قام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض رئيس اللجان الشرعية لتقويم أئمة وخطباء المساجد في المملكة بزيارة لمحافظة الزلفي لعقد لقاء مع الخطباء والأئمة والمؤذنين بناء على توجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية للنهوض برسالة المسجد كما كانت عليه في صدر الإسلام، حيث التقى الدكتور السدلان بالخطباء والأئمة المؤذنين في محافظة الزلفي بحضور الشيخ عبدالعزيز بن داود الفايز مدير الأوقاف والمساجد والدعوة والارشاد في المحافظة وعدد كبير من أئمة وخطباء ومؤذني المساجد وبدأ الاجتماع بالقرآن الكريم ثم ألقى فضيلة الشيخ بكر بن عبدالله البكر إمام وخطيب جامع الزهرة في محافظة الزلفي كلمة الأئمة والخطباء في المحافظة تحدث فيها عن أهمية الاستفادة من العلماء وضرورة تفهم دور الإمام وتفعيل دور المسجد والسير على منهج السلف الصالح في كافة الأمور ومن ذلك التعامل مع ولاة الأمر والعلماء ثم كلمة مدير الأوقاف والمساجد الشيخ عبدالعزيز الفايز رحب فيها بضيف اللقاء الشيخ الدكتور صالح السدلان وبأصحاب الفضيلة من الأئمة والخطباء وحث الجميع على استشعار المسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم وفهم رسالة المسجد وإمامه ودوره في نشر العلم والدعوة إلى الله ومن ثم تحدث الشيخ الدكتور السدلان للحضور مسدياً لهم الكثير من التوجيهات وفتح المجال لطرح الأسئلة والمداخلة حيث تميز الحوار بالطرح الصريح والاقتراحات الهادفة للنهوض بهذه الرسالة العظيمة وقد نالت فكرة هذا الاجتماع استحسان الجميع لما فيها من النقاش العلمي والتشاور حيث أكد الحضور على ضرورة تكرار هذه الاجتماعات الهادفة لتحقيق الخير الكثير بإذن الله وفي مداخلة للشيخ سليمان بن عبدالله القشعمي المحاضر بجامعة الإمام وعضو اللجنة الشرعية المكلفة بتقويم أئمة وخطباء محافظة الزلفي مع الدكتور السدلان أثنى الشيخ القشعمي على جهود فرع الأوقاف والمساجد في محافظة الزلفي كما أثنى على خطباء وأئمة المساجد في المحافظة مشيراً إلى أن نسبة المتميزين منهم ومن تتوفر فيهم الشروط المطلوبة من الوزارة تصل إلى 95% وأن النسبة الباقية تم تنبيههم وتوجيههم شاكراً للشيخ الدكتور السدلان اشرافه على اللجان في كافة مناطق ومحافظات المملكة. وصرح ل«الجزيرة» الشيخ الدكتور السدلان في ختام زيارته محافظة الزلفي بأن هذه الزيارة أو الجولة على مناطق المملكة ومنها محافظة الزلفي العريقة المعروفة بتاريخها وبرجالها تأتي بتوجيه من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد للقاء الأئمة والخطباء والمؤذنين والاجتماع بهم ذلك ان الوزارة اتجهت إلى موضوع مهم جداً ألا وهو العناية بالمساجد من الناحية الشرعية والناحية الفنية وهذه الجولة هي توطئة للجان وفرق ستقوم بزيارة محافظة الزلفي وزيارة مساجدها والاستماع للخطيب وإلى خطبته وطريقة إلقائه وموضوع الخطبة. ينشدون في ذلك الكمال والرفع من مستوى الخطباء الذين يُلحظ عليهم جوانب تقصير علماً أن الخطباء والأئمة في المملكة وفي محافظة الزلفي خصوصاً متميزون فقد يصل العدد المرضي من الخطباء بل المتميز منهم إلى عدد كبير والمرضي يصل إلى نسبة 95% في محافظة الزلفي. هذا هو الهدف الرئيس للزيارة لتنبيه أئمة المساجد والخطباء للعناية والاهتمام وإيقاظ هممهم من خلال هذه الجولات بحيث يكونون على استعداد تام عند وصول الفرق وتلافي بعض جوانب النقص التي ربما كانت ملاحظة إما في المواظبة أو الانضباط أو أداء الصلاة أو قراءة القرآن وغير ذلك من الأمور، كما أن هذه الجولة تسعى لتحقيق هدف هام وهو الانسجام بين الأئمة والمؤذنين والخطباء مع المصلين وألا يوجد هناك أي خلافات مع قلتها ولله الحمد في المملكة وفي جميع مناطقها خصوصاً في المدن التي فيها الوعي ولله الحمد على درجة كبيرة وبالذات بالنسبة لوظيفة المؤذن والإمام والخطيب. وحول ما ترتب على زيارته لمحافظة الزلفي أوضح الشيخ السدلان أن هذا يرتكز على أمور أولها: اننا نعلم أن جميع الجهات الحكومية مدنية أو عسكرية عليها مراقبة ومتابعة وتفتيش ونظر خلا الأئمة والخطباء والمؤذنين وإن كان هناك شيء من هذا الجانب فهو ضعيف جداً إلا أنه الآن يراد العناية والاهتمام والرفع من مستوى الإمامة والخطابة والآذان ونعلم الدقة المتناهية بالنسبة لمواقيت الصلاة وملاحظتها بالنسبة للمؤذن والإمام وأن يحضر في الوقت المحدد وألا يكون هناك أي تعطيل للمأمومين فالناس في هذا الزمان كثرت مشاغلهم وأسفارهم وتحركاتهم لذا فهم لا يريدون التأخير ولا يكون الإمام ممن يقدم الصلاة أو يؤخرها متى شاء فالمطلوب الانضباط في الوقت والمواظبة على المسجد وعدم اهماله وأن يكون هناك نائب لكل إمام أو مؤذن في حال تخلف أي منهما وكذلك الخطيب يكون له نائب كفء قادر على القاء الخطبة وإعدادها في حال الإذن له من الوزارة بالسفر أو الاجازة. ثانياً: اننا نعلم أن الصلاة هي أعظم عبادة أمرنا الله بها جل وعلا بعد التوحيد فيجب العناية بالصلاة والاهتمام بها واعطاؤها حقها من الاهتمام وابراز أهميتها، والمؤذن والإمام والخطيبب هم قادة الأمة في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام والقيام بها وأدائها على الوجه المطلوب. ثالثاً: اننا نعلم أن رسالة المسجد رسالة عظيمة تتوارثها الأجيال خلفاً بعد سلف في بيان أهمية المسجد ورسالته ودوره وأن المسجد والمدرسة والبيت تحمل مهمة واحدة ألا وهي تربية الأمة على المنهج السليم وعلى محبة الخير والبر والتقوى والتعاون والتراحم والسمع والطاعة لولاة الأمر وعلى احترام العلماء وبّر الوالدين والاحسان إليهم وصلة الأرحام وكذلك التعاون بين أفراد الأمة كل هذه الأمور قضية يُعنى بها المسجد والبيت والمدرسة على حد سواء فحمل هذه المسؤولية واشعار المواطنين والمقيمين بأهمية المواظبة على المسجد والاتصال به وأن يكون المسجد مع هذه الجهات قائماً بدوره وواجبه ومدركاً مسؤوليته العظيمة التي فيها التربية والتوجيه والتعليم وارشاد الأمة. وفي ختام تصريحه أكد الشيخ الدكتور السدلان أن لقاءه مع خطباء وأئمة ومؤذني محافظة الزلفي كان مثمراً وناجحاً وأنه تم الترتيب له بشكل منظم وفي وقت محدد تم خلاله إلقاء بعض الكلمات وأتيحت للحضور الفرصة للأسئلة والمداخلات، وأن الانطباع الجيد يلاحظ على الحضور الذين كان عددهم كبيراً فاق توقعات المنظمين لهذا اللقاء الذي كان ودياً ولقاء محبة واخاء وتعاون بعيداً عن التحفظ حيث أبدى كل ما لديه ووضعت عدة اقتراحات وآراء وأشار إلى زيارته لمقر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاجتماع برئيس الهيئة الشيخ عبدالله السلمان ورؤساء المراكز والأعضاء مؤكداً أنه لمس من الجميع تعاونهم فيما بينهم وحرصهم على نشر الدعوة إلى الله وأنه تم طرح عدد من القضايا مع بعض التوجيهات والارشادات داعياً المولى جل شأنه أن يوفق الجميع.