الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: وبعد فإن من نعم الله العظيمة على هذه البلاد أن وفقها بحكومة رشيدة تسعى إلى تطبيق شرع الله والاهتمام بمرفق القضاء وإعطائه مكانته العليا لأداء رسالته في هذه الأمة وما هذا التمكين والتوفيق الذي منّ الله به على هذه البلاد إلا بفضل ذلك فقد بذلت هذه الحكومة الرشيدة من أجل ذلك كل الإمكانيات والجهود الجبارة فهذه هي المشاريع والإنجازات في كل منطقة ومحافظة وقرية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولاة الأمر وفقهم الله، وقد نالت منطقة تبوك قسطها الوافي من هذه المشاريع في شتى المجالات بدعم واهتمام أميرها وقائدها صاحب السمو الملكي أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله وما يوليه من حرص شديد ومتابعة بالغة في ظل توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله. وما رعاية سموه لافتتاح مجمع الدوائر الشرعية بمحافظة ضباء إلا دليل على ذلك فها نحن نشاهد عن كثب هذه المناسبة العظيمة وما تفخر به محافظة ضباء بهذا المشروع العظيم الذي جاء مكرمة لهذه المحافظة بكامل خدماته ومرافقه فهو معلم حضاري مميز وقد زادته رعاية سموه الكريم بافتتاحه هذا اليوم سمة تاريخية كريمة ولا أنسى في ذلك جهود وزارة العدل وعلى رأسها صاحب المعالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ وفقه الله ورجاله المخلصون فقد حرص معاليه على تنفيذ هذا المجمع بما يحمله من تصاميم فنية متطورة كغيره من المجمعات الشرعية. وسعى بكل جهده في توفير الخدمات والتقنيات لهذا الجهاز العظيم ليقوم باحتياجات المواطنين ومن يأتي إلى هذه البلاد. وإنني حين أعود بذاكرتي إلى ما قبل ربع قرنٍ من الزمان حين باشرت عملي قاضياً لمحكمة ضباء، كانت هذه المحكمة تسكن في بيت شعبي مكون من ثلاث غرف بمنافعها ثم تدرّج الأمر من السكنى بالإيجار إلى ما وفق الله به هذه الوزارة باهتمام صاحب المعالي وزير العدل في إرساء مشروع هذا المجمع بعد أن قمنا باختيار موقعها المناسب بالتنسيق مع بلدية ضباء وتم تنفيذ هذا المشروع بكامل محتوياته ومساحته الكبيرة الواسعة حتى أصبح صرحاً ومعلماً يؤدي خدماته ليحفظ لهذه المنطقة تاريخها ولهذه المحكمة أصالتها وعراقتها بما تحتفظ به من سجلات تاريخية قديمة تمتد إلى مائة وعشرين عاماً تقريباً من العطاء والعمل كما هو محفوظ ومصون بهذه المحكمة من سجلات ومخطوطات وموجود بها حتى هذا التاريخ والعمل عليها جارٍ والأخذ بها في الاعتبار وقد تداول العديد من القضاة بالعمل في هذه المحكمة منذ عام 1303ه وحتى الآن وإلى المزيد إن شاء الله. فنحمد الله تعالى أن جاء هذا المشروع العظيم مكافأة وجائزة لهذه المحكمة ومكرمة لهذه المحافظة وأهلها وهو مفخرة للجميع ونبتهل إلى الله تعالى بالدعاء ونقدم جزيل الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وإلى من رعى هذه المناسبة صاحب السمو الملكي أمير منطقة تبوك وصاحب المعالي وزير العدل وكل من ساهم في ذلك وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. عبدالله بن حمود الغامدي