المتتبع لحال الدوري السعودي في السنوات الثلاث الأخيرة يعلم علم اليقين بأن الدوري لم يعد كما كان وأن لقب أفضل دوري عربي غدا مجرد ذكرى يتغنى بها الشارع الرياضي وأصبحنا نرى عزوفاً جماهيرياً كبيراً عن مباريات الدوري وهذا بخلاف المستوى المتواضع لفرقنا المحلية. واللاعبون الأجانب أصبح المستوى الأقل من عادي وبالمختصر لم يعد هناك شيء ممتع في كرتنا المحلية فكيف نعيد المتعة والإثارة للدوري والأهم كيف نعيد الجماهير للمدرجات. من المعروف أن التقليد والمحاكاة هي أولى مراحل التطوير والنجاح فإذا أردنا ان نعيد هيبة كرتنا المفقودة فيتوجب علينا ان ننتبع خطوات من هم أفضل منا في هذا المجال ولنا في الكرة الإيطالية خير مثال ففي الأسبوع الماضي أعلن السيد أدريانو جالياني رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عن زيادة فرق دروي الدرجة الأولى إلى عشرين فريقا وهذا يعني ان هناك 5 فرق من دوري الدرجة الثانية سوف تصعد لمصاف الدرجة الأولى وربما تصبح ستة فرق إذا ما فاز صاحب المركز السادس على صاحب الخامس العشر في دوري الدرجة الأولى في المباراة الفاصلة والسبب في ذلك أن هناك فرقاً قوية تلعب في دوري الدرجة الثانية وخاصة فرق جنوبإيطاليا أمثال فرق جنوى ونابولي وكالياري ومن مصلحة الكرة الإيطالية ان تكون هذه الفرق وأمثالها حاضرة في دوري الدرجة الأولى فهذه الفرق تملك جماهير متعطشة للكرة وبالتالي ستزيد مستوى التنفس والاثارة في الدوري ومن جهة أخرى فمثل هذه الأندية تقدم نجوما كباراً فعلى سبيل المثال نادي نابولي قدم فابيو كانافارو مدافع الانتر والمنتخب الايطالي وقدم المهاجم القصير جانكوفرانكو زولا الدولي السابق وقدم لاعب الميلان السابق دي نابولي وقدم ماسيمو ادو لاعب لازيو والمنتخب الايطالي الحالي ونادي سالريتانا قدم ماركو دي فايو لاعب اليوفي والمنتخب الايطالي وقدم جينارو جاتوسو لاعب الميلان والمنتخب الايطالي وكل هذا يعد جزءاً يسيراً مما تقدمه هذه الأندية من لاعبين وكما رأينا فالمستفيد الأول هو المنتخب الإيطالي. والعلاج الناجع لمشكلة كرتنا المحلية من وجهة نظري هو كالتالي: أولا: إلغاء نظام المربع الذهبي لأن التنافس يصبح محصوراً على دخول المربع وفي كثير من المواسم رأينا صاحب المركز الرابع يحقق لقب الدوري . ثانياً: رفع عدد فرق الدوري على 16 فريقاً. ثالثاً: تشفير مباريات الدوري كما في الدوريات الأوروبية الكبرى والتشفير سوف يوفر للأندية مصدر دخل ثابت وكبير. رابعاً: إقامة المباريات يومي الأربعاء والخميس لضمان الحضور الجماهيري. خامساً: إقامة مباريات كأس ولي العهد في منتصف الدوري وان تكون مباريات الكأس بنظام الذهاب والاياب مع الأخذ بقانون الهدف بهدفين وان تقام المباريات يومي السبت والأحد. سادساً: التقليل من مشاركات الأندية الخارجية والاقتصار على بطولتي آسيا والعرب لتجنب اجهاد اللاعبين ولتجنب التعارض مع مباريات الدوري المحلي. هذا هو العلاج من وجهة نظري الخاصة وبالتأكيد الرأي يحتمل الخطأ والصواب وكلي أمل في رجالات الاتحاد السعودي وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بإعادة الهيبة والمتعة والاثارة ولكي نستعيد لقب أفضل دوري عربي بكل جدارة واستحقاق. القراء الأعزاء نظرا لكثرة الرسائل الواردة والمتعلقة بموضوع مقال الأسبوع الماضي عن فريق الانتر فموعدنا الأسبوع القادم للرد على جميع الرسائل إن شاء الله.