استبعد عبدالعزيز الرنتيسي الزعيم السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) اللجوء إلى وقف اطلاق النار ورفض خطط السلطة الفلسطينية لقمع النشطين في قطاع غزة قائلا انها لن تقدم على تنفيذها خشية المعارضة الجماهيرية. وأدلى الرنتيسي بهذه التصريحات قبل لحظات من قتل صواريخ اطلقتها مروحيات اسرائيلية احد قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس وثلاثة اخرين من أعضاء الحركة أثناء سيرهم على شاطىء. واغتالت اسرائيل زعيما كبيراً في حماس وزميلاً للرنتيسي في مدينة غزة بوابل من الصواريخ يوم الخميس بعد يومين من قيام عضو في حماس بتفجير نفسه وقتل 21 اسرائيليا في القدس. وتظهر استطلاعات الرأي ان قيادة النشطين الاسلاميين اكثر شعبية في غزة من السلطة الفلسطينية التي يرى كثيرون في غزة ان سياستها التي تتعلق باجراء محادثات مع الحكومة اليمينية الاسرائيلية الرافضة للتخلي عن الاراضي المحتلة مخزية وغير مجدية. وشارك عشرات الالاف في تشييع جنازة ابو شنب منتقدين السلطة الفلسطينية. وجلس الرنتيسي بين مئات من انصار حماس في سرادق العزاء لابوشنب. وحاولت اسرائيل اغتيال الرنتيسي قبل شهرين باطلاق مروحيات صواريخ على سيارته، ونجا الرنتيسي ولم يصب الا بجروح طفيفة. واعلنت الحكومة الاصلاحية بزعامة محمود عباس رئيس الوزراء الفلسطيني يوم الجمعة انها ستجري محادثات مع النشطين لاعادة تطبيق وقف اطلاق النار وذلك في محاولة لانقاذ خطة السلام المعروفة باسم «خارطة الطريق». وقال الرنتيسي ان اي هدنة من الآن فصاعدا مستحيلة دون انسحاب اسرائيل بشكل كامل من غزة والضفة الغربية. واضاف ان جماعات النشطين اعطت لارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل فرصة لاحراز تقدم بشأن «خارطة الطريق» بالموافقة على وقف اطلاق النار من جانب واحد لمدة ثلاثة اشهر في 29 يونيو حزيران. ولكنه قال ان الجيش الاسرائيلي واصل بدلا من ذلك توغله في المدن الفلسطينية بحثا عن النشطين المطلوبين وقتل 17 فلسطينيا واصاب 192 اخرين اثناء سريان الهدنة. واضاف انه مهما كانت الهجمات التي شنتها حماس خلال الهدنة فانها كانت عمليات لمرة واحدة ردا على الغارات، ولكن حماس ستهاجم الآن بقوة. وقال «لا أرى فرصة للعودة للهدنة، اسرائيل لم تحترم مبادرتنا». من جهته قال صائب عريقات عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ان الحرب التي تشنها اسرائيل حاليا على الشعب الفلسطيني هي حرب على السلام وليس حربا على الارهاب كما تدعي. وأضاف عريقات فى بيان له ان اسرائيل تريد أن تشن حربا شاملة على السلطة الفلسطينية مشيرا إلى انه طالب الموفد الأمريكي للسلام فى الشرق الأوسط جون وولف خلال اجتماعهما السبت الماضي فى أريحا بالتدخل من أجل وقف هذه الحرب وسياسة الاغتيالات التي تمارسها اسرائيل0 وذكر عريقات أن وولف تعهد بأنه سيقوم بأقصى جهوده من أجل اعادة الطرفين إلى استئناف العملية السلمية ولكنه قال يجب على السلطة الفلسطينية أن تنفذ التزاماتها التي وردت فى خطة خارطة الطريق. وقال عريقات ما دامت اسرائيل مصممة على ممارسة حربها الشاملة واستئناف الاغتيالات والاستيطان واقامة جدار الفصل العنصري فان الأمور فى الأراضي الفلسطينية مرشحة للأسوأ. ووصف المسؤول الفلسطيني ما قامت به اسرائيل من وضع صور عدد من المسؤولين الفلسطينيين وبعض قادة الفصائل الفلسطينية على ورق اللعب بأنه بمثابة صب البنزين على النار. من جهة اخرى اعرب برلمانيون أميركيون نافذون عن تأييدهم لتدخل عسكري أميركي في الشرق الاوسط حيث تضاعف العنف في الأيام الاخيرة وذلك بهدف انقاذ الفرصة لاحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وصرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الجمهوري ريتشارد لوغار (انديانا) لتلفزيون «سي.ان.ان»: إذا أردنا حقا ان يكون الوضع مستقرا، فاعتقد بأن عملاً مباشراً أمر ضروري. وأضاف ان على واشنطن ان تدرس امكانية ارسال قوات أميركية وغير أميركية إلى المنطقة.