* س: - حينما أذهب إليه أُبادره أنني كنت وراء أتعابه وظيفياً وعائلياً، وأُبين له أنني سُئلت من (جهة عليا) أو (شخصية مُهمة) عنه فلمزته بدهاء وكيد مما أثر عليه وظيفياً طيلة عمله، أضع نفسي أمامه مع ما يُريد حتى يتنازل ويعفو عني بين يدي الله وأنا أسمع هذه طريقة رأيتها. والأخرى أجامله كثيراً لكن بصدق وحنان وود حتى إذا ما اطمئن وارتفعت الكلفة بيني وبينه لا أذكر له إساءتي إليه مهما كان سببها لأنني ظلمته وشمت به من وراء الجدر وخلف الكواليس وفرحت لترديه، لا أذكر له ذلك لكن بعد ذلك وحتى إذا اطمأن إليَّ وتبسط أعوضه ببيت وسبعة ملايين دولار. نعم فقد آذيته، وأنا ذو وفرة مالية عالية.، هذه هي الطريقة الثانية، إنني أعتصر ألماً ووجعاً بعد أن كنت أظن أنني فائز، وما أقلقني إلا خوفي الشديد بعد تكرار ما سمعته «أنه مجاب الدعوة» وما حصل لي من أمراض مختلفة، خفيفة لكنني خائف مهما أنا فيه من ظاهر صحة ومال فهل ترى طريقة أنجو بها..؟ م. ع. م. ع.. المغرب.. الدار البيضاء * ج: - أنت من النوع القوي الحذر الحساس، ومن نوع لا يعتذر لأسباب نفسية وعقلية، وشرح هذا يطول، لست أرى طرحه، لقد تجاوز خطابك ال 51 صفحة كلها تعتصر ألماً وكما تقول ووجعاً، لقد كان بمقدورك هل ما نزل بك بدها وذكاء فأنت تستطيع ذلك، وتملكه فعسى ألا تكون رسالتك تسلية نفسية أو إرضاء لشعور ما لديك، وأنت إذا فطنت لحيل النفس وحب الحياة بكافة صورها أدركت أن ثمة أمراً يجب أن تكون عليه حالاً وليس مآلاً ألا وهو الحزم برد الحق إليه مع رد اعتباره، ولا تلتفت إلى عزة نفسك فتخور وتضعف وللمأمون كلام جيد يقول: (نستخف بالضعيف مهما كان ولا نلقي له بالاً وهو عذابنا عند الله). وفي كتاب «مجابو الدعوة» «وسير أعلام النبلاء» و«البداية والنهاية» و«تاريخ الإسلام الكبير» كلام حول هذا المعنى يقول لعله الواثق: «نقبل الكلام في هذا وذاك لكننا لا نجازي وخوفي من ظلم مسكين أخذناه بالظنة حتى دعا الله فنزلت بنا ما نزلت». وسؤالك أي الطرق أرى لك حتى تنجو مما حصل منك تجاهه، أنت كما ذكرت لك تستطيع فعل أي شيء تجاهه لكن دعني أبين لك الطريقتين اللتين ذكرتهما أنت أما الأولى ففيها جرأة وصراحة جيدة، وتكون سبباً في علاج ما تحس به من عذاب الضمير ونحوه، وهذه الطريقة لا تصلح لمثل ذلك النوع، أما الثانية ففيها لباقة ودهاء وجمال مدخل فهي صالحة لك معه، لكن أرى عدم الاعتذار وطلب العفو مباشرة إنما بعد استقراره وهدوئه ويكون طلب العفو منه بتحريض لطيف منك إليه. وإذا كنت أختار الثانية فهي التي لو لم تذكرها لذكرتها لك في هذا الجواب. ولعلك تبتعد عن كل ما هو مؤثر نفسي فإن غالب الناس ما بين سن 40 حتى سن 95 يكون لديهم حساسية تجاه الحياة والناس فلا تسمع لكل ما يقال ولا تعجل فتحكم حسب فهمك مهما كان السبب لأنك هنا قد تزداد حساسية وضيقاً ببعض ما يُنقل إليك أو تفهمه فهماً خاصاً فيضيق به صدرك وقد تتخذ موقفاً تندم عليه أبداً تجاه نفسك وعقلك معاً، وكم من حالات ومواقف في الحياة تبين بعد دهر أنها كانت سبباً لشر ما، وظلم ما بسبب فهم خاص أو وشاية مدروسة مزيفة، والحر من الرجال كالأسد الضاري كبير قدير جليل عفيف مطئمن حازم جازم، وكلما كبر العقل لدى الرجل عرف الضار والنافع وميز بين الناس، فهذا جاد متجرد وذاك متسلق نمام، وهذا كاذب كذبه طبيعي خبيث، وذاك يتقي يخاف ويرجو، فالرجل الحر إذا تبين له الحق ولو (10%) فقط أدى ما عليه ولو ما نعته نفسه، ومانعه هواه، ومانعته ظنونه، ولو مانعه ميله واحساسه، وأنت لم تسأل هذا الجواب مني إلا لكي تنشط عاملاً بالحق وبه تعدل.