محمد سعيد الصحاف هو ابرز وزراء صدام حسين قبل انهيار نظامه، ولد بالقرب من كربلاء وقضى شبابه هناك قبل ان يلتحق بالجامعة لدراسة الصحافة. عمل مدرساً للغة الانجليزية لسنوات قبل أن يصبح مدير للإذاعة فسفير في بورما فالسويد ثم مندوب للعراق في الاممالمتحدة.وفي عام 1992 عين وزير للخارجية وفي عام 2001م نقل وزير للإعلام ليبرز دوره خاصة في الايام الاخيرة قبل احتلال العراق وتسليمه لإيران. هذا الوزير اشغل العالم بإسلوبه الغريب وتمكنه من التضليل الاعلامي خلال سير الاحداث مما اقنع الكثير من عامة العرب وطمأنهم بأن العراق سيصمد وسيهزم الجيوش الاميركية على اسوار بغداد!. الصحاف يرتدي بذلة حزب البعث العسكرية لكنه رجل مدني بسيط ، مثقف ودبلوماسي، ينتمي للشيعة لكن لا يدين بدينهم كما يبدو ، ما يهمنا هو انه خلال قصف اميركا لبغداد على مدار اليوم ما ان تنتهي غارة جوية الا وكان الصحاف متواجدا في نفس المكان يتحدث على الهواء بالصوت والصورة، كان الكثير يتابعه بأسى وحزن فهو يغرد خارج المكان والزمان إلا انه كان مقاتل عنيداً، ذو بلاغة عربية فصحى ، وما أن يفرغ من بيانه باللغة العربية حتى يتحدث بالإنجليزية بطلاقة مخاطبا الغرب وخاصة من سماهم بالعلوج وهذه المفردة جعلت الإعلام والمثقفين يفتشون في القواميس والمعاجم للبحث عن أي مدلول سياسي أو عسكري لها، وقد سئل لاحقا هل كلمة العلوج من عندك ام من عند رئيسك صدام؟ فقال بل هي لعمر بن الخطاب. وقد استخدم كذلك كلمات لاذعة أخرى ضد الامريكان كالمرتزقة والاوغاد!. ورغم انه مجرد وزير إعلام وليس عضو في القيادة القُطرية للبعث فقد كان يعمل تحت القصف ويدافع بشراسة عن قضية خاسرة لنظام متعنت (وقفت المملكة بكل ماتستطيع لمنع غزو العراق لكن اليمين المتطرف بامريكا قد حسم الامر). هذا الوزير الصحاف استطاع بمبالغته وبلاغته ان يجعل العالم يتجاهل ظهور صدام حسين وجنرالاته ويراقب ظهور وتصريحات وزير اعلامه… ربما للتندر! فرغم صموده وعناده فإنه كان يثير الشفقة لأن العراق حينها كان يسقط كل لحظة والدائرة تضيق نحو صدام والصحاف نفسه وعربة النقل المهترئة!، هذا تاريخ موثق، لكن ياترى هل يستطيع احد نعته بالرعديد الجبان المتواري؟ او بالوزير المتميلح؟ كلا.. بل كان مقاتل شرس انهكته اشعة الشمس والغبار بشوارع بغداد، حتى استطاع بمهنيته أن يُزيف الواقع ويضلل الكثير ببراعة اعلامية لصالح نظام مكابر أحمق كان سقوطه محتوم؟. فهل كان ذلك الصحاف وزير اعلام نهض بواجباته وأنجز دوره؟. لعل من الانصاف القول انه كان وزير اعلام ناجحا أدرك تأثير الاعلام على الخصم وعلى الراي العام. كان ذلك في العراق المبتلى دوماً بقيادات ظالمة ، لكن كيف بمن يدافع الآن عن الحق ويقاتل الارهابيين وخوارج العصر في كل مكان، هل قام المسؤول الإعلامي الأول لدينا بشيء مما قام به الصحاف صاحب العلوج؟. وهل يقبل الصحاف بالظهور مرة واحدة بإحدى قنواتنا التلفزيونية فيحدثنا من جازان او نجران او ظهران الجنوب في مؤتمر صحفي موجه للداخل والخارج؟!. لا يمكن ذلك ونتمنى له حسن الختام. في هذه الايام نشاهد بأم اعيننا وعقولنا عجائب وغرائب على مستوى الاعلام الوطني السعودي ونحن نعيش احداث وظروف خطيرة، وهذا يدعونا للتساؤل الى حد الريبة!. اخيرا كان هناك ثلاثة وزراء صفاتهم، الأول التحدي الأعمى والثاني الصمود العبثي والثالث السقوط المشهود، تلك الصفات قد تناسب مراحل ثلاث تمتد من جوزيف غوبلز وزير اعلام هتلر الى الصحاف وزير اعلام صدام حسين الى الوزير السنافي … فاختاروا من تلك الصفات واحدة تناسب كل من الوزراء الثلاثة، والتاريخ لن يرحم! …. يا أخي استحي بربك وأفعل أي شيء ،الناس تشعر بالغثيان.!. استغفر الله العظيم.