ومع اقتراب موعد الامتحانات، يتسارع اهتمام الطلاب اكثر بالتحصيل الاكاديمي المناسب الذي يؤهلهم لبلوغ هدفهما الاسمى وهو النجاح.. وتصبح الاسرة كخلية النحل تماما حيث تسعى جاهدة في توفير الجو الاكاديمي الذي يؤهل ابناءهم للمزيد من التحصيل. ولكن وفي الجانب الآخر.. فالطالب الذي يستعد للامتحانات يعيش مع اسرته ازمة حقيقية. وتكون اجواء المنزل متوترة وتضطرب النفوس مع اقتراب العد التنازلي لايام الامتحانات فالتنافس على معدل يؤهل لدخول الجامعة، والخوف من نتائج متواضعة والرغبة في تحقيق التفوق والتراجيديا الاعلامية التي تسبق سيناريو الاختبارات كلها تعد عوامل ضاغطة نفسياً تثير القلق والرهبة. د. أسماء: الخوف غريزة طبيعية خاصة في مثل هذه الأجواء فكيف نساعد ابناءنا الطلاب على سكينة نفسية تؤهلهم بفاعلية لاجتياز الاختبارات؟ وكيف نكشف لهم عما يعتريهم من اعراض نفسية ليتجنبوها؟ وكيف نعزز ثقتهم بأنفسهم خلال هذه الفترة؟ كل هذه الاسئلة وغيرها طرحناها على عدد من التربويات اولياء الامور والمشرفات والطالبات لمعرفة الكيفية التي من خلالها نهنىء الطلاب لامتحانات دون توتر فماذا يقولون. في البدء ترى الاستاذة انعام النوح استاذة علم النفس ان خوف الطالبات من الامتحانات يرجع الى عدة اسباب منها، عدم الالمام الجيد بالمنهج من قبل الطالبة، فتراكم الدروس دون مذاكرة تشعر بالقلق والتعب والارهاق في فترة الامتحانات وهذه تعتبر من معوقات الانتباه وعدم التركيز الجيد. وايضا اثارة بعض المعلمات للطالبات لصعوبة الاسئلة وغموضها لهدف دفع الطالبة للمذاكرة والاجتهاد. وهذا يعتبر جانبا سلبيا لانه يثير الخوف لدى الطالبات فيصعب عليهم بالتالي استرجاع المعلومات. من جهتها تقول الاستاذة عفاف المغربي معلمة لغة عربية: ترجع عوامل تلك الرهبة الى ضيق الوقت الذي يحدد للمذاكرة، فالاستعداد المتأخر للاختبارات يزيد من رهبة الطالبة. كذلك فلحالة الاستنفار التي تضغط بها الاسرة على الطالبة دور كبير في تحقيق النجاح او الاحباط النفسي. اما المشرفة التربوية اميرة الغامدي، فترى ان التركيز الكلي على درجة الامتحان واغفال عطاء الطالبة اثناء العام يقلل من استعدادها كذلك فتدني متابعة الاهل للأبناء من حيث تنظيم اوقات المذاكرة، كلها اسباب تثير رهبة الطالبات وترى الاستاذة اميرة ان المناهج العلمية بوضعها الحالي ضخمة جدا ومعقدة ولا تواكب العصر او الواقع الذي تعيشه الطالبة وتلبي احتياجاتها. الاستاذ عبد الله الحرقان وكيل التطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم علل نشوء هذه الظاهرة للجوء الاسري والمدرسي والاجتماعي السلبي. ونوه الحرقان باستغلال الفترة الزمنية قبل فترة الاختبارات بالتركيز على المذاكرة اولاً بأول لتلافي هذه الرهبة التي تنعكس على نتائج الطلاب والطالبات. من جهتها ترى المشرفة التربوية آمال عبد الباقي «علم النفس»، ترى ان من بواعث قلق الطالبة ورهبتها هو عدم وجود هدف سامٍ لديها للتعليم. فأهداف معظم الطالبات دنيوية «جامعة - وظيفة» فيتحول الهدف من التعليم بالنسبة اليها الى الحصول على الدرجات فقط دون الاهتمام بالتفعيل في السلوك كذلك طرق التدريس التقليدية التي تؤكد على الحفظ دون الاهتمام بالفهم والممارسة. واشارت الاستاذة آمال: الى صعوبة المواد العلمية من قبل الطالبات قائلة: المواد العلمية ليست صعبة ولكن طريقة توصيل المعلومات للطالبة خاطئة مع عدم السعي الى ممارستها وتطبيقها في الحياة وانعدام الدقة في المتابعة من قبل المعلمة والتركيز على الدرجات فقط «بالتهديد والسخرية» واضافت أن تأهيل المعلمة في عصرنا الحالي غير كافٍ وغير مناسب للمتطلبات والعلوم والحديثة وكذلك علقت على شكوى الطالبات من المناهج باعتقادهم بأنها صعبة على الفهم بالرغم من كونها موجهة لمرحلة عمرية معينة معللة اسباب تلك الشكوى بالاهمال واللامبالاة لذوات النفوس الضعيفة واكدت ان السبب الرئيسي لرهبة الطالبات هو عدم وجود ادارة ضعيفة جيدة كذلك عدم تنمية ثقة الطالبة بنفسها كذلك عدم ثقة المعلمة بنفسها. المشرفة التربوية ابتسام البكري قسم اللغة العربية قالت: عدم فهم المادة والالمام بها وعدم استذكارها الا وقت الاختبار كلها اسباب تؤدي للرهبة من الاختبارات واضافت ان المناهج الحالية ليست صعبة ومعقدة كما تعتقد بعض الطالبات لأنها في الغالب تكون معلومات سبق ان تعرفت عليها فهي مبسطة وبالتدريج تصل الى مستويات عليا تناسب عمرها. اما بالنسبة للحلول التي استعلمت لتلافي الارتباك فجميع الطالبات اتفقوا على الحلول التالية: 1- الاتكال على الله. 2- الدعاء. 3- الاعتماد على النفس. 4- الاجتهاد في المذاكرة. من جهتها ترى الطالبة عهود حسن الدوسري أن اسباب تلك الخصلة هي الانطباعات التي غرست جذورها في نفسها من امتحانات الثانوية العامة التي هي غالبا ما تكون صعبة، مما يكثر القلق النفسي لديها وتطالب بمجهود وزارة المعارف بأن تجعل الامتحانات سهلة غير معقدة. واما عن طريقة عرض المعلومات من قبل الاستاذة فتضيف اذا كانت الاستاذة استاذة بارعة في تبسيط المعلومة للطالبة وعرضها بشكل جيد لأصبحت الطالبة قادرة على الاجابة والعكس صحيح اما المواد التي تخاف منها ذكرت الرياضيات «لأنها كانت صعبة في السنة الماضية». اما الطالبة انهار قحطان فترى ان اسباب الرهبة لديها هي كثرة الحاح اسرتها عليها وما تنتظره منها من نجاح وتفوق، فهي تواجه الكثير من اللوم واحيانا قد يصل الى الضرب وزوال ثقة الوالدين وحرمانها من كل شيء جميل. كذلك ترى تباين الاسئلة التي تتلقاها خلال النهائي فهذا التباين يضعف لديها القدرة على الاجابة ويولد لديها الرهبة والقلق النفسي.. وعما اذا كانت تتناول المنبهات مثل الشاي والقهوة اجابت بنعم لأنها تساعدها. وترى الطالبة صالحة العبد الله ان من اسباب الخوف لديها هو الحصول على درجة النجاح وتضيف ان الخوف لا يخلق روح التحدي بل يولد في نفس الطالبة الاحباط والتخويف وبالتالي تشتيت المعلومات ونسيانها، وعن سؤالنا عن دور ولي امرها عندما تواجه ضعفاً في بعض المواد اجابت لا ويتولى ولي امرها ضعفها في اي مادة من المواد حتى ان كان الاختبار نهائياً، ولا تلجأ للدروس الخصوصية. الطالبة فاطمة الشلقان تقول: ان الخوف من المنبه والمستقبل والتوتر النفسي وعدم توافر وسائل الراحة في البيت خصوصا اذا كان البيت مليئا بالاطفال يثير الازعاج ويخلق التوتر كذلك دور المعلمة فأسلوبها وتعاملها وطريقة شرحها كلها عوامل تثير الرهبة لدى الطالبات وتضيف ان جميع المواد تشعر بالرهبة منها.. دون استثناء. وتقول الطالبة زينب ابو قرية: نعم للمعلمة دور كبير في تخفيف حدة الرهبة لأن المعلمة التي تذكرنا على التحصيل والابداع الفكري غالبا ما تكون باعثة للامل في النفوس وبالتالي نخطو نحو الامتحان بثقة وان كانت الثقة هي الباعث الاكيد على الارتقاء في كل شيء فهي بالتأكيد اجدر ان تكون من قبل المدرسة لتهب طالباتها الحد الادنى من الامل الذي طالما تنشده. تقول الطالبة لمياء النجار: يخيم على ذهني فترة الاختبار الاحساس بالخوف حيال موقف الاهل تجاهي اذا كانت النتيجة سيئة فسوف اسقط من نظر عائلتي ولا احقق لهم ما يتمنونه. اما عن دور ولي امرها عندما تفقد القدرة على الفهم والاستيعاب فإنه يلجأ الى الدروس الخصوصية لها. واما عن نومها فهي لا تأخذ القسط الكافي من النوم وتتناول المنبهات والمواد التي تشعر بالرهبة منها هي الرياضيات والكيمياء والفيزياء والنحو. وتقول الطالبة لطيفة القاسم: ان من اسباب رهبتها من الاختبار هي المواد العربية التي تشعرها بالخوف منها وتوقع صعوبة اسئلتها وتقول: ألجأ الى الدروس الخصوصية عند صعوبة المادة كذلك تلجأ الى شرب المنبهات والسهر طوال الليل. وتقول الطالبة: امل عبده احمد: ان الخوف من المستقبل هو الذي يبعث الخوف من النتيجة ومع أن هذا الخوف يعد دافعاً للمثابرة وتحقيق الافضل حتى نصل الى الهدف لذلك يبقى شعور الخوف افضل من عدم الاهتمام والمبالاة. اما المواد التي تشعر منها بالرهبة هي المكتبة والبلاغة. وتقول الطالبة باسمة سيد حمد: نادراً ما تكون الرهبة دافعاً للحفز والاستعداد بل تسهم في الاحباط والتخويف وتبخر المعلومات. اما عن المواد التي تشعر بالرهبة منها هي اللغة الانجليزية. وتقول الطالبة سلوى الظريفي ان الخوف من الاختبارات والرهبة تحدث لتوقع صعوبة الاسئلة وتأثيرها في النسبة والتقدير النهائي والاهم هو الخوف من الرسوب واما عن تناولها للمنبهات فهي لا تتناول المنبهات ولا تسهر ايام الاختبارات وتأخذ قسطاً كافياً من النوم. وتقول الطالبة عائشة خيري: لا اجد في منزلي وسائل الراحة مطلقا وخصوصا ايام الامتحانات التي غالبا ما يكثر فيها الزيارات من الاهل والاقارب مما يشعرني بالخوف واما المواد التي تشعر بالرهبة منها هي الرياضيات. الطالبة : مريم هزازي ذكرت بأنها تجد اللوم والتوبيخ من قبل ولي امرها عندما يواجهها ضعف في بعض المواد ولكن لا يصل الى الضرب ولا تلجأ الى الدروس الخصوصية واما عن اختلاف مستوى الاسئلة خلال نصف السنة والاختبار النهائي لا يخفف لديها القدرة على الاجابة بل يجعلها تجتهد في كتابة الاجابة النموذجية. وتعزي الطالبة اشواق محمد اسباب الخوف وباعث تلك الخصلة إلى الخوف من الفشل والاخفاق في الامتحان كذلك الخوف من المعلمة ومن صعوبة الاسئلة. واما المواد التي تشعر بالرهبة منها الادب والإنجليزي. النهاية «المطبخ» هذا ما تراه اسرة الطالبة وديعة شوعي فهم يولون للتعليم اهمية خصوصا دراسة البتت باعتقادهم ليس فيها فائدة وان نهايتها «المطبخ» مهما بلغت من العمل مما يجعلها تشعر بالاحباط. وتقول الطالبة داليا سيف الدين: ان سبب الخوف من هذه الامتحانات لأنها تحدد نجاح الانسان في حياته العلمية والعملية فالناس لا تحترم ولا تعطي اعتباراً الا للشخص الناجح في دراسته وهذه مسألة مستقبل فيجب الخوف منها اما الشخص الذي لا يخاف فبرأيي انه ليس ذا مسؤولية كما ان نظرات الاهل والصديقات للانسان غير الناجح لا ترحم فكل هذه الاشياء تجعلني اخاف. من جهة أخرى تقول الدكتورة أسماء أمين عبدالعزيز استشارية الطب النفسي والأعصاب من الطبيعي ان يسبق حلول الاختبارات حالة من القلق والتوتر والضغوط النفسية لدى بعض الطلاب وهذه الاعراض الطبيعية حينما تكون بمعدل طبيعي ولا تتجاوز حدودها تكون دافعاً لاستعداد نوعي للاختبارات وحشد الامكانيات وطاقات الطالب للاستذكار والمراجعة والاستعداد السليم والمنظم للاختبارات ولكن الذي يحدث لدى بعض الطلاب والطالبات ان تزيد اعراض الوسواس عن معدلها الطبيعي وتتحول الى وسواس قهري ينعكس سلباً على اداء الطلاب للاختبارات فكلما زادت هذه الوساوس قلت معدلات التحصيل مما يلقي ذلك بظلاله على جاهزية الطالب او الطالبة لاداء الاختبارات بطريقة سليمة ومرضية له، ومن المعروف ان بدايات اعراض الوساوس القهرية تبدأ في سن المدرسة اذ ان هذا العرض او الاضطراب النفسي ينشأ عادة خلال هذه السنوات الدراسية ومن ذلك يكون من المهم ملاحظة هذه الاعراض في الطالب وتتمثل هذه الاعراض في فقدان الطالب الثقة في استيعاب ما ذاكره ودرسه فتجده يعيد ويكرر المراجعة ويشعر في الوقت ذاته ان تحصيله دون المستوى وانه قد نسي ما درسه او حصله فتجده يعيد ويكرر ما ذاكره وحينما تأتيه ورقة الاسئلة ويجيب عما فيها من اسئلة تجده غير واثق مما كتبه من معلومات وقد يلجأ الى شطب او محو الاجابة واعادتها لأن لديه وساوس تقول له ان ما ذكره من اجابات عن الاسئلة غير كافٍ او غير دقيق وانه كان يتعين عليه ان يجيب بشكل افضل وهكذا ومن المعروف كذلك ان الوسواس القهري يعتبر رابع مرض نفسي وهو الاكثر انتشارا في العالم وان بداياته تنشأ غالبا مع سنوات الدراسة حينما يزداد توتر الطالب او الطالبة والقلق المستمر من الاختبارات ولهذا تتتعين ملاحظة هذه الاعراض النفسية لهذا المرض في الطالب مبكراً لأن الوقاية دائما ما تكون خيرا من العلاج، وخطورة مرض الوسواس القهري هو في اضعافه للذاكرة وفي تأثيره على معدلات التحصيل الطبيعية ذلك لان الطالب المصاب بالوسواس القهري تتعدد الافكار في ذهنه ولهذا يحدث تضارب بين هذه الافكار وما يتلقاه من معلومات فيحدث تشتت للذاكرة فيقلل ذلك من قدرة الطالبة على التركيز ويفتقد الى السكينة النفسية التي تؤهله للتحصيل المنظم ويفتقد القدرة على التخطيط لنفسه ولما يتلقاه من معلومات. اما عن دور الاسرة فتقول الدكتورة اسماء بالطبع على الاسرة دور كبير من ذلك توفير الجو الملائم والمريح للاستذكار والاقلال من المشاحنات العائلية امام الطالب لأن ذلك يؤثر سلبا على حالته النفسية كذلك على الاسرة الا تقوم علنا بالاستخفاف بطاقات الابن الطالب اذ يحدث احيانا ان تنهال الاسرة في الابن تقريعا وتوبيخا فتقول له انه لن ينجح وانه فاشل، وانه لم يذاكر .. الخ من هذه العبارات التي تؤثر في نفسيته وتضعف ثقته بذاته بل على الاسرة ان تشجعه وان ترفع من روحه المعنوية وان تؤجل مشاحناتها وخلافاتها وتحيطه بجو اجتماعي دافىء، وان يشعر الوالدان بمسؤوليتهما في هذه الآونة والا يقوما بلومه بعد كل اختبار. وتضيف: على الطالب الا ينظر الى خلفه والى اختباراته السابقة لأن اكتشافه لأي خطأ او اي قصور في اجابات ينعكس سلبا على اختباراته في الايام التالية للاختبار كما يؤثر ذلك سلبا على مراجعاته واستعداداته للمواد التالية فيزداد احساسه بالاخفاق والفشل، على ابنائنا الطلاب في هذه الحالة ترك كل مادة تم الاختبار بها والالتفاف الى اختبار اليوم التالي فذلك يكون افضل.