عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال اتى النبي رجل يشكو قسوة قلبه فقال اتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه واطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك. وجه ديننا الاسلامي الحنيف المسلمين الى التكاتف والتآخي والتكامل الاجتماعي ونعيش ولله الحمد وسط مجتمع خير في تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد.. الحديث. فأينما اتجهنا في بلادنا الغالية والمترامية الأطراف تنتشر الجمعيات واللجان والمشاريع الخيرية التي امتدت اعمالها داخليا وخارجيا.. وفي عنيزة التي تحتضن من الانشطة الخيرية والاجتماعية ما لا تحتضنه مدينة اخرى وبهذه الكثافة والتعددية. ومن اعرق واهم تلك القنوات جمعية البر الخيرية ذات التاريخ الناصع والنشاط الواسع والمجالات الكثيرة بفضل الله ثم بفضل ما يقوم به الخيرون ممن نذروا انفسهم للعمل الخيري يريدون وجه الله فقط. وهذه الجمعية لم تقف عند بناء المساكن او المستشفيات او سد جوع الجائعين او تأمين الظلال الوارفة للمحتاجين او مساعدة الراغبين على الزواج بل تعدت ذلك بكثير لتسابق الزمن وتعالج المشاكل الاجتماعية. لقد بادرت هذه الجمعية مشكورة بمبادرات تستحق الوقوف عندها والدعاء لمن فكر ونفذ وساهم فيها. لقد اقامت الجمعية لفئة غالية من المجتمع وهم فئة الايتام مركزاً للبنين تحت اسم «مركز الترفيه والمتابعة» والثاني للبنات تحت اسم «دار الزهراء للرعاية والمتابعة للبنات» وذلك بهدف تعميق العقيدة الاسلامية الصحيحة في نفوس الطلاب والطالبات علميا وتربويا وتنمية شخصيتهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها، وزيادة على ذلك وضع حوافز تشجيعية ومتابعة تقاريرهم بمدارسهم بالتنسيق مع المرشد الطلابي في مدرسة الطالب، وتقديم ما يحتاجونه من ملابس وادوات مدرسية وجميع مستلزماتهم الشخصية وكذلك كسوةالعيد ومتابعتهم صحيا في المدارس والمستشفيات ومنهم ذوو الاحتياجات الخاصة من الايتام الذين يعانون من التأخر الدراسي اما النشاطات اليومية فهي كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها بالتفصيل لكنها تتلخص بدروس القرآن الكريم على المنهج الدراسي ومراجعة الواجبات اليومية ودرس في الآداب واداء الصلوات في هذه المراكز ومن ثم يذهب الطالب والطالبة الى بيت اهله في كل يوم. انها والله جهود مضنية ومشكورة لكل من يقوم عليها. لكن هناك مشكلة تؤرق القائمين على هذه المراكز وربما تؤثر على حماسهم وهي ان مقر تلك المراكز في المدارس الحكومية وكأنهم ضيوف طال بقاؤهم في تلك المدارس، طلاب وطالبات الايتام بعنيزة يتعدون ال200 طالب في هذه المراكز الا ان الحاجة اصبحت ضرورية وملحة لوجود مقر دائم لهم وهذا ما يتمناه القائمون عليها بعد ان يئسوا من طرق الابواب والسبل وسط تجاهل البلدية التي تملك الارض والقرار وتعدد رجال الاعمال عن هذا العمل الخيري وعدم وجود مساندة للجمعية في هذه المحافظة لتوفير ارض تتسع لايتام عنيزة رغم وجود الكثير من الاراضي الحكومية والمحجوزة لاغراض ربما يتأخر الاستفادة منها. انها امنية ورجاء ورسالة الى رجل القصيم الاول وعلمه الشامخ دوما الى صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبد العزيز من اجل مسح دمعة هؤلاء الايتام واحتضانهم بقلبك الكبير وعطفك الذي لا يحد بحدود فهل تمسح على رؤوسهم وتدخل البسمة والسرور على قلوبهم الصغيرة عبر توجيه اوامركم لمسؤولي المحافظة بايجاد ارض لهذه الفئة الغالية حتى تحقق قول الرسول صلى الله عليه وسلم «انا وكافل اليتيم في الجنة» كما ان الدعوة موجهة لمعالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية بالاخذ بأيدي القائمين على رعاية الايتام من لا حول لهم ولا قوة الا بالله العلي العظيم. من لليتامى اذا سالت دموعهم على الخدود وقالوا من يواسينا واخيرا ارجو ان اكون ساهمت عبر هذه الدعوة للجميع بأن يساهموا فربما كان منا يوما من الايام له ايتام بين هؤلاء.والله الموفق..