اتفقت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الأزهر على التعاون المشترك بينهما لمحاربة الإرهاب والتطرف والأفكار الهدامة التي تفرق الأمة الإسلامية وإنه من مسؤولية الجامعتين العريقتين أن تعملا معاً من أجل إيضاح سماحة الإسلام ونشر هذا الدين وتعاليمه الصحيحة بعيداً عن التزمت والتطرف. جاء ذلك خلال استقبال معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. سليمان أبا الخيل لمعالي مدير جامعة الأزهر د.إبراهيم الهدهد.. حيث قال د. أبا الخيل: إن الأزهر يقوم بدور ريادي في نشر الإسلام ويحقق الأهداف والطموح، ونحن نعتبر جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الأزهر عينين في رأس واحد في كل المجالات والأعمال التي تقومان بها، وقد يكون هناك خطوات رائدة وأعمال جليلة في المستقبل. قائلاً: وما وجودكم في هذه الجمعة إلا تأكيد على هذا التعاون والتشاور فيما يخدم العمل الإسلامي والعناية بكتاب الله والتعليم في هاتين الجامعتين، حيث تقومان بواجبهما تجاه الناشئين من ذكور وإناث، وتوجيههم الوجهة الصحيحة القائمة على الكتاب والسنة مع تحذيرهم من العوادي والمؤثرات والانحرافات ومن أي عمل له أثر سلبي على نفوسهم وأسرهم ومجتمعهم، بحيث يكونون عناصر فعالة في مجتمعاتهم يخدمون دينهم وأوطانهم بكل إخلاص بعيداً عن أي تطرف، ونحن في جامعة الإمام نعمل على تنفيذ مثل هذه البرامج التي تخدم ديننا وتبعد مواطنينا عن الفتن والتطرف ومن خلال الدعم الذي تلقاه الجامعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن كان أميراً للرياض وحتى عهده الميمون، فهو يدعم ويساند هذه الجامعة الإسلامية لكي يكون الناس على دراية بالعلم النافع بعيداً عن الغلو والتطرف. وقال أبا الخيل: الجامعة موجودة في داخل المملكة وخارجها، تعمل على نشر العلم والعقيدة الإسلامية الصحيحة وتؤدي رسالتها على الوجه المطلوب وفق رؤيا تعتمد الوسطية وتتلمس حاجة المجتمع، ونحاول أن نعالج القضايا التي تجد على الساحة في أي مجال أو تخصص، مشيراً إلى أن الجامعة لديها جميع التخصصات الإسلامية والعلوم الاقتصادية والاجتماعية والطبية والتقنية، مما جعلها مطمعاً لكثير من أبناء وبنات الوطن، وكذلك أبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من خلال الأعداد الكبيرة التي تتقدم كل عام. وأضاف د. أبا الخيل بأنه يوجد في الجامعة حالياً ما يقارب 7 آلاف طالب أجنبي يدرسون في شتى التخصصات من 140 دولة، وتهيأ لهم الفرصة لإكمال الدراسات العليا في هذه الجامعة حتى يعودوا إلى أوطانهم مسلحين بالعلم الصحيح ولكي يساهموا في بناء دولهم وبيان الصورة الحقيقية للإسلام. وقال أبا الخيل: إن جامعة الأزهر بيكانها وقيامها وقاماتها لا تقل عما تقوم به جامعة الإمام من جهد في مجال نشر الإسلام وتعاليمه الصحيحة وخدمة الإسلام والمسلمين، وهي في دولة شقيقة عزيزة علينا جميعاً أبناء هذه البلاد، ونحن نعرف ما يقوم به الأزهر ويقدمه وما يقوم به حالياً. موضحاً بأن للأزهر دوراً إيجابياً في منع الشقاق والنزاع في المجتمع والخلافات وما يؤثر في وحدة الكلمة بين المسلمين. وما تدعو له بعض الجماعات والتحزبات والتنظيمات التي أخرت المسلمين وكانت نتائج أعمالها وأهدافها مؤثرة ومدمرة، بل إنها أذهبت وأزالت مجتمعات بكاملها وذلك على طريق إثارة الفتن وإبراز شعاراتها بأساليب رنانة وبراقة، وهي تدعي الإصلاح، وهي أبعد ما يكون عنه، ولكن عن طريق الجامعات الإسلامية في المملكة أو في الدول الإسلامية نستطيع أن نعمل مع بعضنا البعض من أجل كبح أهداف هذه التنظيمات، ونستطيع أن نبين للناس الخطر والشر الدائم من جراء أفعال هؤلاء، وكذلك أيضاً نوضح المنهج السليم والطريق المستقيم الذي ينطلق من مبادئ الإسلام وثوابته.. ويعرف العالم أجمع بأن الدين الإسلامي دين حق وعدل وإنصاف ورحمة وإحسان ووسطية.. وأنه ينبذ كل هذه الأفعال التي يقوم بها بعض من يدعون الإسلام وهم بعيدون عن منهجه الصحيح، ويحملون التطرف والتشدد والإرهاب، من هنا الإسلام براء منها، والمجالات مفتوحة، ونحن أحوج ما نكون إليه من تعاون وتكاتف حتى نبني ولا نهدم. مدير جامعة الأزهر وقال معالي د. إبراهيم الهدهد مدير جامعة الأزهر: نحن نقدر هذا التعاون وهذا التواصل بين الجامعتين.. وسنعمل معاً من خلال نشر الإسلام الوسطي الذي يخدم أبناء الأمة الإسلامية.. ويقوي شأنها.. موضحاً بأن جامعة الأزهر لديها تخصصات عديدة تخدم الإسلام والمسلمين من خلال 77 كلية، بالإضافة إلى التخصصات الطبية والاقتصادية والاجتماعية يدرس بها نصف مليون طالب وطالبة وبها عدد كبير من الأجانب.. من هنا الرسالة واحدة، ونحمل هماً واحداً في زمن تلتهب النار من حول دعاة الوسطية، لأن هناك من لا يريد للإسلام إلا السوء.. ولكن سوف يرد الله كيدهم في نحورهم.. من هنا فإن الجامعتين يحملان هماً مشتركاً وحملاً ثقيلاً جداً في نشر الإسلام والقيم الإسلامية الصحيحة لأنه هو الطريق الوحيد في محاصرة أفكار العنف والإرهاب والتطرف.. وكلما كان هناك تعاون وتكاتف فإن هذه التنظيمات لن تستمر لأنها ليست على حق ولكن ببقائنا على الحق وصمودنا سوف نواجه التطرف بكل أشكاله وهذه الأباطيل التي شوهت الإسلام.. داعياً الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأن يحفظ هذه البلاد من شر الحاقدين والحاسدين وأن يدفع عن هذه البلاد كيد الظالمين الذين يحيطون بها من كل مكان وكأنهم يعادون كلام الله.. ولكن هذه البلاد تسير على نهج الإسلام ونشره وتعزيزه، فلن يضرها شيء بحول الله وقوته بوجود الحرمين، وسنظل بلد خير وبلد عطاء للإسلام والمسلمين. تصريحات خاصة ل«الجزيرة» وقد أجاب معالي مدير جامعة الأزهر على أسئلة (الجزيرة) وهي: كيف تنظرون إلى هذه العلاقة بين الجامعتين لمحاربة التطرف والإرهاب؟.. أجاب قائلاً: لاشك بأن هناك تعاوناً جيداً بين الجامعتين لإبراز الإسلام الحقيقي.. والتوجه واحد لخدمة الإسلام والمسلمين ودائماً لا يحاط بالنار إلا بالماء.. والجامعتان تحملان الماء برداً وسلاماً على العالمين لتطفئ نار الإرهاب والفكر المنحرف.. ونبين للناس صورة الإسلام الصحيحة الذي هو رحمة للعالمين.. دين التعاون والتعارف والرحمة.. هذه ما تحمله الجامعتان من خلال علمائهما والطلاب من العالم، مبشرين ومنذرين، يحيطون بنار الإرهاب ويجلون صورة الإسلام الصحيحة.. وهذا ما نعمل عليه مع الجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود. وحول استهداف الحوثيين بالصواريخ لمكة المكرمة وكيف نظرت الجامعة لمثل هذه الأفعال أجاب قائلاً: هذه الصواريخ كأنها أصابتنا في قلوبنا.. لأن هذه الكعبة والحرمين الشريفين في قلب كل مسلم.. وأعتقد بأنه لا يختلف أحد على وجه الأرض على الإطلاق بأن هذا العمل من أكبر جرائم العصر، ومما يدل على فساد عقيدة هؤلاء وما يتبعونه.. ولكن الله أراد أن يظهرهم على حقيقتهم ويكشف نواياهم الخبيثة للناس جميعاً.. والذي يستهدف الحرمين كيف يوصف بأنه مسلم؟! هذا ليس مسلماً وهذه الصواريخ غرست الكراهية لهؤلاء الخونة وكراهيتهم في قلوب المسلمين على وجه الأرض. وحول ما تمارسه إيران في تفريق الدول العربية ونشر الحقد والكراهية والطائفية قال: هذه ليست هجمة شيعية بل هي هجمة صفوية فارسية، ولكن لو كانت هجمة شيعية لهان الأمر لأن الشيعة يعيشون معنا في بلاد الحرمين ولا يثيرون مشكلات على مدى التاريخ، كذلك في العراق، ولكن الذي تفعله إيران هي هجمة صفوية زرعت حقدها على أهل السنة.. مما تسبب في كره المسلمين لهذه الدولة المعادية لأهل السنة في البلدان العربية وعلى وجه الأرض من هنا لابد لهذه الدولة أن تتعايش مع هذه الدول بحكمة وعقلانية، وأن تنبذ هذا الشر والفتنة الطائفية المقيتة حتى يكون هناك تعايش بين جميع المذاهب.