سوق الكتاب يغرق بالعشرات من الكتب المزخرفة والمصقولة التي سميت تجاوزاً بالموسوعة، ورغم ذلك تعثرت وراوحت مكانها لتعلن فشلها نتيجة التقليد والتكرار والتشابه في الشكل والمضمون. وقد أحسنت دار الحضارة صنعاً حينما طرقت عملها الرائد «موسوعة مسابقات وألغاز سريعة للمؤلف سالم مريشد من خلال ثوب قشيب وإخراج متجدد ومضمون شيق ومثير فيحصد التميز شكلاً ومضموناً الموسوعة رصدتها بعين بصيرة بآليات السوق ومتطلباته دقيقة باتجاهاته وموضوعاته من خلال رصد صادق وأمين للعشرات من الأفكار الثاقبة المتعددة والمتنوعة والشاملة. والكاتب استطاع بذكائه الفطري الميل إلى الدقة والاختصار من خلال العرض الوافي بطريقة السؤال والجواب فكان مصيباً في طرحه ولأن التكرار والتقليد بداية السقوط للهاوية فقد استطاع الكاتب بحس ووعي شديدين من ان يطوف بنا في بحور العلوم والمعارف ينهل منها ويسبح فيها يغوص في أعماقها ليقدم لنا لآلئ ودرراً ثمينة. الكتاب يرصد العشرات من القضايا المتنوعة في شتى العلوم والمعارف يرصدها بعين خبيرة ويصيغها بلغة خبيرة فيطوف بعقولنا وقلوبنا على العالم بقاراته السبع يحلق بأجوائها ويستقر بين مجتمعاتها ليعود إلينا بمئات من التساؤلات والأفكار السلسة فتستقر في القلب وتسكن العقل. ولأن النفس تميل إلى الترقية والتجديد فقد غاص بنا في عالم الألغاز المفيدة والمتجددة ليقرر لها بابا كاملا لتصبح متعة ذهنية وعقلية ونفسية كان العقل في حاجة بعد عناء سنوات طوال. الكتاب يجمع بين الفائدة والمتعة بعد ان قسمه الكاتب إلى قسمين أحدهما للأسئلة العامة والأخرى عن الألغاز من خلال عرضه بطريقة السؤال والجواب لتكون الأسئلة مختصرة والإجابة سريعة فيمثل عملاً جاداً كما يمثل إضافة كبرى للمكتبة العربية.