أوضح معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري بأن وزارة النقل قد أكملت مشاريعها في المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة وهي لا تحتاج إلى مشاريع جديدة فيستطيع الإنسان أن يقول إن المنطقة أكملت مشاريعها ولكن هناك باستمرار تحسين للخطط والاستفادة من التجارب الماضية مشيراً إلى أن اللجنة العليا للحج التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة نائب رئيس اللجنة وعضوية عدد من الوزراء تعمل في هذا المجال بالإضافة إلى اللجنة المركزية المنبثقة عن اللجنة العليا موضحاً أن هذه اللجنة قد اجتمعت ضمن اجتماعاتها الدائمة في أواخر شهر رمضان المبارك لوضع خطط انسياب وسهولة حركة الحجيج عبر العديد من الأنفاق والطرق الحديثة. وبيّن معالي وزير النقل أن هناك عقوداً مع شركات ومؤسسات متخصصة تقوم بصيانة جميع الطرق في المملكة بما فيها طرق المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة والتي تحظى باعتمادات كبيرة في سبيل المحافظة على هذه المنجزات والعمل على أن تكون هذه المنجزات جاهزة لخدمة نفرة الحجيج وسهولة وصولهم وتنقلهم بين المشاعر المقدسة بسهولة ويسر وأمان ونوه بالدعم السخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - جميعا وقال إن مشاريع هذه المنطقة تحظى بأولوية خاصة لمكانتها الكبيرة في قلوب المسلمين. وحول ربط المملكة بشبكة طرق حديدية بين معالي وزير النقل الدكتور جبارة الصريري أن هناك لجنة توجيهية شكلت من المجلس الاقتصادي الأعلى لوضع قرار المجلس الاقتصادي الأعلى بشأن تشييد ثلاثة طرق لسكة الحديد من الشرق للغرب وطريق جدة - مكة - المدينة - ينبع وكذلك طريق الشمال الجنوب ووضع هذا القرار موضع التنفيذ مشيراً إلى أن هذه اللجنة مشكلة من عدة جهات لها علاقة مباشرة بالموضوع وقد أعدت برنامجاً تنفيذياً لوضع هذا القرار موضع التنفيذ وهي تجتمع وتعمل وفقاً لإطار زمني محدد. يجدر بالذكر أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تتأهب لنقلة نوعية في خدماتها ويتوقع أن تحدث تحولاً كبيراً بعد مرور (50) عاماً على تأسيس أول خط حديدي في المملكة الذي ما زال يقدم خدماته حيث صدر قرار مجلس الوزراء بتفعيل مشروع سكة حديد الشمال/ الجنوب استعداداً لطرح الخطة في مناقصة عالمية في مشروع ضخم وطموح لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية عن طريق استثمارات القطاع الخاص بهدف نشر هذاالنمط من النقل في أنحاء المملكة، واحتوى القرار الوزاري الأخير على الإعلان عن قرار تشكيل فريق عمل في صندوق الاستثمارات العامة مكون من مندوبين على مستوى عال من وزارة النقل وصندوق الاستثمارات العامة تكون مهمته التعاقد لإجراء الدراسات الفنية لسكة حديد الشمال/ الجنوب والإشراف على ذلك وإعداد وثائق طرح المشروع في مناقصة عالمية بحيث تكون جاهزة قبل نهاية يونيو (2004م) وقد تحدد خط سير مشروع سكة الحديد في الشمال على أن ينطلق من منفذ الحديثة الحدودي في أقصى شمال المملكة مروراً بحزم الجلاميد والجوف وحائل والقصيم والرياض والخرج وحرض حتى منفذ البطحاء قرب الحدود السعودية الإماراتية وهو خط دولي يمر قرب عرر من جهة الغرب بحوالي 100 كلم ويتضمن إنشاء فرع لمنطقة الزبيرة وكذلك خط لربط الدمام بميناء الجبيل الصناعي، ويقدر طول هذا الخط بحوالي 1408 كم (لا يشمل هذا الرقم طول الخط الحالي) كما يقدر ما سيتم نقله من المنقولات على هذا الخط بما يزيد عن 12 مليون طن سنوياً معظمها من خدمات المعادن وستضمن خط سكة الحديد الرئيس المزمع تنفيذه خطوطاً فرعية تخدم مناطق التعدين المختلفة خصوصاً المنطقة الشمالية الغربية الغنية بالمعادن ومن شأن المشروع الجديد التمهيد لمشاريع الربط الحديدي بين المملكة ودول الخليج بالإضافة إلى خطوط المنطقة الغربية التي تربط مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدةوينبع بخط حديدي بطول 570 كم، وتستعد المملكة العربية السعودية لتوسعة يتم من خلالها نشر الخطوط الحديدية في أنحاء الوطن باعتماد أحدث أساليب تنفيذ مشاريع البنية الأساسية الضخمة بتمويل من القطاع الخاص. تجدر الإشارة إلى أن تكلفة مشروع توسعة شبكة الخطوط الحديدية بالمملكة تتجاوز 10 مليارات ريال حوالي 3 مليارات دولار ويعد مشروع التوسعة الأكبر من نوعه في تاريخ السكك الحديدية بالمملكة، وفي حال استكمال مشروع الشمال/ الجنوب الذي يصل إلى مناطق قريبة من الأردن يتوقع أن تكون هناك دراسة لربط شبكة الخطوط الحديدية السعودية بالشبكة الأردنية ومنها إلى الشبكات العربية الأخرى، بالإضافة إلى تركيا وأوروبا، ومن المتوقع أن يحقق المشروع العديد من المزايا والفوائد المالية والاقتصادية ويخدم قطاعاً عريضاً من مشروعات التنمية الشاملة ويعد مقدمة لدخول المملكة مرحلة النقل متعدد الوسائط كما سيمهد الأرضية للتوجه نحو ربط شبكة الخطوط الحديدية بالدول المجاورة. كما يشمل مشروع التوسعة الضخم عدة مسارات أهمها خط الشرق/ الجنوب الذي يمثل جسراً برياً يربط ميناء جدة الإسلامي بميناءي الملك عبدالعزيز بالدمام والملك فهد بالجبيل وسوف يشكل الخط القائم حالياً جزءاً من هذا الجسر البري عند اكتماله ويقدر طول الخطوط الجديدة التي سيتم إنشاؤها بحوالي 1061 كم كما يقدر حجم ما سيتم نقله على الخط بحوالي 8 ملايين طن من الحاويات ينشأ معظمها في ميناء جدة باتجاه الأسواق المحلية ودول الخليج ومن شأن هذا المشروع الهام باقتصادياته المجدية التمهيد لمشروعات الربط السككي بين المملكة ودول الخليج العربي، نظراً للوفر الزمني والمادي الذي سيحققه في نقل البضائع بين غرب وشرق الجزيرة العربية.