستعلم من هو الذي يضيق بالنقد الموضوعي ولا يقرع الحجة بالحجة وانما يلجأ الى كيل الشتائم والتنقيص من الآخرين.
تاسعا: قال الدكتور حسن الهويمل:«وكان على الحميِّد ان يتوسل في تقربه بمشروع الامير خالد الفيصل المتمثل في حرصه على اشاعة الفصحى في اوساط المعلمين والمتعلمين وإلزامه بتطبيق النطق بها في المدارس والقاعات، وهو مشروع لم يسبق اليه ومع اهميته فقد استدبره الحميد، واشتغل بالعامية».
وانا اقول انني لم استدبر مشروع سيدي الامير خالد الفيصل في دعوته الى تطبيق التحدث باللغة العربية الفصحى كما زعم الدكتور الهويمل بل لقد فرحت بذلك كثيرا وعبرت عن هذه الفرحة الغامرة بنظم قصيدة من الشعر العمودي الفصيح وتشرفت بالقائها امام سموه الكريم في قصر الضيافة العامر بحي الخالدية بأبها، ونشرتها عدد من الصحف المحلية وقد لاقت استحسان سموه الكريم وكل من سمعها ومن قرأها، ومما قلته فيها ولعله ابلغ قول في دحض تهمتك يا دكتور حسن:
لغتي الحبيبة أبشري ولتسعدي
ولتهنئي بالحفظ ولتتجددي
ولتبق هامتك الرفيعة في الذرا
وثقي براع في المكارم اوحد
هو خالد في فضله.. وعطائه
ونبوغه بل فيصلي المحتد
في الشعر رائده المحلق في السما
يجلو فرائده بقول ارشد
فاسلم لفصحانا وانت ابرُّ من
يرعى حماها يا شريف المحتد
وأباً حنونا قد رعيت ودادها
انت الأحق بذاك يا ابن الأمجد
من مثلكم يحمي فصيح كلامنا
فوق المنابر.. في ظلال المسجد
من مثلكم جعل الخطابة مفخرا
بين اللغات على رحاب المشهد
فموارد الفصحى تكدر صفوها
حتى خطبت فكنت اعذب مورد
نظرت باشفاق لسالف مجدها
فتجددت بك بشريات المولد
إلى ان قلت:
انا لنفخر ان هم اميرنا
ان يعتني دوما بمنطق احمد
يا راعي الفصحى وانت ابن الذي
ارسى مع الاقصى عظيم الموعد
دمتم على هذا فان صنيعكم
والله فيه رضا الاله الأوحد
ثم اننا لم نقرأ لسعادة الدكتور ما يدل على اعجابه بمشروع الامير المبدع خالد الفيصل في دراسة بحثية ينشرها عبر الصحف كما يصنع في دراساته النقدية المتكاثرة هنا وهناك ولهذا فالواجب على الدكتور ان يبدأ بنفسه اما انا فقد عبرت عن فرحتي بما ذكرته أعلاه.
عاشرا: ويقول الدكتور الهويمل:فالازدواج اللغوي يعني ان تكون العامية لغة فكر وادب بازاء الفصحى وان تدخل قاعات المحاضرات في الجامعات وهذا ما يمارسه الاخ الحميد فهو استاذ جامعي متخصص في علوم اللغة العربية والادب العربي القديم ومنهج الادب الاسلامي يدرسه ويدرّسه لطلابه على حد قوله، واشتغاله بلغة عامية وسحبها من المجتمع الى الجامعة جناية لا تغتفر، ومناقضة للتخصص، واذا كانت الجامعات تحارب العامية بتعليم ابنائها اللغة الفصيحة، فان ممارسة اساتذة الجامعات لدراسة العامية بآليات الادب الفصيح مخالفة واضحة لاهداف الجامعات التي هي بالضرورة اهداف الدولة».
وانا اقول ان ما امارسه في كتاباتي عن الشعر الشعبي ليس ازدواجية في التخصص كما ادعى الدكتور الهويمل، ولكنها دراسات تذوقية لفن شعري موجود على رغم انف من ينكر ذلك، كما اني لا ادعو الى ان يكون الشعر الشعبي لغة فكر وادب في أروقة الجامعات كما زعم الهويمل ولكني ادعو الى توثيق الجيد منه مما يحفظ تاريخا او يبعث امجادا، او يلهب عاطفة انسانية، او ينزع الى اصل من لغة في نطاق محدود يمثل شريحة عريضة من المجتمع تتذوق هذا الشعر وتنظمه وتنشده في مجالس السمر.
أما اروقة الجامعات فيجب ان تبقى خالصة لدراسة الادب الفصيح فقط، لانه هو الذي يربي في الدارس الملكة الادبية، وهذا ما أنتهجه والحمد لله في محاضراتي لطلابي، بعيدا عن تهويل الدكتور الهويمل واتهاماته المجازفة لي، والتي بناها على جدار متهالك من الادعاءات المهترئة نتيجة غضبه وخروجه عن الموضوعية.
واني اكرر عبر صفحات هذا المنبر الثقافي بأني لا اخالف اهداف الجامعات في محاربة العاميات كما زعم الدكتور الهويمل محاولا اقحامي في هذه التهمة الخطيرة التي ما خطرت لي على بال وان كانت جامعة الملك سعود تدرس الادب الشعبي في بعض اقسامها منذ زمن بعيد ولم يقل احد بأن في ذلك جناية لا تغتفر.. وانما انا دارس ومتذوق للشعر فصيحه وعاميه كأي دارس يعجب بنص فيحاول ان يبدي رأيه فيه، فهل اقترفت بذلك جناية لا تغتفر يا دكتور حسن هداك الله الى الصواب مع انك تفعل الشيء نفسه في اعجابك بالشعر الشعبي وطربك له، فلماذا اذن تحرم على غيرك ما تبيحه لنفسك؟ ام انك لم تحتمل ادبيات الحوار فلجأت الى كيل هذه الشتائم والتهم والانتقاضات لشخصي لا لشيء الا لانك لا ترتاح لي ولا لدراساتي في الشعر الشعبي التي لست اول ولا آخر من كتب فيها، بل هناك من الاكاديميين الكبار من لهم الباع الواسع في دراستها وتحليلها من امثال الدكاترة محمد ابن سعد بن حسين، ومنصور الحازمي، ومحمد المريسي الحارثي وعبد الله المعطاني وسعد الصويان وغيرهم، ومع ذلك لم تنبس يا دكتور هويمل ببنت شفة في مهاجمتهم او انتقادهم او انتقاض دراساتهم تلك. ولكنه الكره والبغضاء وعدم الانصاف.
الحادي عشر: يقول الدكتور الهويمل:«فإن من حقي ان ابدي رأيي في ذلك المجمع الاحتفالي، وليس في ذلك تجاوز مني، وليس فيه اساءة، بل القول عند المجمع من كلمات الحق التي لا يجرؤ هو وامثاله على قولها.. واذا كان يشعر بالدونية في هذا المجمع فانني اتمتع بالندية، فكلنا سواسية كأسنان المشط، وتكسير البيض والبطيخ الذي احاله الدكتور الى الدعابة قلته على حقيقته، وليس من باب الدعابة.. الى ان قال: وما زال اتهامي له قائما، وما زلت اضرب المثل بما تنفقه الدولة من المليارات لتعليم اللغة العربية في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية وفعله هذا مواجهة صريحة لمشروع الدولة علم ذلك ام جهله.. قصده ام لم يقصده.. اذ الامور بمآلاتها.. ثم قال والدكتور في منشوره يعتقد اني سوف ارفع راية الاستسلام امام العمالقة من الشعراء العاميين. واحب ان اؤكد له خيبة امله. اذا لم يحن بعد رفع راية الاستسلام امام هؤلاء الشعراء.
وانا اقول بل لقد اسأت يا دكتور كل الاساءة في مداخلتك الصاخبة وتنفجت بانفعال وتوتر، والاشرطة تشهد بصدق ما اقول ثم اني لا اشعر بالدونية كما زعمت ولكني شممت فيك روح التعالي والفوقية من خلال مداخلتك والا فانا والحمد له اعرف بنفسي منك والله تعالى وحده هو الذي يتولى السرائر. وانا لن انافسك على نديتك فاشبع بها في غنى عن محاورتك او الرجوع الى كتابك الذي اسميته «الإبداع الأمي: المحظور والمباح».
وأنا أحذرك يا دكتور من تلفيق التهم الباطلة التي ما زلت ترددها في سطور مقالك بأني ضد مشروع دولتنا الراشدة في تعليم اللغة العربية لابنائها الطلاب فهذا ليس من طبعي ولا يمثل انتمائي وحبي لوطني وديني ومليكي، فأنا نشأت ولله الحمد على الولاء والحب والعرفان لولاة امري ودولتي الرشيدة وفقها الله والذود عنها بالغالي والنفيس وهذا اقل الواجبات لكل مواطن ولد ونشأ على تراب هذا الوطن العزيز وتدرج في مراحل دراساته حتى نال اعلى الدرجات العلمية. ولعلمك فان دراستي التي قدمتها في المؤتمر التكريمي انما كانت بدعوة من رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عبد الله المعطاني، فاستجبت لتلك الدعوة معتزا بمن اكتب عنه معتبرا ذلك شرفا لي.
واما اتهاماتك يا دكتور حسن فانها هر طقات املتها عليك خيالاتك الواهمة، وكراهيتك لشخصي وافوض امري وامرك الى الله سبحانه.
وحينما قلت لك بأنك سوف ترتفع راية الاستسلام امام العمالقة الشعراء الشعبيين في بلادنا الغالية فان هذا الامر على حقيقته نظرا لما احتوته اشعارهم من صور فنية ومعان عميقة ومن ثم فلا تملك انت ولا غيرك منازعة هؤلاء الشعراء في مكانتهم الشعرية الرفيعة، ولكن ابيت الا ان تغتر بنفسك اكثر من اللازم فادعيت بأنه لم يحن الوقت لرفع راية الاستسلام امام اولئك الشعراء، ومعنى هذا انك غير معجب بنتاجهم الشعري ولا مستسيغ له لانك ترى ان مكانتك اكبر من ان تضيع وقتك في تذوق اشعارهم، وهذا والله منتهى الغرور والاعجاب بالنفس، وهذا شأنك ولا دخل لي فيه.
الثاني عشر: وختم الدكتور الهويمل مقاله الصاخب بقوله:«وقبل رفع القلم وتجفيف منابع الاشكالية اود ان يجيب الدكتور الحميد على التساؤل عن طبيعة فعله: هل هو مناصرة للعربية او العامية، او هو جنس ثالث؟ وهو في فعله هذا هل يعد فعلا عاميا او فعلا عربيا؟ والمشروع العامي الذي تمتد جذوره منذ المناديب الاستعماريين الى الآن من مناداتهم بالانتماء اليه انا ام هو؟.. الخ».
وانا اقول واكرر القول مجيبا على السؤال الملغوم للدكتور الهويمل ان طبيعة فعلي انما هو دراسة تذوقية فقط كما يفعل غيري ممن ذكرتهم آنفا لفن شعري قائم بذاته شئت ام ابيت!!
وثق انني غيور على اللغة العربية مثلك او اكثر منك وليس فعلي «جنسا ثالثا» كما تقول مع ما يحمل هذا التعبير من ايحاءات خسيسة افترعها معجم الدكتور الهويمل، ولن ادنس قلمي بالبحث في دلالات تلك العبارة!!
واما سؤاله الثاني عن المشروع العامي الذي تمتد جذوره منذ المناديب الاستعماريين، فان هذا المشروع لا يمثل جذوري ولا طبيعة نفسي، لاني مفطور والحمد لله على محبة القرآن الكريم ولغته العربية الفصيحة والغيرة عليها غيرة صادقة لا غيرة كمونية كما زعم الدكتور المتفذلك الذي اراد ان يلصق للبرءاء العيب، ويلفق التهم الخطيرة لي لا لشيء إلا بسبب الكراهية والأنانية فراح يفلسف نظرته الضيقة للشعر الشعبي، ويرسم لها ابعادا قبيحة لم تخطر لي على بال اطلاقا وعند الله تجتمع الخصوم، والله الهادي الى سواء السبيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.