في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وحتى في بعض الدول العربية كمصر والمغرب ولبنان تجدهم يشجعون الباعة المتجولين الذين يقفون على الأرصفة وحول الميادين العامة وبالقرب من الحدائق والمتنزهات وتجد هؤلاء الباعة الذين يعرضون ما بحوزتهم من الفاكهة والخضار والسلع الأخرى متوثبين فرحين باقبال الزبائن عليهم من المارة ولا أحد يتعرض لهم أو يضايقهم وهنا وللأسف تجد «باعتنا» محاربين من طرف رجال البلديات ولا يكتفون بذلك بل يصادرون بضائعهم ويتخذون بحقهم غرامات مالية لا يقرها عقل ولا منطق!! ان هؤلاء يا سادة لم يأتونا من كوكب آخر بل هم اخواننا وأبناء شعبنا الذين يبحثون عن ما يسد رمقهم بالطريقة التي حللها الله واذا كانت الحجة التي تدينهم من قبل مراقبي البلديات بأن ما يقومون به هو (خدش للمظهر الحضاري) فإني اقول لا والله، انهم يجمّلون المظهر الحضاري ويزيدونه لمعاناً ويؤكدون للعالم كله أن الشباب السعودي شباب عامل وليس شباباً عاطلاً!! ان جميع دول العالم المتقدم منها والنامي يسمحون لابنائهم بالبيع في كل مكان وأي زمان ونحن هنا نحارب باعة الرمان والباذنجان!! يا سادة، هؤلاء الشباب وبعض الكهول الذين يقفون تحت أشعة الشمس الحارقة لم يضايقوا أحدا ولم يتسببوا في أذى أو ازعاج أحد فلماذا اذاً « تطفشونهم» ؟! ان هؤلاء الشرفاء الذين اختاروا هذا الطريق الصعب للبحث عن الرزق الحلال ولقمة العيش الكريمة ضاربين بالبطالة عرض الحائط معتمدين على الله ثم على أنفسهم هل هم يستحقون منا هذا الجفاء والظلم في حقهم؟ وهل نكافئهم بمطاردتهم ومضايقتهم في كل مكان؟! إني اذكر هنا أن هؤلاء «البسطاء» قد فضلوا البسطات على ارتكاب السرقات والتسكع في الشوارع وايذاء الناس والدخول إلى عالم المخدرات أو اللجوء إلى ارتكاب الجرائم بحق مجتمعهم!! ان هؤلاء يا أحبة هم فئة محترمة تحتاج إلى التشجيع والتقدير لا التنفير والتطفيش، وأقسم بالله هنا انني افرح اذا وجدت شاباً أو مسناً سعودياً يقف على الرصيف يعرض بضاعة من الفاكهة والخضار، فوالله انه يحفزني على أن اشتري منه، بل إنني اشجعه ولكنه يكسر خاطري حين يقول ان رجال البلدية والدورية يحاربوننا ويصادرون دائماً ما معنا!!