«الطريق السليم لحل المشكلة أي مشكلة هو الاعتراف بوجودها» ترددت كثيراً حول كتابة هذا الموضوع لكثرة ما كتبت عنه في الصحف والمجلات، إضافة إلى الأحاديث الإذاعية والبرامج التلفزيونية. ولكن ما دفعني للكتابة وحثني عليها حبي لهذا الوطن مع علمي التام بأن هذا المقال لن يغير شيئاً من المشكلة وما سأطرحه ليس جديداً ولكن من باب المشاركة ونقول لعل وعسى. قبل يومين او ثلاثة من بداية العام الدراسي استمعت إلى حديث إذاعي عن استعداد المرور لاستقبال هذا العام، وكان البرنامج مباشراً، فاستقبل عددا من الاتصالات وشدني كلام أحد المحبين لهذا الوطن حيث قال: إن الحركة المرورية شعارها الفوضى.. والغلبة للمخالف، وأظنه لم يجانب الحقيقة وأكثر الناس يوافقونه على هذا الرأي إلا ان المسؤول الضيف في البرنامج أنكر ذلك بل وأثنى على الحركة المرورية وانسيابيتها!! وقبل ذلك الحديث الإذاعي كنت على إحدى رحلات الخطوط السعودية «المنتظمة والمنظمة» قادما من جدة، جلس إلى جانبي رجل بريطاني يزور المملكة لأول مرة، زار خلالها عددا من المدن السعودية كالرياضوجدة وحائل والمنطقة الشرقية وقد أبدى اعجابه الشديد بالمملكة وقال إنها مكان مناسب للراحة والاستجمام إلا ان ما ينقصه على هذه الأرض الطاهرة هو ما نفتخر بعدم وجوده وهو دلالة على التزامنا بشريعتنا وتمسكنا بديننا، ولكنه أبدى انزعاجه الشديد من حركة المرور حيث وصف أصحاب السيارات بانهم مجانين.. وما أظنه قد أخطأ في حكمه ومن يريد ان يتأكد من المسؤولين وخاصة الذي استضافته إذاعة الرياض أو غيره عليه ان يتوجه إلى الدائري الشرقي مثلاً ويقف عند أحد المخارج ويستمتع بالنظام والهدوء والالتزام واحترام القوانين!!، كما يمكنه ان يضيف متعة إلى متعته بمتابعة رجال المرور وما يقومون به من دور يدل على الحرص والاهتمام!! مجرد دعوة للتأمل والاستمتاع.