تواصلا مع احتفالات الرياض عاصمة الثقافة لعام 2000م فقد فعَّل نادي أبها الأدبي النشاطات المنبرية من محاضرات وأمسيات شعرية في السراة وتهامة,, حيث أقام النادي الأسبوع الماضي وعلى مدى يومين عدة فعاليات,, حيث تم تكريم الأديب والشاعر المعروف الأستاذ علي آل عمر عسيري, وتكريم الفائزين في مسابقة النادي رقم (30) في الشعر,, والقصة. وقد شهد,, حفل التكريم حضوراً أدبياً مميزاً يتقدمهم رئيس نادي أبها الأدبي الأستاذ محمد عبدالله الحميد والأستاذ عبدالله الشهيل مدير عام إدارة الأندية الأدبية بالمملكة ونائب وأعضاء مجلس إدارة نادي أبها الأدبي وزخم من الوسط الأدبي والإعلامي. وقد استهل حفل التكريم الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد أبو داهش نائب رئيس النادي الذي رحب بالحضور وشكر لمدير إدارة الأندية الأدبية حضوره هذا اللقاء,, وأكد أن النادي حريص كل الحرص على تكريم المبدعين,, في جميع المجالات الأدبية,, وقال إن الأستاذ,, علي آل عمر عسيري أحد المؤسسين لنادي أبها الأدبي. وقال إنه أديب مبدع,, وسلالة أسرة علمية من جده وأبيه,, وتحدث أبو داهش عن الحركة الأدبية في منطقة عسير,, كما أثنى على الدور الذي يقوم به علي آل عمر في جميع المجالات الأدبية والإعلامية والاجتماعية. بعد ذلك قدم مدير الحوار الأستاذ علي الثوابي المتحدث الأول في هذا اللقاء الأستاذ الدكتور إسماعيل بن محمد البشري وكيل جامعة الملك خالد الذي شكر في بداية اللقاء النادي على مبدأ فكرة التكريم وقال هذا العمل وهذا المبدأ مشجع لكل أديب ومفكر في زيادة ابداعه,, وتحدث في البداية عن مولد ونشاة الضيف فهو من مواليد عام 1362ه وهو من أسرة علم ودين,, وقد تخرج من معهد إعداد المعلمين الثانوي عام 1392ه,, وقال لقد تعرف المحتفى به أثناء دراسته على العديد في المعلمين الذين كان لهم الأثر في حياته العلمية والأدبية ومنهم مدير المعهد آنذاك الدكتور فهيد عبيد السبيعي والأستاذ أحمد حسن عبدالله والأستاذ الشاعر محمد بدر الدين والأستاذ الشاعر علي دمر وإبراهيم الشعبي والأستاذ الشاعر حسن فرح الفيفي والأستاذ الإعلامي محمد صادق دياب رئيس تحرير مجلة الجديدة حاليا، كما رافق عدداً من الزملاء من أساتذته وهم الأستاذ الشاعر أحمد عبدالله عسيري والأستاذ ابراهيم اللوذ والأديب الأستاذ علي بن حسن الأسمري والأستاذ الشاعر أحمد عبدالله بيهان. كما مارس الخطابة في بداياته في الجمع والأعياد بدلا عن والده مما كان له الأثر في نفسه وقد اكمل دراسة البكالوريوس بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية في اللغة العربية وتأثر بعدد من الأساتذة الأفاضل في الجامعة,, كما حصل على العديد من الدورات في معهد الإدارة وجامعة الملك سعود وغيرهما. كما قال الدكتور البشري أن الحياة الصعبة التي لزمته في بداية حياته كان لها الأثر في تربيته ونشأته وقد تمثل ذلك في شعره مثل قصيدته التي اسماها بتعب الطفولة. ثم ركز الدكتور اسماعيل البشري على أربعة محاور في حديثه عن الشاعر علي آل عمر عسيري. 1 المحور التربوي,, حيث خدم في التعليم لمدة أربعة عشر عاما,, وكان من أبرز جهوده في تلك المرحلة المشاركة مع عدد من زملائه بتطبيق طريقة (دالتون) في المدارس النموذجية التي أمر بتأسيسها الأمير خالد الفيصل والتي كانت تعتمد على التعيينات وحركة الطالب داخل معامل المواد وباستخدام الوسائل المعينة المتاحة آنذاك,, كما تم حينها اصدار مجلة باسم تهلل ,, أما المحور الثاني في حياة الضيف فهو المحور الثقافي حيث اسهم في عام 1400ه وبرئاسة الاستاذ الأديب محمد عبدالله الحميّد في تأسيس نادي أبها الأدبي وبمجموعة من الاعضاء وقد استمر عضو مجلس الإدارة وأمينا عاما للنادي لمدة خمسة عشر عاما حقق خلالها المركز الأول على أندية المملكة لمدة عامين متتاليين,, كما كان صاحب فكرة الاستقالات واتاحة الفرصة لدماء شابة وقد كان أول من طبق الفكرة على نفسه وقدم استقالته من النادي. * أما المحور الثالث فهو العمل الوطني حيث عمل أمينا لجائزة أبها للثقافة ثم مقررا للجنتها العليا,, كما بدأت جهوده في العمل الوطني بالعمل عضوا ورئيسا لعدد من اللجان من عام 1392ه حيث بلغت مشاركاته الوطنية ما يقارب من خمسين عملا وطنيا. اما المحور الرابع فقال الدكتور البشري هو الإعلام فقد بدأ في 1/1/1405ه عمله رئيسا لتحرير مجلة الجنوب الصادرة من الغرفة التجارية والصناعية بأبها إلى أن توقفت لظروف الغرفة وفي عام 1406ه بدأ عمله الرسمي في وزارة الإعلام حيث بدأ عمله في المركز الإعلامي بأبها حيث صدر قرار معالي وزير الإعلام بتعيينه مديراً لمحطة تلفزيون أبها وقد شهدت المحطة نقلة نوعية وكمية في عهده حيث حققت النجاح في العديد من البرامج بالتعاون مع العديد من زملائه فنالت المركز الأول في العديد من البرامج على مستوى المملكة والخليج,, ثم استشهد الدكتور إسماعيل البشري بآراء عدد من علماء النفس والاجتماع في التكريم وأثره. بعد ذلك قدم عضو لجنة النشاط المنبري بنادي أبها الأدبي والمحاضر بجامعة الملك خالد الشاعر الأستاذ أحمد عبدالله التيهاتي قراءة مميزة في بعض نصوص الشاعر علي آل عمر عسيري. حيث قال التيهاتي في مقدمة حديثة إن ما القيته عليكم الآن لا يرقى إلى مستوى الدراسة الفنية وإنما هو حياة في أجواء النصوص الشعرية للشاعر علي آل عمر، والحياة داخل النصوص أو معها تعني يسر التناول وقرب الماخذ دون استعادة المراحل المنهجية للعمل النقدي القادر على اختراق التحصينات اللغوية للنصوص الفنية الخارقة,, وتحدث عن الأثر النفسي لنصوص الشاعر ولمدة خمسة عشر عاما وقد أشاد التيهاتي بلغة البداية عند الشاعر المحتفى به,, ومنها نصوص لم تنشر رغم جودتها. ثم عرج بدراسته الفنية عن الديوان الأول. رماد الوجه الحنطي. ثم استشهد بجمال أحد النصوص وهو صبح القرية. انا من صبح القرية من الوهج القادم عرسا وسنابل لا أحد يعرف صبح القرية. الق الطل على ناحية الرمل ثغاء الشاء المتعرج في رائحة الهمسة والبن وبخور الجاوي وعصا الراعي ينبض مقبضها وتئن مسحاة ومناجل كما قدم التيهاتي دراسته عن قصائد علي ال عمر الوطنية مستشهداً بديوانه الذهبي قصائد للوطن . وقال عن اللغة لدى الشارع أنها تشكل هاجسا ذاتيا إلى الشاعر علي آل عمر عسيري، وهي هاجس يؤرق بقضاياه المتشعبة أبناء المجموعة اللغوية الواحدة. كما استشهد بعدد من النصوص لدى الشاعر في دواوينه المختلفة. وتحدث عن انتاجه المختلف الشعري والأدبي المنثور والمطبوع. بعد ذلك شارك العديد من الحضور في الحديث عن الضيف الشاعر علي آل عمر عسيري ومنهم استاذه الدكتور فهد السبيعي الذي تحدث عنه طالبا واستاذا وزميلا,, كما تحدث عنه الدكتور صالح عون الغامدي والدكتور صالح زياد الغامدي ثم تحدث بعد ذلك الاستاذ عبدالله الشهيل مدير إدارة الأندية الأدبية بالمملكة. حيث تقدم بالشكر لنادي أبها الأدبي على هذه الفكرة الرائعة وقدر جهود رئيس النادي الأستاذ محمد الحميد ونائبه وأعضاء مجلس الإدارة واللجان العاملة في النادي على هذا الإعداد الجيد والتكريم, وقال إن المحتفى به الأستاذ الشاعر علي آل عمر عسيري له قدر كبير في نفسي وفي نفوس من قرأوا له وعرفوه وفوجئت في هذا المساء بتزايد قدره قدرا وابداعه ابداعا من خلال ما سمعت من الاستاذ الدكتور اسماعيل البشري ومن خلال القراءة الفنية التي أعدها الأستاذ أحمد التيهاتي وأن ما سمعته اعتبره شاعراً في المقدمة ومبدعاً في المقدمة وإنساناً في المقدمة ووطنياً منغرسة جهوده في هذا الوطن وإنساناً مسلماً معتداً بدينه وأخلاقه وأفعاله وواجب علينا قراءة انتاجه مرة أخرى. بعد ذلك قام رئيس نادي أبها الأدبي الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد وألقى كلمة ترحيبية برئيس إدارة الأندية الأدبية والحضور وهنأ المحتفى به على ما سمعه عنه وقدر للدكتور إسماعيل البشري ما قدمه عنه وللتيهاتي بالدراسة عن انتاجه الشعري, وعدد مزايا الأستاذ علي آل عمر عسيري وقال إنني لو بقيت واقفا لعدة ساعات وساعات ما انصفت هذا الرجل لما عرفته عنه خاصة,, وقال إن هذا التكريم هو دأب نادي أبها الأدبي فقد كرم العديد من الأدباء من منسوبي النادي وغيرهم ومن مدن المملكة من الأحياء والأموات وممن حصلوا على شهادات عليا من أبناء المنطقة ولن نتوقف عن هذا النهج إن شاء الله . بعد ذلك قدم الأستاذ محمد الحميد درعا خاصا بهذه المناسبة للأستاذ علي آل عمر عسيري كما كرمته الشؤون الإدارية بجامعة الملك خالد. ومن أعضاء النادي الأستاذ أنور عسيري والأستاذ ابراهيم مسفر واحمد فرحان. ثم استمع الجميع بعد ذلك إلى قراءة نقدية فنية عن مسابقة النادي رقم 30 في الشعر والقصة قدمها الدكتور يحيى محمد عطيف,, من جامعة الملك خالد.