بدأت قناة CNBC" "التلفزيونية الاقتصادية بثها خلال الأسبوع الماضي للوطن العربي وباللغة العربية لتصل للمواطن العربي في كل مكان، وهي قناة لا تحتاج لمزيد من التوضيح لكل مهتم بالشأن الاقتصادي، وهي نتاج استثمار بين القناة الرئيسية في الولاياتالمتحدة ومستثمرين عرب، وبالنظر لحجم القنوات العربية التي تبث للوطن العربي فهي ما بين المنوعات والغناء والرياضة والسياسة، ولكن حين تبحث عن القناة الاقتصادية فإنك لا تجد إلا قناة واحدة وهي قناة دبي الاقتصادية ، وحين نناقش لماذا هذا الشح في القنوات الاقتصادية وحتى الوعي الاقتصادي، فإننا نطرح سؤالا كبيراً جداً يحتاج إلى صفحات كثيرة للإسهاب بها وهي ليست موضوعنا هنا على أي حال. حين تدشن هذه القناة بثها المنتظر الذي سينعكس كثيراً على المتلقي المهتم بالشأن الاقتصادي والذي هو مفقود في قنواتنا المحلية الأرضية أو الفضائية فهي تغطي فجوة مهمة جداً يحتاج لها قطاع كبير جداً من المستثمرين والمتابعين، وهي تأتي من الخارج وليس من الداخل ومن مبدأ استثماري يهدف للربح كحق مشروع، وهذا سيوسع الفارق بين القنوات الفضائية المحلية وحتى الفضائية الخارجية العربية بأن يتجه كثير من المهتمين لهذه القناة التي ستقدم الشيء الكثير عن أسعار الأسهم بجميع البورصات العربية وأسعار النفط إلى قطاع الصناعة والسياحة والتحليلات الاقتصادية المهمة واللقاءات مع المختصين وبشكل سريع وآنٍ. من يتابع التلفزيون السعودي وبقناة الأولى العربية فإنك حين تبحث عن شيء يتعلق بالاقتصاد فانك لا تجده إلا بنشراتها الإخبارية والقليل جداً، ولا يتعدى نشرة أسهم «قديمة« وأعني قديمة ليس يوماً أو يومين بل لساعات ودقائق فهي تعتبر قديمة وبلا معنى، فحين ينشر التلفزيون السعودي نشرة أسعار الأسهم المسائية والسوق يغلق الساعة 30 ،6 مساء كل يوم، فهناك ما لا يقل عن 4 أو 5 ساعات من وقت إغلاق السوق، ومن يتداول بالسوق ويتعامل معه يتذمر من فرق أسعار 5 دقائق مبرمجة من مؤسسة النقد لنظام تداول في الإنترنت، فكيف إذا كانت 4 أو 5 ساعات فهي نشرة «بايتة« ولا معنى أو قيمة لها في الواقع، وهذه حقيقة يجب أن نفهمها في زمن الاتصالات السريع والإنترنت والجوال، فمَنْ هو هذا المضارب أو المستثمر الذي سينتظر نشرة أسعار الأسهم في التلفزيون السعودي، أفهم تنشر كمؤشرات «index" "ولكن لا أفهم أن ينشر أسعار يقال انها أسعار الإغلاق والحقيقة من متابعتي لمرة واحدة فقط وجدت الخطأ الكبير أنها غير صحيحة في بعضها، والغريب المثير أيضاً أنه ما زالت هناك شركة تسمى «الأسمدة« ينشر سعرها ويبدو أن المسؤول عن نشرة الأسهم في التلفزيون لا يعرف أنها انتهت كاسم وظهرت باسم «سافكو« بقطاع الصناعة، وهي مميزة وجيدة النتائج وعالية التداول وهي تراوح 180ريالا ولكن التلفزيون يقول انها صفر التداول!!! يضاف إلى ذلك أن التحليلات الاقتصادية وتناول الهم الاقتصادي مفقود في تلفزيوننا السعودي إلا النادر منها، ونجد أنه تم بث قناة رياضية جديدة من فترة، وسيبث قناة اخبارية، وحين نتحدث عن أكبر اقتصاد عربي وأكبر سوق مالي عربي وأكبر احتياطي نفطي عالمي مؤكد لا نجد ما يوحي بأن هناك في الأفق ما يشير إلى ظهور قناة اقتصادية تهتم بالشأن الاقتصادي، ونحن في محك تاريخي للشأن الاقتصادي، والدولة وضعت أول إصلاحاتها هو الاقتصاد وما تأسيس المجلس الاقتصادي الأعلى، وهيئة الاستثمار الأجنبي، وهيئة السياحة، ومجلس البترول الأعلى.. وغيرها إلا دلالة على اهتمام الدولة بالاقتصاد وإصلاحه وهي التي تمس كل مواطن. ان التحديات المستقبلية كبيرة ومتشعبة ودقيقة وتحتاج إلى الحوار والنقاش والتحليل، ولكن تلفزيوننا السعودي أبعد ما يكون عن ذلك، والمؤسف أننا نبحث عن أخبارنا الاقتصادية في القنوات الأجنبية أو الوكالات المتخصصة التي هي مصدر الخبر لنا كأن يصرخ وزير البترول السعودي أن مستوى الإنتاج لن يتم زيادته أو غيره من تصاريح لا يمكن أن نجد لها أسبقيةً وحضوراً في تلفزيوننا السعودي، أن الشأن والهم الاقتصادي لدينا لم يعط حقه كاملا، فالاقتصاد ليس نشرة أسعار وصرح الوزير وغيره، بل هو نقاش وحوار عن كل أوجه الاقتصاد السعودي، عن التوظيف، والاستثمار، والصناعة، والتقنية، والمعلومات، والتحليل للسوق المالي، والناتج القومي، والتصدير، والاستيراد... وغيرها كثير من الشأن الاقتصادي تحتاج إلى الكثير من الحوار والنقاش وإبرازها على السطح. أتمنى أن أجد التلفزيون السعودي لا أن يحسن نشراته الاقتصادية التي هي معروفة أوجه التطوير لها، أو يضع برنامجاً كل شهر أو شهرين لمناقشة موضوع لمرة واحدة، بل نطالب بقناة كاملة متخصصة تهتم بالشأن الاقتصادي، فهل الدول الأقل اقتصاديا من اقتصادنا السعودي لديها كل الأسباب لإنشاء قناة اقتصادية متخصصة ولا تتوفر لدينا هذه الأسباب أو المعطيات، والمملكة تعتبر البنك المركزي العالمي للنفط الذي هو محرك سعر النفط والمؤثر به، وأكبر اقتصاد عربي بكل قطاعاته؟!