شهد شاطئ رأس تناقيب نفوق أعداد كبيرة من الطيور والسلاحف والأسماك وكائنات بحرية أخرى، بينها دلفين نفق قبل شهر ونصف الشهر، بحسب شهود عيان ، وأثار منظر الكائنات النافقة قاطني رأس تناقيب وزوارها، معتبرين أن نفوقها"مؤشراً خطراً"، مطالبين الجهات المسؤولة ب"المسارعة في كشف الأسباب، وإزالتها من الشاطئ، قبل تفاقم الأمراض التي يسببها نفوق تلك الكائنات". وفي المقابل ذكرت جهات معنية عدة ل?"الحياة"عدم معرفتها بالنفوق وأسبابه. وامتنع كثير من زوار الشاطئ عن الاستجمام فيه، بخلاف ما كان عليه الوضع في السابق، إذ كان رأس تناقيب يمتلأ بالمتنزهين، وبخاصة في عطل نهاية الأسبوع. ويوضح وليد الإبراهيم، وهو أحد سكان رأس تناقيب أن"الكائنات النافقة موجودة منذ ثلاثة أشهر، ولم تبادر أي جهة بزيارة المنطقة واستجلاء حقيقة النفوق"، مشيراً إلى أن"كثيراً من الزوار هجروها، نتيجة تخوفهم من الأوبئة. وعلى رغم سحر الطبيعة الذي يبعثه شاطئ رأس تناقيب في نفوس زواره، إلا أن ساكني تلك المنطقة يشبهون شاطئهم ب?"برميل قمامة"، لانعدام النظافة، وانتشار المخلفات على امتداده، وتراكمها من جميع الأصناف، كالقوارير الفارغة، وإطارات السيارات، والأغذية الفاسدة، وعلب الزيوت. ويلفت عبد الرحمن الدهلاوي، أحد قاطني الشاطئ إلى أن"بعض السفن العابرة ترمي مخلفاتها على الشاطئ"، مطالباً ب?"إنقاذ رأس تناقيب من وضعه الحالي الذي يكاد يدمر البيئة الفطرية، خصوصاً نفوق الكائنات، الذي قد يتسبب في أمراض خطرة". واستفسرت"الحياة"من جهات حكومية ذات صلة حول أسباب النفوق، فاتفقوا جميعاً على عدم معرفتهم بالكائنات النافقة على الشاطئ، ويقول المدير العام للشؤون الزراعية في المنطقة الشرقية سعد المقبل:"لم يردنا بلاغ حتى الآن عن وجود كائنات نافقة"، وهو ما أكده مدير مركز أبحاث الثروة السمكية في محافظة القطيف فهد الجامع، الذي قال:"لم نستقبل أي بلاغ عن نفوق كائنات"، والأمر ذاته كرره مدير مكتب الثروة السمكية في الجبيل عبد الرحمن السليم، فيما استبعد رئيس لجنة مكافحة"أنفلونزا الطيور"في المنطقة الشرقية عبد الجبار العبدرب الرضا، إصابة الطيور النافقة على الشاطئ ب?"أنفلونزا الطيور"، بحسب زيارات قاموا بها قبل أشهر. وحول الطيور الموجودة حالياً قال:"لم يرد أي بلاغ حتى الآن عن وجود النفوق، وإن ورد فسنتعامل معه وفق ما تقتضيه الحالة". بيد ان مدير الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها خالد الشيخ، كشف عن"خطاب من حرس الحدود حول وجود سلاحف نافقة على الشاطئ"، موضحاً أن"الثروة السمكية هي المسؤولة عن فحص العينات"، مشيراً إلى أنه"في مثل هذه الحالات يكون هناك تنسيق بين الدوائر الحكومية مع قطاع حرس الحدود"، موضحاً أن دور الهيئة"إحصائي، من خلال الاطلاع على أسباب النفوق". بدوره، أكد مصدر في"أرامكو السعودية"ل?"الحياة"أن الشركة التي تعمل في شاطئ رأس تناقيب"تحققت من خلو مناطق عملها مما يضر بالبيئة البحرية، خصوصاً تلك المناطق التي تقع ضمن مشاريعها، وأوفدت لهذا الغرض فريقاً متخصصاً للكشف على المنطقة".