سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون يناور ليخدع جمهوره والرأي العام العالمي، ولا يعرف أنه يخدع نفسه الأمة نائمة، والأنظمة في حيرة وإرباك، والعدو يهدد الأنظمة بالشعوب والشعوب بالأنظمة ويلعب كما يشاء
أكد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وزعيمها الروحي على أن المرحلة التي يعيشها الفلسطينيون قاسية، لأن الاستهداف الصهيوني للقيادات الفلسطينية خرج عن حدود المعقول، إلا أنه استدرك قائلا: إن هذه الضربات لا تزيدنا إلا قوة وتماسكا وانتشارا في الشارع الفلسطيني. العمل على الحوار المستمر سيوصلنا للحق الفلسطيني وقال ياسين في حديث مقتضب ل «الجزيرة»: إن العمل على الحوار المستمر لبلورة موقف فلسطيني موحد في مواجهة العدو الإسرائيلي سيوصلنا بإذنه تعالى للحق الفلسطيني.. فربما نختلف في وجهات النظر لكن في النهاية ما يتم الاتفاق عليه يكون منهجا للجميع. مؤكدا أن الحوار في القاهرة لم ينصب على الهدنة فحسب، بل تحدث المجتمعون عن الواقع الفلسطيني الداخلي، وعن كيف نوحد التيار والشارع الفلسطيني.. لقد كان كل حديثنا يشدد على أن العدو هو الذي يبدأ بالعدوان، فإذا طلب الهدنة وقدم ما عنده، من الممكن أن ندرس ذلك، أما نحن فلم نتحدث عن هدنة وليس لدينا مجال للحديث عن هدنة بعد التجربة السابقة التي مررنا بها. وفي إشارة إلى الموقف المصري من محادثات القاهرة قال ياسين: الجانب المصري يطرح حواراً فلسطينياً للوصول إلى قواسم مشتركة لمواجهة العدو الإسرائيلي بالوسائل التي نتفق عليها. وأكد ياسين أنه لا مجال للحديث عن هدنة قائلا: الحديث عن قبول الهدنة هو سابق لأوانه لأن تجربة الهدنة السابقة لم تكن مشجعة، فالعدو لم يعط أي التزام بتنفيذ أي من شروطها.. فالذي يريد التحدث حولها هو العدو، وماذا يقدم؟! هذا هو الذي يجعلنا ندرس هذه الهدنة، أي ما يقدمه هو واستعداده لقبول الشروط الفلسطينية وإنهاء الاحتلال بعد ذلك يكون تجاوبنا.. فإذا ظن انه إذا اغتال القيادات استسلمنا فانه واهم، لن نستسلم وسنقاتل إلى آخر قطرة من دمائنا. وسيدفع الثمن إذا حاول أن يخل بالمعادلة، فإذا ارتكب مجزرة أو إرهابا ضد شعبنا، فسيجد أننا قريبون جدا من الرد والرد المناسب. ومما قاله ياسين: ان إمكانية تنفيذ هذه الهدنة غير واردة ما لم تُهيأ ظروف موضوعية، بمعنى أن يكون هناك وقف شامل لكافة أشكال العدوان الصهيوني أولا أو إعطاء التزامات واضحة في هذا الموضوع، وبعد ذلك تدرس الحركة وتقرر المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.. العين بالعين والبادئ هو الاحتلال الظالم وحول نتائج الحوار ومضمون البيان الختامي لاجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة والتي نصت من ضمن ما نصت عليه مبدأ تحييد المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قال ياسين: إنها معادلة قديمة طرحناها سابقا.. نحن لا نرغب في المس بالمدنيين من الطرف الآخر، ولا نريد المس بهم، لكن عندما لا يلتزم العدو برموز هذه المعادلة فيمس بالمدنيين الفلسطينيين فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي وسنرد في كل الأحوال في قلب اسرائيل، فالعين بالعين والبادئ هو الاحتلال الظالم.. فإذا أوقف جيش الاحتلال وزمرة المستوطنين اعتداءاتهم ضد شعبنا فسنوقف نحن بدورنا العمليات التي تستهدف المدنيين عندهم. واقع العدو الإسرائيلي سيئ جداً وأكد الشيخ المقعد في حديث خاص مع «الجزيرة»: أنه لا شك أن هناك تفاعلات ومشاهد داخل المجتمع الصهيوني تدل على ترسب حالة الإحباط، وعلى الفشل في مواجهة الانتفاضة والمقاومة، مؤكدا على أن واقع العدو الإسرائيلي سيئ جدا، من الناحية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والاستثمار والسياحة..، انه يعاني من صراع داخلي بحت، حتى خرجت المؤسسة العسكرية عن الصمت ورفعت صوتها، كما أن الشارع الإسرائيلي ينظر إلى هذه القيادة التي لم توفر له الأمن والاستقرار، واستخدمت كل قوتها وفشلت، فبدأ ينظر إلى حكومته إنها فشلت، وتراجعت شعبية شارون، وهو الآن خائف على مستقبله فبدأ يتكتك بخداع ويوهم جمهوره والرأي العام العالمي انه يريد السلام، لان وسيلة القتل عنده فشلت في كسر إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني المجاهد. وقال الشيخ ياسين: إنه لا يوجد شيء اسمه وقف إطلاق النار مع بقاء الاحتلال والاستيطان والجدار العنصري والاعتقالات والاغتيالات واحتلال أرضنا، على الاحتلال أن يوقف كل شيء. والشيخ ياسين لا يعتقد بأن شارون مستعد أو قادر أن ينفذ ذلك شروطنا التي هي بمثابة حقوقنا الشرعية، فهو يناور ليخدع الناس، ولا يعرف بأنه يخدع نفسه..ولكن مع ذلك إذا «صدق شارون» يقول ياسين: فنحن لا يهمنا إذا اتفقنا على شيء، نحن ملتزمون تماما، لكنه عندما يخل لن نصمت لحظة واحدة، نحن لا نطمئن للعدو، والاطراف التي تخاطبنا هي التي تتعهد، فليس بيننا وبينه اتصال، وبالطبع لكل حادث حديث. نداء: قضية فلسطين هي أكبر من مسيرة وبيان واستنكار ووجه الشيخ ياسين نداء لكل مسلم و عربي في العالم بأن قضية فلسطين هي قضية محورية، فهي قلب الأمتين العربية والإسلامية، والقدس قبلة المسلمين الأولى، فهي اكبر من مسيرة وبيان واستنكار.. لقد احتلوا ودنسوا واغتصبوا قبلة المسلمين بالقوة و النار والجيوش، و تحتاج إلى قوة مثلها لتحريرها، وإذا كان المسلمون اليوم غير قادرين على تحريرها فعلينا أن نبدأ الخطوات الأولى ونسير في الطريق، حتى تتهيأ الظروف القادمة لان ينضم الجميع في مسيرة واحدة لتحرير كل فلسطين، هذه الصرخة التي يجب أن يستيقظ عليها المسلمون لان الأمة الآن شبه نائمة، والأنظمة في حيرة وارتباك لا تستطيع أن تفعل شيئا لأنها مكبلة الأيدي أمام ضغوط أمريكا التي تهدد الأنظمة بالشعوب والشعوب بالأنظمة وتلعب كما تشاء. يريدون هدم الأقصى وبناء الهيكل وينظرون قدوم المسيح وقال ياسين: إسرائيل لا تنظر إلى حدود فلسطين بل إلى ابعد من ذلك حيث النيل والفرات وخيبر لأنها تريد أن تعيد تاريخها، إنها تريد هدم الأقصى وبناء الهيكل، ومدعومة بالمسيحية الصهيونية التي ترى أن مجيء المسيح مرهون ببناء الهيكل.. إذن هم يريدون بناء الهيكل من اجل قدوم المسيح الذي يدعون بأنهم سيقفون معه وسينتصرون علينا في معركة مجدون، لذا نحن نريد وقفة جادة في إيقاف التطبيع والتغول اليهودي الأمني والسياسي والاقتصادي والعسكري، لأنها ستكون هيمنة ضد الوطن الإسلامي والعربي. على الأمة أن تنهض وان تخرج من طور الصمت، الذي يحول شعوبنا إلى مزرعة للغرب وأمريكا وإسرائيل تعيثان فيها فسادا.. وأكد ياسين على أن الفلسطينيين سيبقون على العهد ولن يفرطوا في ذرة من تراب فلسطين ولا القدس ولا الأقصى ولن يستسلموا لان فلسطين ليست للبيع، وسينتصرون وستبقى المقاومة رأس الحربة حتى التحرير الكامل، هذا هو العهد الذي قطعه شعبنا أمام الله فإما النصر أو الشهادة. موقف حركة حماس من تفجيرات الرياض وفي إشارة إلى موقف حركته من تفجيرات الرياض حذر ياسين من هز كيان أي بلد عربي وإسلامي لصالح تغلغل أمريكا وإسرائيل. ولم يستبعد الشيخ المقعد استغلال المخابرات الأمريكية والصهيونية لبعض العناصر الساقطة أو المتهورة في تنفيذ بعض الأعمال الإجرامية من باب خلق مبررات لوجودها ولتدخلها في الشأن العربي والإسلامي الداخلي ولتأليب الأنظمة ضد الحركات الإسلامية. مضيفا: نحن نحارب عدوا على أرض فلسطين، ولا نريد أن نخرج معركتنا خارج فلسطين، لأن معنى إخراجها هو تجنيد دول أخرى جديدة تقف إلى جانب العدو، ونحن نريد إذا لم يكن الآخرون معنا فألا يكونوا ضدنا، ولا نريد أن نثير الأنظمة في العالم علينا، سنبقى على علاقات حسنة معها، ولن نهدد مصالحها حتى لا تهدد مصالحنا. وقال ياسين: لكل عمل سلبياته وإيجابياته فإذا أردت أن تكسر أنف أمريكا فاكسره في مكان محدد، ولا تنقل المعركة للدول الأخرى حتى لا تجير الناس ضدك، فإذا قمت بأي عملية ضد أمريكا في دولة فان تلك الدولة ستقف إلى جانب أمريكا، وبدلا من أن يكون معها دولة يصبح معها عشرات الدول..، ومعنى ذلك انك جندت العالم ضدك، وهذا غير صحيح، بالإضافة إلى انك ترى انك أحيانا من الممكن أن تقتل مدنيين، فهذا عمل ليس ضد أمريكا بل انه ضد بلد إسلامي. شهدت الجولة جدلا واسعا بين الفصائل الفلسطينية هذا وشهدت الجولة الأخيرة من الحوار الفلسطيني الذي استمر أربعة أيام واختتم أعماله الأحد الماضي جدلا واسعا بين الفصائل الفلسطينية حول موضوع الهدنة مع اسرائيل، واقتراح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشأن تشكيل قيادة سياسية موحدة والمطالبة بعودتها للعمل تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في القرار السياسي. وبدا الانقسام واضحا بين تيارين داخل الفصائل الفلسطينية الأول تقوده حركة المقاومة الإسلامية «حماس» مع أربع منظمات أخرى هي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والصاعقة والجبهة الشعبية «القيادة العامة» ويذهب أصحاب هذا التيار إلى رفض الهدنة، ويرون انه لا ضرورة لتبني مبادرة بإعلان هدنة مشروطة في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال حربه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بينما يذهب أصحاب التيار الآخر بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» التي يقودها الرئيس ياسر عرفات إلى جانب ست منظمات أخرى هي: «الجبهة الديمقراطية، حزب فدا، جبهة التحرير الفلسطينية، جبهة النضال الفلسطينية، حزب الشعب، والجبهة العربية الفلسطينية».. يذهب هؤلاء جميعا إلى تدعيم اقتراح حركة فتح بإعلان هدنة مشروطة لمدة عام. وكان البيان الختامي لاجتماعات القاهرة بين الفصائل الفلسطينية نص على تحييد المدنيين من كلا الجانبين ويلات الصراع، وكذا تقدير صمود الشعب الفلسطيني، والتأكيد على استمرارية المقاومة، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه السياسة العدوانية الاسرائيلية، وتثمين دعم القوى الشعبية على المستوى العربي والدولي للحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين والمبعدين، والتأكيد على البعد العربي والإسلامي والإنساني للقضية الفلسطينية والمطالبة بزيادة الدعم المادي والمعنوي للقضية. وكذا تقدير الصمود المشرف للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية ودعم صمودهم البطولي والعمل بكل الوسائل على إطلاق سراحهم، ومن أبرز نتائج البيان الختامي تشكيل قيادة سياسية فلسطينية موحدة تضم كافة القوى للمشاركة في صناعة القرار الفلسطيني، وكذا التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الإطار الشرعي للعمل الفلسطيني وتقدير دورها من اجل القضية الفلسطينية، وكذا تقدير الجهود المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، توجيه التحية للشهداء الفلسطينيين الذين ضحوا بأرواحهم من اجل فلسطين ومقدساتها.