عاداتنا وتقاليدنا.. جزء من ماضينا وحاضرنا الذي مازلنا نتمسك به ونعتز به ايضاً.. ولايمكن بأي حال.. الفكاك منه او التخلي عنه او التمرد عليه.. وأشنع من ذلك.. السخرية منه. ** في الولائم «العزايم» لم ولن نتخلى عن الذبيحة «المفطح» حتى لو حاول البعض استبدال ذلك بالمشاوي او البوفيه او بأي صنف آخر.. فالمفطح مازال سيد الوليمة.. واذا لم «يُسدح» المفطح.. صارت «العزيمة» ناقصة حتى لو انها كلفت مائة الف ريال. ** كل المطاعم.. وكل المطابخ.. تعرف ماهو المفطح وماذا يعني وكيف يطبخ.. وكيف يوضع.. والمطبخ والمطعم الذي لايعرف ذلك.. لايُعد مطعماً ولا مطبخاً. ** والمفطح.. له وضعية معينة على الصحن او البادية.. ولو غيرت هذه الوضعية.. لفقد مكانته وبريقه.. ولما صار مفطحاً.. ولما صارت ذبيحة.. حتى لو كان على الصينية ثلاث ذبائح بالكامل. ** الناس في السابق.. وبعضهم الى الآن.. لايضع على الصحن الا المفطح فقط.. ويوضع رأس الذبيحة تحت صدر الذبيحة فقط.. وباقي الذبيحة يُستبعد عن صحن المفطح ولكن.. يبدو لي انه دخل شيء من التعديلات الطفيفة وغير الطفيفة.. فدخلت الكبدة في اللعبة.. وصارت تقطع على قطع صغيرة ثم تُنثر في الصحن.. ثم لحقتها الكرشة.. فصارت هي الاخرى تُقطع قطعاً صغيرة ثم تطبخ ثم تنثر على الصحن، ثم لحقها المصران.. نعم.. المصران.. حيث «تُربَّط» ثم تقطع ثم توزع بطريقة جديدة.. ولك ان تتخيل مفطحاً ومصراناً وكرشة؟! ** ومن المعلوم.. ان المصران والكرشة مهما حاولت تغسيلهما وتنظيفهما حتى لو «بالبستم» تبقى رائحتهما تفوح.. وهكذا اذا جلست على الصحن.. فاحت رائحة الكرشة ورائحة المصران.. او على الاقل.. أضافت على رائحة المفطح.. رائحة اخرى فتداخلت الرائحتان.. تشم رائحة ثالثة. ** ثم دخل على المفطح ايضاً.. قطع الطماطم وقطع الليمون وقطع الفلفل.. والزبيب المحموس ومتبلات وتوابل اخرى.. ثم البيض الذي يوضع في أكثر من موقع.. غير انني لم اشاهد في حياتي.. ان رجلاً أكل بيضة من فوق مفطح.. ومع ذلك.. مازال البيض يُنثر بالاطباق فوق المفاطيح.. دون ان يأخذ احدهم بيضة او حتى.. حبَّة زبيب!! ** ثم أخذ البعض يحشو الذبيحة من الداخل بمكرونة.. فمتى بدأ البعض في تقطيع الذبيحة.. انتثر على الصحن «مصارين» المكرونة المحشية.. وصار نصف المفطح.. مكرونة. ** لقد صار المفطح.. له ألف تسمية.. فهذا كوزي.. وهذا غوزي.. وهذا محشي.. وهذا مشوي.. وهذا مندي.. وهذا أصفر.. وهذا أبيض. ** تخيل ذبيحة فوق الصحن لونها صفراء فاقع.. صبغت بالالوان الصفراء.. ومع ذلك.. هناك من يطلب ان تكون ذبيحته صفراء والرز اصفر..!! ** نحن كل مانخشاه.. هو ان تتحول الامور الى «هامبرجر».. حيث يتم تقطيع الذبيحة الى شرائح هامبورجر.. او تحول الذبيحة الى «ساندويتشات شاورما» وبالذات في الليل.. فيعطى كل ضيف.. اثنين ساندويتش «يعرفها» ثم يخرج. ** إن التطوير والتحديث والتغيير و«التنوير» شمل كل شيء.. حتى الكرشة والمصران.. دخلها التطوير والتجديد حتى لانتهم اننا متخلفون لم نطور حتى اسلوب اكل وطبخ الكرشة والمصران.. ** وفي احدى البوفيهات المطورة في حي راقٍ.. وجدته قد كتب - ساندويتش كبده - ساندويتش كلاوي - سندويتش بيض - ولاغبار على ذلك لكن المشكلة.. ان هناك ساندويتش «مخ» وساندويتش كرشة.. وساندويتش مصران.. وساندويتش فول.. و«مرقة كراعين؟!!». ** الكرشة والمصران.. دخلها التطوير والتجديد والتحديث.. على ايدي أمهر الطباخين.. ولم نعد بعد ذلك متخلفين.. اذ قدرنا على التعامل مع الكرشة والمصران والكراعين!! ** وماذا ننتظر من جيل يأكل بيسراه.. ويمشي في الاسواق «بالشورت؟!» وعلى صدره.. صورة «قَطُو».