اصيب افراد مجموعة من هنود ال «ميسكيتوس» في شمال نيكاراغوا بعوارض غريبة تفقدهم ذاكرتهم وترميهم في البراري تائهين عراة ومسلحين بسكاكين، ما دفع السلطات إلى ارسال بعثة تقص إلى منطقتهم تضم اطباء وعلماء نفس لمواجهة هذه الظاهرة الغريبة. وضربت هذه الأعراض نحو ثلاثين شخصا في البداية، ويعتبر هنود الميسكيتوس انها اسوأ شيء يمكن ان يحل بهم، وعوارض هذه الظاهرة تترجم بفقدان الذاكرة وحالة من الهلوسة والاضطراب تدفع إلى حالات من الهستيريا الجماعية، وبعد ذلك يقوم المصابون بهذه الأعراض بضرب انفسهم قبل ان يدخلوا في حالةاكتئاب خطيرة تدفعهم إلى التسكع في البراري عراة في غالب الاحيان وغير قادرين على الكلام بشكل مفهوم، وبعد اربعين يوما على ظهور العوارض الاولى على السكان الهنود ارتفع عدد المصابين من ثلاثين إلى ستين، وقالت الممرضة المسؤولة عن مستوصف طبي في المنطقة فلورنس ليفي وهي ايضا من هنود الميسكيتوس «ان الوضع بات قلقا جدا لان اللعنة تحولت إلى وباء» وقالت هذه الممرضة في تصريح إلى صحيفة لا برنسا الصادرة في نيكاراغوا «ان الميسكيتوس يعتقدون ان الوجود البشري قائم على توازن بين الروح والطبيعة وعندما يمرضون يلجأون إلى السحرة وليس إلى الاطباء». وحسب اخصائي في شؤون هنود الميسكيتوس طلب عدم الكشف عن اسمه فان السحرة يتوجهون إلى الجبال لاعداد مشروب قوي جيدا يستخرج من نباتات استوائية لا يدوم مفعوله اكثر من اسبوعين إلى ثلاثة اسابيع. واضاف هذا الاخصائي «اذا اراد الساحر ان يجعلك مجنونا يجعلك تشرب القليل من هذا المشروب فيمتلك عندها روحك ويسيطر عليك بشكل كامل، ويعتبر السحر اساسيا في معتقدات الميسكيتوس سواء بالنسبة إلى الشؤون الصحية او مسائل الحب والسعادة والتعاسة والموت، وقبل سنتين قام احد السحرة من الميسكيتوس من سكان الهندوراس بمعالجة عدد من الاشخاص في نيكاراغوا خصوصا ان التقاليد الرائجة تؤكد ان هذه الإصابة لم تضرب ابدا الهندوراس، ولمساعدة هنود الميسكيتوس على مواجهة هذه الظاهرة التي حدثت مرتين في السابق ارسلت السلطات في نيكاراغوا الاربعاء بعثة مؤلفة من اطباء وعلماء نفس، الا ان هذه البعثة ستحتاج إلى يومين ونصف اليوم للوصول إلى قرية رايتي المصابة ، وسيستقلون خلال رحلتهم زوارق صغيرة عبر الانهار على ان يتابعوا لمسافة طويلة سيرا على الاقدام قبل الوصول إلى المكان الذي حلت فيه هذه اللعنة سعيا لوقف انتشارها.