يبدو أن تقبل الإسرائيليين للهدنة الحالية بينهم وبين الفلسطينيين لن يكون امرا سهلا بالمرة خاصة بعد التظاهرات المتعددة التي يقوم بها عدد كبير من الإسرائيليين منذ اجتماع ارئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي مع نظيرة الفلسطينيي محمود عباس ابومازن اخيرا في القدس وكان آخرها التظاهرة التي قامت بها مجموعة من نشطاء وانصار حركة كهانا الفاشية، أمام مكتب رئيس الحكومة، في القدس والتي طالبت باعدام رئيس الحكومة الفلسطينية، أبو مازن. ورفع اعضاء الحركات المتطرفة لافتات كتبوا عليها «يجب اعدام ابو مازن وقتلة» في اول فرصة تسنح لذلك زاعمين أن التوراة والعقائد الدينية تبيح قتل أي عربي خاصة لو كان ينحدر من اصول شعب تسبب في قتل اليهود في أي وقت اضافة الى لافتات وصفت شارون بالخائن، وذلك على خلفية اجتماعه بأبو مازن. والغريب أن عددا من الوزراء والمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية رافقوا هؤلاء المتطرفين في المظاهرة مثل وزير السياحة بيني ايلون من حزب الاتحاد القومي والذي انتقد لقاء ابو مازن - شارون، واعتبر في حوار له مع اذاعة صوت إسرائيل أن أقرانة من الوزراء وبقية المسئولين يهينون انفسهم باجتماعهم مع ابو مازن او أي مسئول فلسطيني آخر ! اما زميل ايلون في كتلة الاتحاد القومي عضو الكنيست المتطرف ارييه الداد، فقد دعا من على منصة الكنيست الى اعتقال ابو مازن بادعاء نفيه للمحرقة التي اقامها النازيون لليهود في اشارة منه إلى رسالة الدكتوراه التي حصل عليها ابو مازن من الاتحاد السوفيتي في بداية الثمانينيات وانكر من خلالها حدوث المحرقة النازية بالصورة التي يروج لها اليهود . وكان الداد قد قدم شكوى بهذا الادعاء الى شرطة القدس، قبل نحو اسبوعين، مطالبا باعتقال ابو مازن لدى دخوله الى إسرائيل لوجود نص في القانون الإسرائيلي يؤكد على ضرورة اعتقال أي شخص ينكر المحرقة النازية او المآسي التي تعرض لها اليهود إبان حكم هتلر، على الجانب الآخر اعتبر رئيس جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية (الشاباك)، آفي ديختر، أن هناك ثلاثة عوامل مركزية يمكنها افشال الهدنة والاتفاق مع الفلسطينيين، وهي سورياوإيران وياسر عرفات! وقال رئيس الشاباك، في أول محاضرة علنية يتطرق خلالها الى القضايا السياسية والمخاطر التي تحيق بإسرائيل وما يوصف ب«الإرهاب الدولي»، ان «جهاز الشاباك الإسرائيلي دعم الاتفاقيات مع الفلسطينيين وتسليمهم المسؤوليات الأمنية في المناطق التي سيتم فيها اعادة الانتشار». وكان ديختر يتحدث في مؤتمر عقد في جامعة تل ابيب اخيرا احياء لذكرى الجنرال أهارون ياريف، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. واعتبر إيران أكبر دولة «إرهابية» في العالم، وزعم أنها متورطة بشكل مباشر في«الإرهاب» ضد إسرائيل. وقال: إنها تقف بشكل كامل وراء نشاطات حركة الجهاد الاسلامي، كما أن حماس، التي حاولت الحفاظ على استقلاليتها في السابق، عززت، مؤخراً، من اتصالاتها مع الإيرانيين ووسعت حجم المساعدات التي تتلقاها منهم. وأضاف: ان نقل الصلاحيات الأمنية في غزة، هذا الأسبوع، يعتبر اختبارا، لكن الاختبار الحقيقي سيحين بعد اسبوعين او ثلاثة، عندما يضطر الفلسطينيون الى تفكيك اسلحة التنظيمات «الإرهابية». ولن يتم نقل المسؤوليات الأمنية في الضفة الغربية إلى الفلسطينيين قبل أن يفهم العالم كله بأن الفلسطينيين يقومون بتفكيك الأسلحة بشكل حقيقي. وقال: إن إسرائيل تتوقع قيام دحلان بالعمل ضد قواعد «الإرهاب» خلال الأسابيع القريبة. لقد استغرقنا الكثير من الوقت لإقناع العالم بأن دحلان يمتلك القدرة على فرض النظام في المناطق ومنع العمليات. وبرأيه فإنه من الممكن تفكيك أسلحة حماس رغم أن 23 ألف عنصر من القوات الأمنية الفلسطينية يخضعون، اليوم، لسيادة ياسر عرفات، و17 الفا، فقط، يخضعون لسيادة دحلان. وأضاف: حماس لا تتمتع بأية فرصة مقابل فتح، وهي تعرف ذلك أفضل منا جميعا، ولذلك ليس هناك أي أمل باندلاع حرب اهلية فلسطينية. ان حماس تعتبر دملة لا يمكن للسلطة التعايش معها. من جهتة اعرب رئيس هيئة الاركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال موشيه يعلون عن اعتقاده بأن الانتفاضة الفلسطينة تقترب من نهايتها، معتبراً ان ذلك يعني بالنسبة لإسرائيل، تحقيق الانتصار. وبرأي يعلون فإن ابو مازن صادق في الخطوة التي يقودها لأنه فهم بأن «الإرهاب» يشكل ورقة خاسرة على حد تعبيره وأشار الى ان الجيش الإسرائيلي بدأ بتقليل عدد قواته المرابطة في المناطق الفلسطينية المحتلة، وتم إلغاء فعاليات العديد من كتائب الاحتياط. وأضاف إن إسرائيل تقوم بناء على الاتفاقيات الاخيرة بتزويد الفلسطينيين بمعلومات تتعلق بمنفذي العمليات، فيقوم الفلسطينيون بمنع خروج منفذي هذه العمليات. وبرأيه فان أجهزة الأمن الفلسطينية تعتبر «مطيعة»!! الى ذلك، قال وزير الدفاع ، شاؤول موفاز، في جلسة الحكومة الاخيرة ان الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، وان الجهاز الأمني يتعقب بحرص تطبيق الفلسطينيين لالتزاماتهم. وقال: إن قوات الأمن الإسرائيلية أحبطت عدة عمليات خلال الايام الأخيرة. من جانبه واستمرارا للحرب التي تشنها إسرائيل على عرب 48 زعم رئيس جهاز الأمن العام الشاباك الإسرائيلي، آفي ديختر انه تم منذ مطلع العام الجاري الكشف عن 16 خلية، نعتها ب«الإرهابية»، بين المواطنين العرب في الداخل. وكان ديختر يتحدث امام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، حيث قال انه لا يعتقد ان الحديث يجري عن ظاهرة منتشرة في الوسط العربي، وانما عن مجموعات يزعم انها خضعت لضغوطات التنظيمات التي يسميها «إرهابية». وحذر ديختر من احتمال قيام مجموعات يمينية متطرفة في الوسط اليهودي بتنفيذ عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين. وزعم ان عدد هؤلاء المتطرفين لا يتجاوز العشرات، لكنه اكد كونها جماعة تحمل الايديولوجية الكهانية. وابلغ ديختر اللجنة البرلمانية بأنه لم يتم، حتى اليوم، اعتقال بعض المتطرفين اليهود الذين نفذوا عمليات استهدفت الفلسطينيين.