مع دخول فصل الصيف وتمتع الكثير منا باجازاتهم السنوية المرتبطة باجازات الطلاب والطالبات، ينبعث شعور في النفس يتجدد كل عام، يبحث وينظر في كيفية الاستفادة من الاجازات في حياتنا المعاصرة، وماهي السبل المثلى لقضاء الاجازة بما يعود على النفس بالفائدة والمتعة والترويح، ولعلنا نتساءل ونبحث: * كيف يمكن ان تخطط الاسرة لاستثمار الاجازة؟ - بتعويد الأسرة نفسها مبدأ الشورى بين أفرادها، وعمل برامج مناسبة من سفر أو زيارات أو تغيير روتين الحياة اليومية، وبممارسة الاعمال الخدمية والتطوعية في المجتمع، والقراءة والاطلاع داخل المنزل، وبتوفيق الاجازات من الاعمال لكافة افراد الاسرة، وتأمين السيولة المادية المناسبة لقضاء الاجازة. * العجز عن السفر والاصطياف هل يحرم الأبناء متعة الإجازة؟ - بالعكس.. بل ان هذا دافع وعامل تحد أمام الأسرة، لتحفيزها على ايجاد البرامج، والافكار المناسبة لابنائها لقضاء الاجازة، ثم ان هناك اشكالية في مفهومنا للاجازة للأسف توارث وتأصل، الا وهو ارتباط الاجازة بحتمية السفر، وهذه الاشكالية بحاجة الى توعية والعلاج الجذري وتصحيح المفاهيم. * هل لدينا ثقافة سياحية تؤهلنا لدعم السياحة الداخلية؟ - للأسف الشديد ان مفهوم الثقافة السياحية لدى الكثير منا يشوبه الكثير من المفاهيم المغلوطة، فاذا استطعنا تعريف معنى السياحة وتجاوزنا مرحلة السياحة المشبوهة وثقافتها المعوجة، المعتمدة على اشباع الغرائز، والاستهلاك المحموم من ترفيه وتسوق شره غير مبرر، استطعنا دعم السياحة الداخلية. * لماذا يعد بعضهم موسم الصيف فرصة لجني الأرباح فحسب؟ - الكثير منا لا يعرف السفر او زيارة المنتجعات ومدن الترفيه والفنادق والمطاعم الا في المواسم، ويتجاهل هذه الاماكن في بقية العالم، وبنى السياحة التحتية هي بنى استثمارية، وليست خدمية او تطوعية او ترفيهية بالمجان، ورأس المال جبان ويحتاج الى دورة اقتصادية كاملة، حتى يعود بالارباح ويتطور وينمو، وبالتالي يحقق نمواً في بنى السياحة التحتية والخدمية. فعندما تتغير الثقافة السياحية في المجتمع، ويتم الاستفادة من المنشآت السياحية على مدار العام، فالمنافسة والعرض والطلب ستكون عوامل مساعدة في خفض التكاليف والمصاريف. * إمكاناتنا السياحية، هل تلبي طموح المصطافين جميعهم؟ - في الوقت الراهن لا يمكن لأي انسان كان من يكون ان يقلل من البنى التحتية السياحية التي ان وجدت خلال المرحلة الماضية، ولكن المشكلة تعتمد في اشكالية مفهوم السياحة الفردية في مجتمعنا والبعد عن السياحة الجماعية، فكل اسرة او عائلة ترغب في التوحد في البرامج، وعدم الاشتراك في برامج المجموعات السياحية، وهذا عامل يضاعف مصاريف وتكاليف السياحة المنفردة، ويقلل من استمتاع كافة شرائح وافراد الاسرة الواحدة من البرامج المتاحة، والتي تعتمد في اثارتها ومتعتها على المشاركة الجماعية فيها. * ما مدى قدرة السياحة الداخلية على المنافسة؟ - تستطيع السياحة الداخلية المنافسة اذا اهتمت بعدد من الامور منها: توفير السكن المناسب والملائم ومدن الترفيه والمنتجعات والمطاعم والمواصلات والمستشفيات والمراكز الطبية الجيدة والبرامج المشوقة والجاذبة لجميع افراد الاسرة دون استثناء وقيام المناطق المختلفة بعمل برامج سياحية على مدار العام تتناسب مع اجواء كل منطقة مع توفير متاحف ومطارات مناسبة مع اسعار ملائمة للجميع وتتناسب مع كل فئة في المجتمع مع ابداء المعاملة الكريمة للسائحين وقيام الادارات الحكومية ذات الصلة في المناطق بتسهيل امور السائحين المختلفة مع الاخذ بعين الاعتبار اهمية متابعة الطرق البرية الموصلة لتلك المناطق واهمية تحسينها وتوفير الخدمات بها مع الخدمات الامنية، اضافة الى دعم هذه البنى التحتية باقتراح أعرضه بين يدي الهيئة العليا للسياحة بالرفع الى المقام السامي بطلب إنشاء «صندوق وطني لدعم السياحة الداخلية» وفرض رسوم مغادرة لكل فرد يرغب التوجه لخارج المملكة ممن يحمل الجنسية السعودية بغرض السياحة مقداره «100» ريال لمن بلغ «18» عاماً ومبلغ مقداره «50» ريالاً لمن هو اقل من «18» عاماً مع طلب اجراء فحص طبي قبل المغادرة والطلب الحصول على كشف فحص طبي عند العودة الى المملكة وتكون هذه الرسوم بمثابة دعم لبرامج ومناشط الهيئة العليا للسياحة ولتكون عاملاً محفزاً للسياحة الداخلية ومقللاً للسياحة الخارجية. * الهيئة العليا للسياحة إلى أي حد أسهمت في تأسيس صناعة سياحة داخلية؟ - بالتأكيد الهيئة لا زالت فتية ووليدة، وقد قامت في الفترة القليلة الماضية بعمل جهود جبارة ومسوح ميدانية لكافة المناطق المهيأة للسياحة، وعمدت الى توقيع اتفاقيات مع بعض مناطق المملكة واماراتها، ولاشك ننتظر منها المزيد خلال الفترة المقبلة، ولا ننسى اننا نتعامل مع صناعة تحتاج الى سنين وأبحاث ودراسات لفهم سلوك واحتياجات المجتمع، مع عدم الإخلال بالقيم الروحية والتقاليد والاعراف الاجتماعية والمستقبل القريب مبشر بالخير، وسؤال للجميع كيف كانت مدننا السياحية قبل «15» عاماً وكيف هي اليوم، فصبراً صبراً والسياحة الداخلية تكون لها الكلمة الفاصلة بقليل من الكلام وكثير من العمل والإبداع. وبالله التوفيق.. * هاتف 4622213 - ص.ب 89308 الرمز البريدي 11682 [email protected]