في يوم الاثنين 30/4 تحدث الكاتب جاسر الجاسر في عموده اليومي بمقال تحت عنوان «الصحاف تكلم كثيرا» وفكرة المقال عبارة عن رؤية خرج بها ورآها الكاتب وقد لا نوافقه عليها وهي أن الصحاف «ضُلِّل» وأنه ناقل كذب وليس بكاذب حسب تعبير الكاتب. ويبرِّئ الصحاف أيضاً من «أوساخ النظام».. هذا رأي الكاتب في شخصية الرجل الصحاف ونحن نحترم رأيه ولكن هناك عدة خطوط حمراء نخطها تحت هذه الشخصية «الصحاف» المتحدث الرسمي باسم النظام أو بالمعنى الأصح «الدجال» الرسمي باسم النظام وخاصة بعدما أطلق سراحه من قبل قوات الاحتلال وأصبح يعيش آمناً لا له ولا عليه في العراق وقبل ذلك عندما لم يظهر اسمه مع المطلوبين. ولا ننسى أن الرئيس الأمريكي بوش كان يتابع من غرفة نومه بحماس تضليلات ودجل الصحاف وكان من المعجبين به، كل هذه الأمور تجعلنا ننظر إلى هذه الشخصية المثيرة نظرة مريبة يلفها الغموض ويزداد الشك ويتضح شيء من الغموض عندما تسقط بغداد ويختفي حزب البعث و«الصحاف» مستمر بممارسة «الكذب». قوات الاحتلال الأمريكية تتجول داخل بغداد وفي ميدان «التحرير» وتسقط تمثال «صدام» والصحاف يثرثر من على منبره الإعلامي حتى قيل إن الصحاف ترك المكان خشية القصف وأمر من تحته بأن يقرأ البيان ويستمر في الكذب والثرثرة. الصحاف في هذه الحرب نجح وأتقن الدور وجاء به على ما يرام وقد كان «الانتقاء» لهذه الشخصية جيداً ومناسباً لأن الرجل يجيد «الكذب» ويتقن التمويه وقد صاحب هذا «التضليل» عاطفة قوية امتلأت بها ملامح «الصحاف» وترجمتها حركات جسمه ويديه وأيضاً الكلمات الحانقة التي تنزف حقداً على العدو وتولِّد كرهاً «للعدو» مثل «العلوج» و«الأوغاد»... إلخ. كل هذا ساعد الصحاف على أن يقنعنا ويمهد لقبول شخصيته «المريبة» ودخوله إلى أعماق نفوسنا بهذا الشكل وبهذا الحماس للنظام وبهذا الكره «للعلوج» و«الأوغاد» كان في تصورنا أن الصحاف أول المطاردين من قبل قوات الاحتلال وذلك لأنه أشهر عدائه للاحتلال وروّج عبر وسائل الإعلام كرهه وحقده للأمريكان. ولأنه ليس وزير إعلام يقرأ بيانات تكتب وتنسج له فقط وليس له أي علاقة بسياسة واجرم النظام، بل هو يمثل روح النظام ومن الذين تربوا ونشؤوا على أفكار الحزب وعلى الولاء والتضحية للنظام ويتضح ذلك من خلال سيرته وتنقلاته عبر مناصب النظام الأول مدير مؤسسة إعلامية تتكلم بلسان النظام ثم وزيراً للإعلام ثم في وقت الحصار الاقتصادي سنة «92» وزيراً للخارجية وبعد أن حصل بينه وبين عدي عداء عندما أخفق في القمة العربية المعقودة في القاهرة أعيد إلى وزارة الإعلام وقبل ذلك كان سفيراً.. هذه الرحلة «الولائية» للنظام وحزبه ألا تكون كفيلة بمحاكمته واستجوابه ووضعه على أول قائمة المطلوبين؟ ألا يملك «الصحاف» معلومات وأسراراً قيمة عن النظام.. ألا يعرف الصحاف مخابئ حزب البعث؟ تساؤلات طويلة لا نملك أمامها إلا أن نستمع بإنصات للشاعر العربي «طَرَفة» وهو يقول: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار مَنْ لم تزوِّد خالد عبدالعزيز الحمادا