عندما أمسكت قلمي لأكتب هذا الموضوع الخاص لشواطئ الجزيرة، رأيت أن حبر قلمي ينزف ألماً فتحول حبره إلى لون قاتم بسبب احتجاجه على الموت الجماعي لكثير من الضبان في صحراء رفحاء وذلك بدون معرفة المتسبب الرئيسي في هذا النفوق الجماعي المفاجئ لكنني أشحذ همة قلمي وأُقوي عزمه وأشد من أزره ليسجل ما يدور بداخلي وما أُريته وشاهدته من مشاهد مرعبة لنفوق عشرات من الضبان التي فارقت الحياة فوق أبواب جحورها وأصبحت وجبة للكلاب والثعالب والطيور الجارحة كما في الصور المرفقة والخاصة لشواطئ . وعبر صفحة (شواطئ) أسرجت قلمي لأكتب لكم مأساة هذه الضبان التي انتقلت إليها بنفسي فوراً بعد تبلغي لهذا الخبر ووقفت على هذه المأساة الكبيرة. فقد شاهدت جثث الضبان متناثرة هنا وهناك في موقع صحراوي شمال غرب محافظة رفحاء (90) كيلومترا بالقرب من هجرة طلعة التمياط بحوالي (30) كيلومترا شمالاً ظاهرة الموت الجماعي (النفوق) للضبان وبأعداد كبيرة وكثيرة جداً والغريب في هذا الأمر أن ظاهرة النفوق انتشرت انتشاراً كبيراً وخاصة بين وادي العاذرية وبين تل جلاعيد مما يعني أن هناك مسببات لهذا الأمر يستلزم أخذها بشيء من الاعتبار من قِبل جهات الاختصاص وخاصة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها قبل أن يستفحل الأمر ويتسبب بمضاعفة الموت الجماعي لكثير من الضبان التي تعتبر بمراحلها الأولية وخاصة أن حماية الضب في جزيرتنا من هذا الموت المفاجئ أمر مهم جداً وعاجل الآن. الضب ثروة حيوانية غالية يجب المحافظة عليها، فقد كان طعام الآباء والأجداد فيما مضى من زمن وإذا لم يُعالج الأمر وبسرعة عاجلة فسنفتقد الضبان إلى الأبد كما فقدنا الغزلان والحبارى وسيأتي اليوم الذي لن نشاهدها فيه أبداً في صحرائنا الواسعة كما أن هذا (النفوق) الجماعي الذي شاهدته أمر خطير جداً وسوف يقضي على كل الضبان: صغيرها وكبيرها ذكرها وأنثاها في هذا الموقع كما أن الضبان التي على قيد الحياة والتي شاهدتها في الموقع قد تدنت أعدادها إلى الحد الذي يهددها بخطر الانقراض قريباً جداً، نرجو من المسؤولين في الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها التدخل السريع ومعالجة هذا الأمر وبسرعة. وأخيراً هذا نداء عاجل من جميع الضبان الباقية حتى الآن على قيد الحياة موجهة نداءها الأخير إلى الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها الدكتور عبدالعزيز بن حامد أبو زنادة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد هلاك الكثير من الضبان في هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة بسبب ذلك الموت الجماعي الذي طال حياة المئات من الضبان.