تستعد كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الامن القومي لزيارة المنطقة في محاولة أمريكية جديدة لدفع خطة السلام المعتمدة على خارطة الطريق بعد ان اخفق كولن باول وزير الخارجية الأمريكي في تخطي حاجز في الجهود الرامية إلى تحقيق تقدم في الخطة وبعد ان حث الفلسطينيين والإسرائيليين القلقين على اتخاذ خطوات عاجلة لانقاذها. والتقى باول مع الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين في محاولة لإحياء خطة السلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة والمعروفة باسم خارطة الطريق في الوقت الذي استمرت فيه المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية. واعلن الجناح العسكري لحماس مسؤوليته عن هجوم قُتل فيه مستوطن واصيب ثلاثة آخرون بجراح. وفي قطاع غزة قال اطباء وشهود عيان فلسطينيون ان القوات الإسرائيلية قتلت مسلحا فلسطينيا في تبادل لإطلاق النار قرب مستوطنة يهودية. واتاحت الجولة الدبلوماسية الخاطفة التي استغرقت ثماني ساعات لباول الفرصة كي يلح على الطرفين لينفذا التزاماتهما في قمة الرابع من يونيو حزيران بالعقبة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش. وقال باول للصحفيين بعد محادثات مع محمود عباس رئيس الوزراء الفلسطيني في مدينة اريحا بالضفة الغربية يجب ان نتحرك بسرعة ... لا نريد للوقت ان يمر دون حدوث تحرك ... لا نريد للارهابيين ان ينتصروا. وصرحت مصادر أمريكية في واشنطن في وقت لاحق بأن كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الامريكي تعتزم زيارة الشرق الاوسط هذا الاسبوع في محاولة لإحراز تقدم في خارطة الطريق. وقال مسؤولون أمريكيون انه تجري مناقشة غزة من اجل احتمال تسليمها للسيطرة الامنية الفلسطينية لتحقيق تقدم في خارطة الطريق. وأكد اللواء عاموس جلعاد المنسق العسكري الإسرائيلي في الاراضي المحتلة في تصريح للتلفزيون الإسرائيلي ان غزة كلها موضع بحث ولكنهم يجب ان يتحملوا مسؤولية محاربة الارهاب اولا على حد تعبيره. وضغط باول على عباس كي لا يكتفي فقط بالتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النارمع حماس وغيرها من جماعات النشطين بل ان يقضي ايضا على قدرتها على مهاجمة الإسرائيليين. ومن المحتمل ان يستتبع ذلك حل حماس وسجن اعضائها وهي خطوة يمتنع عباس عن القيام بها خشية نشوب حرب اهلية. وقال عباس في قت لاحق للصحفيين ان جهود وقف اطلاق النار لن تصل إلى شيء ما لم توقف إسرائيل توغلاتها العسكرية وحصارها للمناطق الفلسطينية. ويطالب النشطون أيضاً بأن تفرج إسرائيل عن السجناء كشرط آخر للتوصل لهدنة ويقولون ان اي اتفاق من هذا القبيل لن يشمل سوى المدنيين في إسرائيل وليس المستوطنين والجنود في الاراضي المحتلة. ومنذ اجتماع قمة العقبة في الرابع من يونيو حزيران قُتل اكثر من 60 شخصا على الجانبين مما يهدد بتقويض مبادرة السلام الأمريكية الاكثر طموحا منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية من اجل الاستقلال في سبتمبر ايلول عام 2000.