دعا عدد من المسؤولين والأكاديميين المواطنين والمقيمين التعاون مع الجهات الأمنية للحفاظ على أمن واستقرار البلاد من المجرمين والمفسدين الخائنين لدينهم ووطنهم وأمتهم وقالوا: إن الاعمال الدامية التي شهدتها الرياض مؤخراً التي راح ضحيتها أطفال ونساء ورجال مسلمون لا يقرها عاقل ولايجيزها بشر مؤكدين أن المواطنة الحقة تتجلى في الأوقات الصعبة. جاء ذلك في أحاديث متتابعة ل«الجزيرة» لعدد من المسؤولين والأكاديمين بعد دعوة وزارة الداخلية المواطنين والمقيمين للتعاون معها في القبض على المطلوبين أمنياً وتقديم مبالغ مالية كبيرة كحافز لهذا التعاون. فقد رأى د. حمود البدر الأمين العام لمجلس الشورى أن واجب المواطن يكمن في عونه لحكومته من أجل حماية الأرواح والأموال من الفئة التي تتربص بهم وقال: إن هؤلاء قد تغلغلت فيهم وأفكار ومعتقدات ظنوا أنها صحيحة فأصبحوا أسيرين لهم مع مرور الوقت موضحاً أن واجب الأمة هو الوحدة في وجه مثل هذه الأفكار. وأشار د. البدر إلى أن أسلوب «اضرب واهرب» لا يبني وإنما يهدم والهدم الذي تحدثه هذه الفئة المتطرفة ليس هدفاً يسيراً وإنما هو هدم للأنفس والثمرات والأموال الذي ينتهي إلى هدم للكيان إذا تم التسامح معهم مؤكداً أن الحزم هو الأسلوب الأمثل لإيقافهم عند حدهم. كما أكد د. سليمان أبا الخيل وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأن كل رجل في هذه البلاد صغيراً كان أو كبيراً ذكراً أو أنثى مسؤول مسؤولية تامة عن الحفاظ على أمن وأمان بلاده وذلك لمبدأ التعاون على البر والتقوى وقال لنقف صفاً واحداً في وجه كل من أراد تعكير صفو طمأنينتنا واستقرارنا، مشيراً إلى أن من أراد بلاد الحرمين الشريفين بسوء سيخذله الله وسيذيقه عذاباً أليماً تحقيقاً لما وعد الله به في قوله تعالى: {مّن يٍرٌدً فٌيهٌ بٌإلًحّادُ بٌظٍلًمُ نٍَذٌقًهٍ مٌنً عّذّابُ أّلٌيمُ }. وأوضح د. أبا الخيل أن هناك من يحفظ ويدير ويكيد ويستغل غيره لتنفيذ الأعمال الإرهابية مشيراً إلى أنه يجب الحزم مع كل عدو وخائن ومرجف، والوقوف بوجهه بقوة كائناً من كان وعدم الثقة إلا بأهل الولاء والمحبة لهذا الدين وهذه البلاد وولاة أمرها وعلمائها. وأضاف إن صاحب الهوى والبدعة والفكر المنحرف لا تنفع معه المداراة والحكمة ولن يكف ويبتعد عما هو عليه مهما بذل من أجل ذلك مما يحتم علينا أن نردعه ردعاً قوياً، وأن نضيق عليه الخناق ونحصره في زاوية ضيقة على نفسه حتى لا يتعدى ضرره إلى غيره، كما يجب أن نحذر كل الحذر من إيجاد المبررات والمسببات والمسوغات لهذه الأعمال الإجرامية البغيضة شرعاً وعقلاً وطبعاً لأن في ذلك تأييدا لهؤلاء المجرمين المفسدين الخائنين لدينهم ووطنهم وأمتهم، كما أنه يفتح باب المخاطر والشرور والفتن ويشجع الجهال وأصحاب الأهواء والعقول الناقصة والنفوس المريضة المنحرفة. وواصل د. أبا الخيل حديثه أن العمل الإرهابي من أبشع الصور الإجرامية فهو يعتبر من النوازل العظام والفتن العمياء التي أصيبت بها الأمة الإسلامية فرداً فرداً. واختتم وكيل جامعة الإمام حديثه قائلاً: الدعاء والضراعة إلى الله واللجوء إليه في القنوت، وفي الصلوات فرائض أو نوافل يكمن أثناء الفتن المدلهمات والخطوب الجسيمات، وقال يجب الدعاء بالهداية لجميع أبناء الأمة الإسلامية وخصوصاً من انحرفوا فكرياً ووقعوا في حبايل شياطين الإنس والجن وأن يردهم إلى جادة الصواب، أو أن يقطع دابرهم ويهلكهم ويرد كيدهم إلى نحورهم ومن أعانهم والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء). كما دعا المستشار والمشرف على الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام الأستاذ مسفر المسفر كل مواطن بأن يكون رجل أمن يعمل على حفظ أمن هذه البلاد واستقرارها مؤكداً أن تعاون المواطنين والمقيمين مع الأجهزة الأمنية سيكون له الأثر الكبير في القضاء على هؤلاء البغاة مشيراً في الوقت نفسه بأن هؤلاء المواطنين سيحظون بالأجر والثواب من الله والتقدير من ولاة الأمر. كما قدم المسفر شكره وتقديره لرجال الأمن ومسؤوليهم على ما بذلوه، وما يبذلونه ليلا ونهارا لحفظ أمن الوطن والمواطن مشيراً إلى أن التاريخ سيحفظ لهم أعمالهم الجليلة وتضحياتهم التي لا حدود لها، كما حث في نهاية حديثه ل(الجزيرة) أئمة المساجد وخصوصاً خطباء الجوامع بأن يبينوا للناس الطريق الحق الذي سار عليه سلف الأمة وتفنيد الدعاوى الباطلة التي يروج لها من أضلهم الله عن الطريق المستقيم. فيما أكد د. مسفر البشر المدير التنفيذي لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة أن المواطنة الحقة تتجلى معانيها في الأوقات الصعبة. وقال: إن من أهم معني المواطنة هو الوقوف في وجه من يحاول زعزعة أمن الوطن ويرهب المجتمع ويخيف الناس. وأضاف أن وقوف المواطن ضد المعتدين واجب ديني ذلك أن إسلامنا يرفض الاعتداء على النفس والعرض والمال. وأبان د. البشر أنه بالدور الذي قامت به وسائل الإعلام ضاقت الدنيا بما رحبت على هؤلاء المطلوبين التي بدأت تتساقط أوراقهم الواحد تلو الآخر مشيراً إلى أن الفرص ما زالت سانحة لهم لكي يعودوا إلى رشدهم وينزلوا لحكم الشريعة الإسلامية الغراء ليكسبوا بذلك رضاء الله أولاً ثم رضا آبائهم وأمهاتهم الذين لا يريدون إلا فلاحهم في الدنيا والآخرة. وبيّن المدير التنفيذي لجائزة الأمير نايف للسنّة النبوية أن المقيم لا يرضى بأي خلل أمني في هذه البلاد ذلك أنه عاش فيها وأكل من خيراتها. وقال: إن كثيرا من المقيمين يفخرون بما يسودها من أمن وطمأنينة مؤكداً في الوقت ذاته تعاون المقيمين مع سلطات الأمن في المحافظة على مكتسبات هذا البلد ودرء كل ما من شأنه أن يسيء أو يضر. كما أثنى الدكتور عبدالرحمن الداود عميد شؤون الطلاب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على إفادة أحد المواطنين بمعلومات للجهات الأمنية التي أطاحت بالمطلوب «إبراهيم الريس» ضمن قائمة المطلوبين التي أعلنت عنها وزارة الداخلية عبر وسائل الإعلام. وقال: إن دافع المواطن للإدلاء بالمعلومات حرصه على عدم اهتزاز الدين بأناس شوهوا صورته بتلك الأعمال، وكذلك حبه للوطن. وأضاف أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الرياض تحاول إضعاف الإسلام من خلال بلدنا المملكة التي تعد بلد الإسلام والمسلمين الذي علمنا كيف نتعامل مع الآخرين واحترام المعاهدين.