لاشك ان المجتمع جزء لا يتجزأ من علم موضوعه العمران البشري وما يلحقه من العوارض والأحوال لذلك فان له عدة خصائص تميز بها منها الترابط والتصعيد، ومعنى ذلك ان بعضها يؤثر في بعض ولذلك فانه لا يمكن دراسة أي ظاهرة اجتماعية منفردة عما عداها من الظواهر التي تنتقل بها، فالظاهرة الأسرية متأثرة بالظاهرة الاقتصادية وهذه متأثرة بالظواهر السياسية وهكذا. فكل ظاهرة نجد فيها عدداً من العوامل النفسية والاقتصادية والتربوية والسياسية ولتعدد العوامل المؤثرة في المجتمع وتعقدها كانت دراستها أصعب من دراسة غيرها كالظاهرة الطبيعية فهذا الترابط والتعقيد يشمل جميع شرائح المجتمع مما يشير الى ضرورة مشاركة شرائح المجتمع في تحديد خطواته ونيل حقوقه المشروعة من خلال ايصال صوته وابداء وجهة نظره الى أفراد مجتمعه وخصوصاً المؤثرين فيه لما لهم من قوة التأثير ولما لذلك الفرد من حق ابداء الرأي لاسيما من انه متأثر بما ينعكس على المجتمع في كل حالاته. إن المجتمع المتحضر يقوم دائما على تشجيع أفراده بعضهم البعض على ابداء الرأي والمشورة بكل صراحة ووضوح بل ويُنشئ الأطفال على الرأي والرأي الآخر مما يجعلهم في المستقبل رجالاً مؤثرين ومستقلين بآرائهم مما ينتج مجتمعاً ناجحاً في علاقته الاجتماعية سواء الاقتصادية أو السياسية أو حتى الأسرية.