لم أكن أتصور ان المسؤول يرتبط بكل قطاعات مسؤوليته ارتباطاً فعالاً ينم عن احساس الرجل المتكامل ذي الكفاءة العالية والفعل الجيد والعطاء المثمر حتى سمعت بملء اذني ورأيت بأم عيني لكن عدمية التصور تأخذ بعدا اكثر حينما يقوم ذلك المسؤول بجولات ميدانية سرية وجهرية تكون قريبة من مكان عمله أو بعيدة عنه يقصد منها الإشراف المباشر لكل ما يقع تحت طائلة مسؤوليته وهي زيارات قد يظن البعض انها خارج نطاق المسؤولية أو لا تقع في ثانوياتها في الوقت الذي يؤكد ذلك المسؤول انها مرآة تكشف له الحقيقة وتبين الواقع وترصد الأخطاء وتدعو إلى العمل المخلص الجاد وتحسس المسؤول انه قام بواجبه أمام الله وأمام ولي الأمر الذي أعطاه ثقته وأمام المواطن الذي تعود من دولته كل خير إلى جانب كونها تشهد له ببراءة الذمة ونقاوة الضمير واخلاص العمل في السر والعلن، وتزداد عدمية التصور حينما يجادل ذلك المسؤول في كل زياراته مجادلة الرجل الواعي الفاهم الذي وضع الأساس من بدايته وأشاد البناء من أصله وتعمق في ادراك متطلبات ذلك البناء وكل محتاجاته أقول ذلك من منبر المواطن المحب لوطنه البعيد كل البعد عن اطار المسؤوليات الرسمية وجوها المشحون بالروتين والرتابة.لقد دفعني إلى الحديث تلك الزيارات المتلاحقة لمعالي وزير الصحة الدكتور حمد عبدالله المانع الذي ما ان اختاره ولي الأمر حفظه الله وأعطاه ثقته وحمَّله أمانة القيام بمهام وزارة الصحة حتى عقد العزم على تأدية الأمانة ووضع في نيته النصح للأمة وبادر بتلك الزيارات كي يكون على معرفة تامة للقيام بمهامه على أكمل وجه وفق ما تمليه عليه استطلاعاته وتطلعاته ومرئياته، وهذا يؤكد على ان ولي الأمر وفق كعادته في اختيار الرجال المناسبين للنهوض بطموحاته وتحقيق أهدافه فله منا خالص الشكر وصادق الدعاء بأن يحفظه الله ويسبغ عليه نعمه ويحفظ ولي عهده والنائب الثاني وكل الرجال المخلصين في الدولة.لقد كان لي شرف الالتقاء بمعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع في مدينة بريدة مع جمع غفير من أهالي المدينة أثناء زيارته لمنطقة القصيم وكان لنا كثير من المطالب فوجدنا معاليه أكرم من مطالبنا وكان لنا إليه حاجات كثيرة فوجدناه يحس بنا وبحاجاتنا أكثر من أنفسنا كان يستمع إلينا بتمعن وكان يحدثنا بكل ثقة وتمكن لقد اسمعنا كلاما يلفه دفء الصدق والاخلاص حينا ويلطفه هواء الحب والوفاء حينا آخر فجاء حديثه سلساً مقبولاً يدخل النفس كصاحبه.لقد أعطى الكثير ووعد بالخير الوفير وكان في ذلك ينفذ رغبات ولي أمرنا جميعا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي لا تنقطع وصاياه لكبار المسؤولين ومن يعمل معهم في أجهزة الدولة المختلفة فجزاه الله خيراً، لقد لمسنا من معالي الوزير المانع حرص ولاة أمرنا علينا وسعيهم الجاد لراحتنا ورغبتهم التامة في قضاء كل حوائجنا إذ كان معاليه خير مثال للمسؤول المخلص الذي ينفذ رغبة ولي الأمر بكل أمانة واتقان، وبعد يقيني وأهل منطقة القصيم كلهم من ذلك بقي ان أقول لمعالي الوزير حديثا من القلب إلى القلب فالآمال في معاليه كبيرة والطموحات مغرية وكثيرة خاصة بعد ان رأيناه بيننا وعرفنا تواضعه وسطنا وادركنا حسن خلقه معنا وصدق منطقه لنا وتيقنا من انه رأى بنفسه كبر المنطقة وضخامتها وكثافة سكانها واطلع على نواقصها وتلمس كل حاجاتها. بقي ان أقول لمعاليه في النفس حاجات وفيك فطانة. وفقك الله يا معالي الوزير وأعانك على القيام بما يرضي الله أولاً ويرضي ولي الأمر ثانياً ويقضي حاجة المواطن ويغنيه فيما توفره له الدولة أيدها الله وحفظ الله لنا أميرنا الغالي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز فسموه الكريم وراء كل الايجابيات في المنطقة ووراء كل الاصلاحات فيها فكم نحن سعداء بهذا الأمير المخلص وبنائبه الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز وفقهم الله ورعاهم .. والله من وراء القصد والسلام.