تنقل كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي رسائل مباشرة وشخصية من الرئيس جورج بوش إلى الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين عندما تصل إلى المنطقة الأسبوع المقبل في مهمة لإنقاذ السلام كلَّفها بها بوش. وقال الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر إن رايس ستتوجه «إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للبحث مع الأطراف المعنيين في سبل التقدم بعد قمة العقبة، وخلال وجودها في المنطقة ستلتقي مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، وستحاول أيضاً تعزيز التقدم الذي سجل خلال لقاءات الرئيس بوش ووزير الخارجية باول في إطار زيارته الأخيرة إلى المنطقة». ومنذ قمة العقبة بالأردن في الرابع من حزيران/يونيو بين جورج بوش ورئيسي الوزراء الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي ارييل شارون لم تشهد عملية السلام الدفع المنشود. وقد تتالت العمليات الفلسطينية والإسرائيلية، ورغم لقاءات بين عباس وشاورن لا تزال عقبات ضخمة تعترض إقامة دولة فلسطينية بحلول العام 2005 كما تنص «خارطة الطريق». لكن باول أشار الاثنين خلال توقفه في الأردن في إطار جولة في الشرق الأوسط باشرها الأسبوع الماضي، إلى حصول «تقدم». وأوضح باول خلال مؤتمر صحافي في اليوم الثالث والأخير من المنتدى الاقتصادي العالمي «سجل تقدم في الأيام العشرين الأخيرة وأجرى الطرفان محادثات مكثفة». وحث وزير الخارجية الأمريكي يوم الجمعة في القدسالمحتلة محمود عباس إلى عدم انتظار أن تعلن المجموعات الفلسطينية المسلحة هدنة للبدء في تطبيق «خارطة الطريق». وقال باول يوم الاثنين «إننا نجهد لتحسين التنسيق بين القوى الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية مع المضي قدماً، كما أننا نحاول التوصل إلى نقل المسؤوليات الأمنية في غزة». وتبذل واشنطن جهودا دبلوماسية مكثفة في محاولة لإخراج عملية السلام من الطريق المسدود، ويزور حاليا المنطقة جون وولف الذي عيَّنه الرئيس بوش مطلع حزيران/يونيو موفدا في المنطقة فضلا عن وليام بيرنز المكلف بملف الشرق الأوسط في وزارة الخارجية. لكن رايس ستنقل رسالة مباشرة وشخصية من بوش إلى المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال الرئيس الأمريكي بوضوح خلال زيارته للمنطقة مطلع حزيران/يونيو وخلال قمتي شرم الشيخ إنه لا ينوي إدارة عملية السلام يوما بيوم. وينوي فقط التدخل في إطار قمم حاسمة أو لتذكير الأطراف بالتعهدات التي قطعوها في إطار «خارطة الطريق» ويجب تاليا احترامها لإنجاح خطة السلام الدولية هذه. لكن الرئيس الأمريكي بدا وكأنه يتأرجح في مواقفه العلنية منذ قمة العقبة. فبعدما أعرب في العاشر من حزيران/يونيو عن «انزعاجه» من الهجوم الإسرائيلي ضد عبدالعزيز الرنتيسي المسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، دعا في 15 من الشهر ذاته المجتمع الدولي إلى «اعتماد الشدة والحزم» مع حماس والمجموعات الفلسطينية الأخرى التي تؤيِّد استخدام العنف ضد الإسرائيليين.