تتعرض ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش وسط شعور بالمرارة بسبب المعارضة الاوروبية للحرب في العراق لضغوط متنامية لتقليص دور الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة وروسيا في «خارطة الطريق» الفلسطينية الاسرائيلية التي ساعدوا في وضعها. وانضمت اغلبية في الكونجرس الامريكي الى حملة لتحجيم الدور الاشرافي لشركاء واشنطن الثلاثة في خطة سلام رباعي الوساطة الذين ينظر اليهم كثيرون من مؤيدي اسرائيل باعتبارهم منحازين للفلسطينيين. وقد يكون من الصعب على بوش مقاومة مساعي جماعات الضغط اليهودية الامريكية مع الاستعداد لانتخابات العام القادم. وقال مساعد كبير في الكونجرس «ليست ضربة جماعية للرباعي، لكن هناك ازدراء متنامياً لاولئك الاطراف بناء على مسألة العراق». وتعهد بوش بطرح خارطة الطريق التي تهدف الى اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 بمجرد ان يتم التصديق على الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمود عباس «ابو مازن». وقال تحالف قوي مؤيد لاسرائيل ان 83 عضواً في مجلس الشيوخ و278 نائباً وقعوا بالفعل رسائل يعترضون فيها على بذل جهود للضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لتقديم تنازلات حتى يفعل الفلسطينيون المزيد لمكافحة ما اسماه اولئك اليهود الارهاب. وحذر اعضاء الكونجرس ايضاً بوش من منح الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا «دور ذي قيمة» في مراقبة خطة السلام التي تشمل عدداً من الاجراءات من بينها وقف الهجمات الفلسطينية وانهاء بناء مستعمرات يهودية في الضفة الغربيةوغزة . وتقول رسالة مجلس النواب التي سترسل الى بوش بعد ان يعلن تفاصيل خارطة الطريق «حققت الولاياتالمتحدة مستوى مصداقية وثقة مع جميع الاطراف في المنطقة لا يتمتع به أي بلد آخر». وتضيف الرسالة «يساورنا قلق من ان يقلص منح دول او جماعات معينة دور ذي قيمة في مراقبة التقدم المحرز على الارض فحسب من فرص التحرك قدما على مسار واقعي تحقيقاً للسلام». وقد يساعد الكشف عن خارطة الطريق في دحض الاتهامات الدولية ان الولاياتالمتحدة كانت مشغولة بالحرب في العراق بدرجة لا تسمح لها بتقديم اي التزامات تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط. وحرصاً على تأكيد عدم التحيز أصر آري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض يوم الاربعاء على ان خارطة الطريق تتضمن «سلسلة من الإجراءات التي يتعين ان تتخذها جميع الاطراف». وقال كولن باول وزير الخارجية الامريكي يوم الخميس ان تحقيق السلام سيكون امراً صعباً لكن بوش ملتزم بالمحاولة. وقال باول امام المجلس الامريكي لآسيا والمحيط الهادي «اصدر الرئيس تعليماته لي بأن استعد للانخراط بشكل أكبر وأوثق في عملية دفع خارطة الطريق قدماً». وتزعم رويترز انه بمجرد الكشف عن خارطة الطريق يتوقع ان تعزز الادارة الامريكية الضغوط على اسرائيل لتخفيف حملتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، غير ان الوقائع وتاريخ التأييد التاريخي لاسرائيل لا يؤيد مسألة ممارسة ضغوط امريكية على اسرائيل. وزعم مسؤول امريكي «مع تنفيذ الفلسطينيين لمزيد ومزيد من الاصلاحات وتحقيق تقدم من جانبهم يتوقع عمل المزيد من جانب الاسرائيليين»، لكن خارطة الطريق تتعرض بالفعل للهجوم من جانب بعض من أوثق حلفاء بوش المحافظين ومنهم توم ديلاي زعيم الجمهوريين في مجلس النواب. وفي وقت سابق هذا الاسبوع هاجم نويت جينج رتش رئيس مجلس النواب السابق المستشار بوزارة الدفاع رباعي الوساطة باعتباره «جهداً منهجياً متعمداً لتقويض سياسات الرئيس اجرائياً من خلال مواصلة الاعضاء الثلاثة الآخرين لتشويهها وتخفيفها». وزعم احد اعضاء جماعات الضغط المؤيدة لاسرائيل «للاوروبيين تاريخ طويل من معاداة السامية وابدت الاممالمتحدة دوما انحيازها ضد اسرائيل ولن يخدم اي من الطرفين السلام». ولم يكشف البيت الابيض عن الدور الذي سيلعبه شركاء رباعي الوساطة لكنه اشار الى انه سيكون محدوداً. وقال فلايشر للصحفيين «ساعد الرباعي.. في صياغة خارطة الطريق». لكنه اصر على ان «مستقبل خارطة الطريق متروك للاسرائيليين والفلسطينيين.. انهم الاطراف التي ستحدد قبول خارطة الطريق .. لتحقيق تقدم ذي مغزى».