تحقيق / سليمان بن صالح العجلان - تصوير/ سيد خالد تعد الأرياف الغربية لمدينة بريدة التي يصل عددها إلى 18 مركزاً وبلداً تشمل «البصر، المويه، العاقول، الغماس، المليداء، المنسي، النخلات، خب روضان وخراس الدعيسة، العريمضي، خب البريدي، خب الثنيان، المريدسية، الحمر، حويلان، اللسيب، القصيعة..» ويسكنها ما يزيد على خمسين ألف نسمة تعد بحق بلادا جميلة لاشتهارها بالزراعة في الدرجة الأولى نظراً لجودة تربتها وغزارة مائها حيث أطيب أنواع التمور فيها وكذلك جميع الخضراوات، وهذه المنتجات لا تقتصر على تغذية مدن القصيم كمنطقة، بل معظم مدن ومناطق المملكة فهي (السلة الغذائية) لتلك المناطق، كما أن الموقع الاستراتيجي لها حيث تتوسط منطقة القصيم وقربها من مطار القصيم ومدينة بريدة ومحافظتي عنيزة والبكيرية زاد من أهميتها فهي حلقة وصل للشبكة الجغرافية السابقة. ولكن هذه الأهمية والمكانة لم تشفع لها بكمال خدماتها. «الجزيرة» زارت تلك المراكز والتقت الأهالي الذين كان لهم العديد من المطالب نلخصها في التالي: زراعة الورقيات في أرياف بريدة الأرياف الغربية سلة غذاء تنقصها الخدمات السكان يطالبون بمركز للدفاع المدني ومخفر للشرطة وحماية للمنتجات الزراعية لقد استبشر أهالي الأرياف الغربية لمدينة بريدة خيراً بطريق الملك فهد الواصل بين مطار القصيم الإقليمي ومدينة بريدة ماراً بتلك الأرياف أن يكون بمنزلة المنقذ من معاناة دامت طويلاً عبر الطريق القديم (طريق الجنوب) حيث الازدحام المروري الذي لا يمكن وصفه وخصوصا في فترتي الصباح والمساء لأنه الطريق الوحيد لبريدة من الجهة الغربية وكذلك القادم من المدينةالمنورة ومحافظتي الرس والبكيرية وعنيزة قاصدا بريدة وأيضاً القادم من المطار ومن المعهد الملكي للقوات البرية ومحطة أرامكو السعودية. وبعد أن شق طريق الملك فهد من المطار نحو بريدة استبشر الجميع خيراً وخصوصاً ساكني الأرياف الغربية من مزارعين وغيرهم لفك الاختناق وحل هذه المشكلة حيث قتلت الفرحة بذلك جراء توقف العمل في الطريق وعدم اكماله في مواقع الجسور والكباري حينما يمر بالمراكز والبلدات، بل شكل ذلك خطراً على مرتادي الطريق. وظلت إدارة النقل والطرق بالقصيم صامتة حيال ذلك ولم تبدي أي توضيح، فمع العرقلة التي يسببها الطريق بوضعه الراهن هناك الخطر المحدق من وضعيته بصورته الحالية. التصنيع الغذائي مواسم الإنتاج بكميات كبيرة لبعض الخضراوات كالطماطم والباميا مثلاً حيث غزارة في الانتاج يقابلها (أمر طبيعي) وهو هبوط حاد للأسعار، فقد بلغ سعر حاوية الطماطم (سطل) فئة 7 كيلوجرامات 3 ريالات وهي قيمة قليلة جداً ولا تتناسب تكاليف الانتاج كالكهرباء والمحروقات البترولية ومواد التسميد والمبيدات الحشرية وكذلك العمالة، لذا يرى المزارعون ضرورة وجود مصانع التعليب والتصنيع الغذائي لهذه المنتجات (كمصنع معجون الطماطم مثلاً) وبالتالي الخروج من هذا المأزق بدلاً من بيعه بأسعار زهيدة فضلاً عن فرصة التصدير في هذه الحالة. الحاجة لمركز الدفاع المدني باتت حاجة الأرياف ماسة لمركز للدفاع المدني حيث بلغت أكثر من 18 مركزاً ويسكنها أكثر من خمسين ألف نسمة وطالب عدد من المزارعين إدارة الدفاع المدني بتحقيق رغبتهم نظراً لأهمية ذلك فقابلية المزارع للحرائق وبالذات النخيل عالية جداً وجهود إدارة الدفاع المدني ببريدة كبيرة ولا يمكن اغفالها ولكن بُعد المسافة والوقت الذي تستغرقه فرقة الدفاع المدني للوصول لموقع الحدث كبير جداً مما يعرض الممتلكات والأرواح للخسائر في حال الحرائق لا قدر الله لتأجج الحريق في ثوان ودقائق معدودة. كما أن العدد الكبير لمحطات الوقود وكذلك المحلات التجارية والمستودعات والممتلكات العامة والخاصة تتطلب ذلك. التثقيف والإرشاد الزراعي التثقيف والإرشاد الزراعي علم حديث وهو لا يقل أهمية عن التثقيف الصحي للبشر لترابط الحياة بين المجالين ومسؤولية ذلك تقع على مديرية الزراعة بالقصيم - فرع بريدة - والتي بلا شك أنها الجهة المرتبطة بالزراعة والمزارعين ولكن يظل هذا الأمر دون المأمول حيث لا دورات للمزارعين ولا نشرات تثقيفية لهم، بل لا يوجد زيارات ميدانية لمزارعهم من أجل إرشادهم في أمر ما أو حيال مشكلة زراعية ما وتظل هذه الثقافة اجتهادات فردية لبعض المزارعين وقد تكون خاطئة ويدفع ضريبة ذلك المزارع نفسه، فعلى سبيل المثال حدث في العام قبل الماضي خلال فترة جني محصول التمور أن انتشر مرض «الغبير» في ثمر النخيل فهب الجميع لشراء الدواء الحشري من المؤسسات والشركات التجارية دون أي وصفة رسمية وجاءت النتائج عكسية حيث توفر في السوق مبيد يفتقد للمواصفات الجيدة ولا يفي بالغرض، بل غير صالح للاستعمال البشري ولو بعد حين وأعطى الثمار طعماً مغايراً وهو الطعم شديد المرارة فضاع محصول سنة كاملة نتيجة الخطأ، فلا رقابة على تلك الأسواق (الشركات الموردة) ولا ارشاد أو توجيه. البنوك وشركات الاستثمار ونظراً للحركة التجارية والتسويقية في الأرياف الغربية وكذلك موقعها حيث تعتبر نقطة التقاء بين أكثر من محافظة بالمنطقة وكذلك المغادر والقادم من مطار القصيم ولما تمتاز به هذه الأرياف من جودة في الانتاج والمعروض يفضل البعض شراء ما يلزم من المنتجات الزراعية من تلك الأرياف بعيداً عن الأسواق المركزية ويقابل ذلك حاجة ماسة لفرع لإحدى شركات الصرافة أو زرع (آلات الصرف الآلي) في تلك المواقع لما فيها من كثافة سكانية كبيرة أنشأت مشكلة عدم توفر السيولة النقدية في تلك المواقع مع أن حركة البيع والشراء مستمرة في أوجها ولتعذر وجود (آلة صرف آلي) فقد يحتاج المتسوق لمبلغ ما إلى أن يتجه إلى أقرب صراف آلي وهو في مطار القصيم أو الاتجاه لأقرب بنك في بريدة وهو فرع شركة الراجحي في حي الموطأ ببريدة ورغم ما يبذله هذا الفرع من خدمة للمزارعين كبيرة لا يمكن تجاهلها إلا أن المشكلة تظل مؤرقة ويأمل الجميع وضع جهاز الصرف الآلي بطريق الملك فهد مقابلاً لمركز البصر لوجود كافة المقومات الأمنية والاقتصادية هناك.. فهل يقدم أحد البنوك هذه الخدمة لهم لأنهم ينتظرون ذلك؟ مخفر للشرطة إن الكثافة السكانية للأرياف الغربية كثيرة فهناك أربعون مدرسة للبنين ومثلها للبنات وكذلك 47 محطة وقود وأكثر من 85 محلاً تجارياً وكذلك وجود بعض المصانع الكبيرة كمصنع المياه المعدنية ومصنع تمور القصيم وعدد كبير من المستودعات الخاصة، إلا أن دورية أمن واحدة فقط تغطي هذه المواقع والمنشآت الحكومية والخاصة، ومن هنا تبقى الحاجة ماسة جداً لفتح مخفر للشرطة وإن كان طريق الملك فهد هذا المعلم الكبير والحيوي هو الأنسب لإقامة المخفر على أحد جنباته. نقاط: - مجمع الخدمات البلدية والقروية بالبصر يشرف على هذه المراكز ويقدم خدماته الكبيرة في فتح الطرق وتمهيدها وكذلك الإنارة والأرصفة والتشجير والتجميل والنظافة وخدمات أخرى. - تبين من أهالي تلك الأرياف أن المشكلة الكبرى التي تواجههم هي عدم اكتمال طريق الملك فهد في مواقع الكباري والأنفاق. - مركز الهلال الأحمر السعودي من الضروري إقامته بعد مركز الشرطة والدفاع المدني.