تشهد ليبيريا مأساة انسانية بشعة، حيث سقط خلال معارك اليومين الماضيين حوالي 700 قتيل والعدد مرشح للزيادة مع اصرار الأطراف المقاتلة على الاستمرار في الحرب، فالمتمردون يرون انه لابد من حسم وشيك للقتال، مؤكدين ان قواتهم لن تنسحب هذه المرة من العاصمة التي دخلتها مطلع الأسبوع الجاري، بينما تتخذ القوات الحكومية موقفا مماثلا. وأعلن وزير الدفاع الليبيري دانيال شيا أمس الثلاثاء سقوط بين 600 و700 قتيل في العاصمة منروفيا في المعارك التي دارت في الأيام القليلة الماضية بين المتمردين والقوات الحكومية. وقال موظفو اغاثة في العاصمة الليبيرية انهم أحصوا حوالي 100 مدني قتلتهم قذائف المورتر التي أمطرت أجزاء عديدة من المدينة الساحلية بينما كان المتمردون يقاتلون للسيطرة على جسرين رئيسيين. ومن جانبه أكد زعيم المتمردين الليبيريين سيكو دامات كوني لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي مساء الاثنين ان لا خيار متوافرا لحركته غير «السيطرة التامة» على مونروفيا. وقال كوني زعيم «ليبيريون موحدون من أجل المصالحة والديموقراطية»، أبرزحركات المعارضة، ان «ما يتعين علينا القيام به هو السيطرة التامة على مونروفيا، ومن الضروري ألا يستغرق ذلك وقتا طويلا لأن كثيرا من الناس يعانون». وأضاف «كل ساعتين، يطلعني رئيس هيئة الأركان على الوضع الميداني، ونحن في المدينة الآن، وهذه المرة لن ننسحب»، ولم يحدد بدقة المناطق التي يسيطر عليها رجاله في مونروفيا. وردا على سؤال عن مشاريعه السياسية اذا ما انتصرت قواته في مونروفيا، أكد كوني ان «الحكومة الانتقالية ستأتي الى أكرا (للمشاركة في المفاوضات بين الأطراف الليبيرية)، وسنأخذ في الاعتبار المناقشات والقرارات» التي سيتخذها المندوبون المجتمعون منذ الرابع من حزيران/يونيو في العاصمة الغينية تحت اشراف المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الغربية. وأضاف زعيم المتمردين انه سيتوجه شخصيا الى أكرا «في اليوم الأخير من المفاوضات» الذي لم يتحدد موعده بعد. هذا وقد ألقت الولاياتالمتحدة على دول غرب افريقيا العبء الرئيسي للتحرك في ليبيريا بينما طلب دبلوماسيون أمريكيون من المتمردين الليبيريين الكف عما سمته واشنطن قصفا عشوائيا للعاصمة مونروفيا. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية انه حان الوقت لتدخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. وتريد واشنطن ان تقوم المجموعة بدور رئيسي في جهود حفظ السلام في ليبيريا. وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش للصحفيين في مزرعته في كانساس «اننا نعمل مع المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا لتحديد متى يكونون مستعدين لادخال قوات لحفظ السلام التي قلت اننا سنكون مستعدين لمساعدتها في دخول ليبيريا». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون ماكليلان ان بوش ليس لديه جدول زمني لاتخاذ قرار.. هل نرسل قوات حفظ سلام امريكية الى هذا البلد. وأضاف انه هناك حاجة الى لتفهم تام للوضع في ليبيريا. وقال فيليب ريكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان دبلوماسيين كانوا على اتصال بثوار منظمة ليبيريين من أجل المصالحة والديمقراطية في الدول المجاورة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في افادة صحفية «شهدنا هذا القصف العشوائي الطائش الذي نفذته مجموعة ليبيريين من أجل المصالحة والديمقراطية، هناك هدنة يتعين تعزيزها اليوم».