في محاولة لدمج إسرائيل مع اقتصاديات الدول العربية قررت الإدارة الأمريكية السماح لإسرائيل بالمشاركة في إعادة إعمار العراق والتي تقدر بمليارات الدولارات. وتنظر إسرائيل إلى هذه المشاركة على أنها ستدخل تغييرًا على الأجواء السائدة في الشرق الأوسط وستعود بالنفع على اقتصاد السلطة الفلسطينية والأردن، وهذا ما أكدته بعض الصحف الإسرائيلية والتي أشارت إلى أن مصادر رسمية في وزارة الدفاع الأمريكية أبلغت مصادر إسرائيلية بعدم وجود أي مانع يحول دون قيام شركات إسرائيلية في تزويد المواد والخدمات وأعمال مختلفة متعلقة بترميم العراق.وأوضحت أن الشركات الإسرائيلية بدأت تستعد للمنافسة في مناقصات مشاريع البناء في العراق. كما بدأت بعضها تدرس سبل إشراك شركات أردنية في العمل، وذلك في أعقاب توجه شركات أردنية في هذا الشأن. أما الشركة الإسرائيلية الرئيسية التي تستعد للاستثمار في العراق فهي شركة «سوليل بونيه» من مجموعة «شيكون فبينوي» (إسكان وبناء) المعروفة بخبرتها العالية في مجال البنى التحتية، ولها باع طويل في المشاريع الضخمة التي نفذت في دول إفريقية وشرق أوروبية. وقد فازت «سوليل بونيه» مؤخرًا بمناقصة ضخمة لتوصيل عشرات القرى الرومانية بالبنى التحتية، إنشاء الطرق، ترميم موانئ بحرية، وربطها بشبكات المياه العامة والكهرباء، وهذه أنواع العمل المطلوب تنفيذها في العراق.وتشعر بعض الشركات الإسرائيلية بالقلق في العمل في العراق بعد تساقط أعداد كبيرة من الجنود الامريكان بعد تزايد المقاومة في المدن العراقية وهذا ما أكده شاؤول عميت نائب مدير البنى التحتية في مجموعة «شيكون فبينوي» قائلا: «من المرجح أننا سنكون هناك، لكننا سنفعل ذلك فقط إذا شعرنا بالأمان».وتقوم شركة «أرونسون»، أيضا، وهي أكبر الشركات الإسرائيلية الخاصة في مجال البنى التحتية بدراسة الاستثمار في العراق على ضوء توجه شركة أردنية في هذا الصدد. وقال آفي أرونسون الخبير في وضع البنى التحتية في إنشاء المطارات والمستشفيات: «إنني أنظر فعلاً في الموضوع على ضوء توجه شركات من دول مختلفة بهدف دمجها في المناقصات». أما الشركات الإسرائيلية الأخرى التي تتطلع إلى الاستثمار في مشاريع إعادة إعمار العراق، فهي شركة «كاردان» المتخصصة في المياه، «أشتروم» في مجال إنشاء بنى تحتية، «إفريقيا إسرائيل» في مجال إنشاء الطرق، «الشركة لإسرائيل» المتخصصة في تقطير المياه، و«بزان» التي تعمل في مجال تشغيل مصافي التكرير.