اعلنت الشرطة الاسرائيلية مساء أمس ان عملية انتحارية في القدس الغربية، استهدفت باصآ، واسفرت عن سقوط سبعة قتلى وثلاثة عشر جريحاً. ومع ظهور بوادر تشير الى قرب تسليم اسرائيل الصلاحيات الأمنية في مدينتي اريحا وقلقيلية الى الفلسطينيين في اليومين المقبلين، وفي رام الله وطولكرم الاسبوع المقبل، برزت مؤشرات سلبية اميركية واسرائيلية بالنسبة الى عملية السلام، تمثلت في دعوة الرئيس جورج بوش السلطة الفلسطينية الى استعجال الجهود "لتفكيك وتدمير" التنظيمات المسلحة التي اعتبر انها تهدد خطة "خريطة الطريق". وذكر بوش في هذا السياق "حماس"، فيما قررت اسرائيل مصادرة آلاف الدونمات من اراضي الفلسطينيين في محيط القدس، مع مواصلة اجراءات تهويد قلب مدينة الخليل. وجاءت دعوة بوش الى "تدمير" الفصائل الفلسطينية المسلحة عشية اجتماع يعقده اليوم في غزة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن مع ممثلين عن "حماس" التي شاركت مع فصائل أخرى في اعلان هدنة لثلاثة اشهر ابتداءً من نهاية حزيران يونيو الماضي راجع ص 4 و 5. واستبقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اتفاقاً بدا انه بات وشيكاً في شأن الناشطين الفلسطينيين الذين تلاحقهم بالاغتيال او الاعتقال، بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف هؤلاء الذين تسميهم اسرائيل "مطلوبين" في مختلف المناطق الفلسطينية، بالتزامن مع تأكيد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، تسليم الصلاحيات الامنية في مدينتي أريحا وقلقيلية هذا الاسبوع، فيما سيتم الانسحاب من طولكرم ورام الله الاسبوع المقبل. وأشار الى ان الطلب الاسرائيلي بنقل "المطلوبين" الى سجن في اريحا "لم يعد وارداً" بعدما رفضه الفلسطينيون. ووضعت الهيئة العسكرية والامنية الاسرائيلية العليا برئاسة رئيس الوزراء ارييل شارون ومشاركة وزير دفاعه ورئيس اركان جيشه الجنرال موشيه يعالون ورئيس جهاز الاستخبارات الداخلية شاباك آفي ديختر، خلال اجتماع عقد صباح امس، "معايير الرقابة الفلسطينية على المطلوبين". وبدا ان حكومة شارون تدفع بكل قوة في اتجاه تفجير الأوضاع في الاراضي الفلسطينية، اذ اعلن وزير الامن الداخلي تساحي هنغبي مجدداً ان اليهود سيسمح لهم بدخول باحات الحرم القدسي الشريف. وتكثفت عمليات هدم المنازل في مدينة القدس ومحيطها، بعدما اصدر الجيش الاسرائيلي "أوامر بوضع اليد" على آلاف من الدونمات من اراضي الفلسطينيين هناك، الأمر الذي سيؤدي الى ضم حوالى 50 الف فلسطيني الى داخل الجانب "الاسرائيلي" من جدار الفصل الذي يحيط بمدينة القدس. الى ذلك رويترز، قال الرئيس بوش امس ان على السلطة الفلسطينية بمساعدة الولاياتالمتحدة، ان تستعجل تكثيف الجهود "لتفكيك وتدمير" الجماعات المتطرفة التي تهدد خطة سلام تدعمها واشنطن. ونفى تراجع الولاياتالمتحدة واسرائيل عن مسعاهما لتفكيك حركة "حماس" وغيرها من الجماعات، قائلاً: "لا اريد وضع الكلمات في فم الاسرائيليين. لكنني استطيع ان اؤكد انهم مهتمون بتفكيك المنظمات مثل حماس". وسئل هل ينبغي تمديد هدنة اعلنتها فصائل بينها "حماس" فأجاب: "الهدوء امر طيب. حقيقة ان الناس لا يموتون، أمر طيب. لكن الحل النهائي، وفي تقديري يمكن ان يحدث بسرعة، هو ان نجد الذين يعتقدون ان القتل هو افضل السبل لمعالجة المشكلات الصعبة جدا في الشرق الاوسط". واضاف في تصريحات ادلى بها في بلدته كروفورد في تكساس: "لا بد للسلطة الفلسطينية من ان تواصل العمل مع الولاياتالمتحدة وغيرها من المهتمين بتفكيك المنظمات الارهابية، وان تطلب المساعدة الضرورية كي يتسنى لها ان تذهب وتفعل ما ينبغي لها ان تفعله وهو تفكيك وتدمير المنظمات المهتمة بقتل اناس ابرياء من اجل منع عملية سلام من المضي قدما". الى ذلك، يلتقي أبو مازن صباح اليوم في مدينة غزة، ممثلين عن "حماس"، ويطلعهم على نتائج محادثاته مع عدد من القادة والوزراء العرب خلال جولته العربية الاخيرة. وسيبحث الطرفان في الوضع السياسي والاوضاع على الارض، خصوصا في ظل خرق اسرائيل المتكرر للهدنة المعلنة من اربعة فصائل فلسطينية مسلحة هي "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، و"فتح" و"الجبهة الديموقراطية".