في الآونة الأخيرة، تحوّلت أخبار المال والاقتصاد إلى أولوية للمشاهدين العرب الذين شهدت بلدانهم فورة في أسواق المال والبورصات والأسهم، إضافة إلى التوسّع المستمر للتجارة الالكترونية فيها. وبات"الاقتصاد"عنصراً أساسياً في أجندة الأخبار. وبالترافق مع ذلك، وأحياناً قبله، ظهرت قنوات اقتصادية متخصصة مثل"سي ان بي سي العربية"و"الاقتصادية"و"أي 2"وغيرها. وكذلك بات مألوفاً أن تخصّص القنوات الإخبارية مساحات مهمة تغطي فيها المستجدات الاقتصادية على غرار ما يظهر في أقنية مثل"الجزيرة"و"المصرية"و"العربية""والأخيرة أنشأت موقعاً اقتصادياً alaswaq.net لتغطية الأسواق وتقلبات أسعار الأسهم ومسار التداولات في البورصات. ويلاحظ أن الانترنت شهدت فورة قوية في المواقع الالكترونية العربية التي تتناول الشؤون الاقتصادية أو تتخصص بها. السعيدي: غياب الصحافة الاقتصادية في لقاء خاص، علّق د. ناصر السعيدي، رئيس الشؤون الاقتصادية في مركز دبي المالي العالمي، هذه الفورة في المواقع الرقمية الاقتصادية، مشيراً إلى الغياب الكبير نسبياً للصحافة الورقية الاقتصادية، إضافة الى ندرة الصحافيين والمحللين المتخصصين في هذا المجال الحيوي. ويعزو السعيدي هذا الغياب إلى الاهتمام المفرط بالشؤون السياسية، على حساب الاقتصاد والمال، الأمر الذي يساهم في بطء التطوّر في أسواق المال العربية. ويقول السعيدي:"نعيش عصر النهضة الاقتصادية". ويضيف انه تنقص الصحافيين القدرة على الكتابة في الاقتصاد بسبب غياب التدريب والخلفية العلمية والثقافية المناسبة لمثل هذا الاختصاص. وفي هذا الإطار، عقد"معهد الحوكمة"التابع ل"مركز دبي المالي العالمي"أخيراً، ورشة عمل لتدريب قرابة 20 صحافياً على الكتابة الاقتصادية. ويعتقد السعيدي ان ورشة العمل هذه التي شملت دبي وعمّان، ما هي إلا بداية قابلة للتطور بناءً على استعداد الصحافة العربية في وجه عام. ويذكّر بأن تلك الورشة تضمنت تعريفاً بقضايا مالية واقتصادية مثل الأسواق المالية وحوكمة الشركات وكذلك العلاقة مع المؤشرات الاقتصادية واسباب نمو السياسة النقدية. ويشير السعيدي إلى عدم توافر المحللين الماليين أو خبراء الأسهم. ويضيف ان الأسواق المالية غالباً ما تدرس تقارير الشركات والهيئات الناظمة للأسواق المالية، ولكن كل هذه التقارير غير موجودة عربياً. ويتابع أن الصحافة تعتمد على التقارير التي تصدر عن شركات مالية دولية مثل"ميريل لينش"، ثم تبسّطها وتضعها في متناول القارئ، في ظل غياب المعلومات المشابهة محلياً وعربياً. انترنت العرب واستقلالية المعلومات في نموذج عملي عن التغيير في التغطية التلفزيونية العربية للاقتصاد، صرح جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي في مجلس حكام البنوك المركزية الأوروبية بأنه لن يخفض من معدلات الفائدة عن مستوى 4 في المئة، ما يجعله قريباً من مستويات الفائدة الأميركية كما حدّدها رئيس البنك الفيديرالي الأميركي بن برنانكيه في اليوم عينه. وإذ تناقلت وكالات الأنباء ومحطات التلفزة، وبعض شبكات الخليوي أيضاً، هذين التصريحين، لوحظ أن محطات التلفزة الاقتصادية العربية شاركت في بثهما عالمياً مع ترجمة فورية، ما يدل على أنها لم تعد تنتظر أن تعبر مثل تلك الأخبار على وسائل الإعلام العالمي قبل أن تصل إليها. أما على الشبكة الالكترونية، فنادراً ما تتوافر مواقع اقتصادية عربية لها مصادرها المستقلة في الاقتصاد. ويغلب على معلوماتها أن تكون مترجمة ومستقاة من مواقع عالمية مثل موقع"بلومبرغ". والطريف أن الموقع الأخير هو الفرع الالكتروني لشبكة"بلومبرغ"التلفزيونية المتخصصة بالاقتصاد! وفي المقابل، يزخر العالم العربي بالمواقع التي تعنى بالشأن الاقتصادي العربي. ومثلاً، يغطي موقع"أمي أنفو.كوم"ameinfo.com أخبار الشرق الأوسط المالية والاقتصادية. ويقدّم نشرات يومية عن الشركات وتداولات البترول والغاز والعقارات والإنشاءات والتمويل الشخصي وتجارة التجزئة وأسواق الترفيه"إضافة الى تغطية النواحي المالية لنشاطات مثل الرعاية الصحية والتعليم والسفر والسياحة والسيارات وغيرها. ويعطي حيزاً مهماً لتغطية فعاليات مهمة مثل"سيتي سكيب"في دبي، معرض دبي للطيران، معارض دبي للسيارات والتجارة والمجوهرات والكومبيوتر والانترنت والاتصالات وغيرها. ويورد تحقيقات تتعلق بمواضيع مثل المسؤولية الاجتماعية للشركات والبيئة العربية ومجتمع سيدات الأعمال والإستراتيجيات المالية وغيرها. ويفرد الموقع أيضاً أقساماً لبعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والاردن وقطر وسورية. وتطغى على الموقع ألوان قاتمة كالأسود والرمادي والكحلي مع بعض الأبيض والقليل من الأخضر. كما يخصص الموقع في أسفل الصفحة الإلكترونية مكاناً لتغطية مؤشرات رؤوس المال الإقليمية. ويضم الموقع أيضاً نسخة باللغة الإنكليزية. ويخصص موقع"مباشر.كوم"mubasher.info صفحته الأولى لاستعراض معطيات أسواق المال والبورصات العربية، التي يفرد قسماً لكل منها. ويغطي المؤشرات ونسب التغيير وقيمة التداول وحجمه والصفقات الرابحة والخاسرة والثابتة وإعلانات السوق. ويبدو الموقع مريحاً للعين، وتتراوح ألوانه بين الأبيض الطاغي والأزرق والرمادي. ويحرص على تغطية أسواق السعودية ودبي وأبو ظبي ومصر والكويت ومسقط والدوحة والبحرين. ويقدّم موقع"الاقتصادية.كوم"نفسه باعتباره صحيفة اقتصادية إلكترونية aleqtisadiah.com . ويولي اهتماماً خاصاً لسوق المال السعودي، كما يعتني بأسعار النفط والمعادن والريال وغيرها. ويقدم الموقع لمحات عن الزراعة وهيئة البيعة وصناعة النشر وسواها. وينشر ترجمات لمقالات متنوعة في الاقتصاد والسياسية مستقاة من صحيفة"الفاينانشيال تايمز"Financial Times البريطانية. ولا ينسى الموقع أن يخصص مساحة لكتّاب"الاقتصادية"الذين يقدمون تحليلات اقتصادية متنوعة. وينسق أعماله مع مواقع الكترونية تعبر عن صحف ورقية في السعودية. ويلاحظ طغيان اللونين الأزرق والأبيض على"الاقتصادية.كوم". ويعالج موقع"الخليج"الاماراتي alkhaleej.ae مواضيع الاقتصادية عبر قسم متخصّص، يتفرع إلى ثلاثة محاور تغطي الاقتصاديات المحلية والعربية والدولية. ويخصص أقساماً للاراضي والعقارات وكذلك للآراء والتحليلات الاقتصادية. كما يعالج مؤشر هيئة الأوراق المالية.ويمكن الوصول إلى صفحة الأسهم والعملات وأسعار الذهب من خلال قسم"مؤشر الخليج"و"الخليج الاقتصادي"في موقع"الخليج". ويطغى اللون الأبيض على موقع"الاقتصادي"مع بعض الأزرق والبني الفاتح في العناوين. وثمة مواقع اقتصادية أخرى تعالج باللغة الإنكليزية الأسواق المالية والاقتصادية في الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي، مثل مواقع"دينار ستاندرد.كوم" dinarstandard.com الذي يعنى باستراتيجيات الأعمال في العالم الإسلامي"و"بيت الاستثمار العالمي"Global Investment House عنوانه على الانترنت هو globalinv.net"و"زوايا.كوم"zawya.com، وموقع"بي تي أف لايف.نت"btflive.net الذي يجمع مصادر تعطي معلومات عن أسواق الأسهم والأموال العربية"و"شعاع كابيتال. كوم"shuaacapital.com ، وموقع"تريدأرابيا.كوم"tradearabia.com وغيرها. وتضاف الى هذه القائمة، مواقع وكالات الأخبار العالمية مثل"رويترز"، وال"بي بي سي"، وال"سي أن أن"وغيرها. الأسواق تُلاقي"الويب" عمدت كثير من أسواق المال الخليجية الى إنشاء مواقع خاصة لتطلع القراء والمهتمين على المستجدات المالية والاقتصادية. ومن نماذجها موقع"تداول.كوم"tadawul.com الذي تشرف عليه السوق المالية السعودية. ويظهر فيه قسم اسمه"ملخص السوق"الذي يتضمن معلومات عن القيمة المتداولة للأسهم وعدد الصفقات وتقلبات الأسعار. وكذلك يخصص مكاناً للمؤشرات المالية، ولمتابعة الأسواق وأدائها، ويعرض تقارير اقتصادية وشريطاً مستمراً عن الاسعار. كما يخصص مساحة للمعلومات العامة التي تنظم عمل الشركات وصناديق الاستثمار والسندات والاكتتابات. وكذلك يعالج أخبار سوق الإعلانات ومحافظ الاستثمار. وتظهر فيه صلات الكترونية لمواقع أخرى على شبكة"الويب"مثل وزارة المال السعودية ومؤسسة النقد العربي وهئية السوق المالية ووزارة التجارة والصناعة، إضافة الى مواقع أسواق المال الخليج العربي، وعدد من المواقع المتخصصة مثل البنك الدولي. وسط هذه الزحمة الاقتصادية، كان لا بد للمسة نسائية من ان تجد مكاناً لها وسط أسواق المال والاستثمارات الضخمة وإذا بصعود نجم"مذيعة المال"في التلفزيون من أمثال صبا عوده ونادين هاني اللتين تعملان في البرامج الاقتصادية على شاشة"العربية"الفضائية.