برنامج «طاش ما طاش» الرمضاني اليومي.. نجح بعض السنوات نجاحاً نسبياً.. وشد المشاهدين من خلال مشاهد كوميدية سريعة.. ولا ننكر أنه عالج قضايا.. وطرح مشكلات وتناولها تناولاً معقولاً.. خصوصاً بعد أن فتح المجال أمام بعض الكتاب والأدباء للمساهمة في إعداد أكثر حلقاته. ** غير أن هذا البرنامج.. ظل يدور في حلقة مفرغة منذ سنوات.. وظل يكرر نفسه حتى عاد برنامجاً مكروراً مملولاً لم يدخله التطوير ولا التجديد ولا التحديث.. بل ظل هو بنفسه.. طاش «1» وطاش «11» لا فرق. *. ويبدو لي.. أن من أبرز أسباب فشله.. إصرار كل من الثنائي «السَّدحان والْقصِبِي» على أن البرنامج.. برنامجهما هما فقط.. ولابد لأي شخص يرغب العمل أو طرح أفكار أو تقديم شيء للبرنامج. أن يمر عليهما فقط ويقبلا به شخصياً.. وهذا ما فوَّت الكثير من الفرص أمام تطوير البرنامج. ** الناس كل الناس.. تتحدث عن التكرار الممل في كل حلقاته.. بل تكرار مشاهد بنفسها شبه كاملة.. وتكرار الحركات والانفعالات.. وكل مشهد.. هو صورة من مشهد سابق.. حتى لم يعد لديهما شيء يقدمانه غير ما تشاهدونه. ** حلقات مكرورة عن التفحيط والعمالة السائبة.. والخطبة والخطاب.. ومشاكل وقضايا مكرورة.. ومشاكل وقضايا انتهت منذ سنين أوعُولجت حتى مللنا منها. ** ثم إن الكثير من النجوم عملوا مع هذا المسلسل في سنوات ماضية.. والكثير منهم.. تركوه إلي غير رجعة.. ولم يعد مع هذا الثنائي «السدحان والقصبي» سوى مجموعة من المبتدئين.. لأن الآخرين تركوا هذا البرنامج بسبب «الثنائية» التي احتكرت هذا العمل بشكل نهائي.. ولم تُترك فرصة لمبدع ولا لفنان ولا لكاتب ولا لمثقف لكي يسهم في هذا البرنامج أو يحاول تطويره أو يحاول تقديم شيء ذي معنى أو فائدة. ** حلقات كاملة.. يمكن أن تُوصف على أنها «تافهة» ليس لها معنى.. وليس فيها روح ولا تعالج قضية.. ولا تتناول مشكلة.. ولا ترمي لهدف.. ولا تُقدم للمشاهد غير تضييع وقته في اللامفيد. ** لقد كتب الكثير عن هذا البرنامج الذي أصبح «تهريجا» مملاً ولكن.. لم يلتفت أحد لهذه الكتابات.. وظلَّت دون جدوى.. وبقي البرنامج على حالته قبل أحد عشر عاماً.. إن لم يكن أسواً.. ** المسألة.. تحتاج إلى تدخل ممن يعنيهم الأمر.. وعدم ترك المجال «للسدحان والقصبي» فالمسألة.. لا تعنيهما وحدهما.. والبرنامج.. ليس ملكاً لأحد بعينه.. بل ملك للمشاهد.. ومن حق المشاهد أن يصرف وقته فيما هو مفيد ونافع.. ومن حقه أن يقول رأيه.. وليس من حق السدحان ولا القصبي.. أن يفرضا على المشاهد شيئاً لا يريده.. فوقت التلفاز ملك للمشاهد. ** نتمنى.. أن نشاهد أو نسمع تحركاً سريعاً حيال هذا البرنامج الذي صار مملاً.