مشكلتنا مع الغش والغشاشين.. ليست في تناقص.. بل هي - وكما يبدو في تزايد.. ولا ندري حتى الآن.. سر هذا التزايد؟ ** هل لأن الأمور توسعت.. والتجارة والاقتصاد هو الآخر.. توسع.. وأن الاستثمارات والمشاريع التجارية تزداد يوماً بعد آخر.. فكثرت معها العمالة.. وصارت هناك حركة تجارية كبرى.. وكلما كبرت هذه الأمور وتوسعت.. فإنها تكون كالمزارع الخضراء.. يوجد فيها نباتات فاسدة.. تحتاج إلى مبيد لقتلها؟ ** أم أن السبب.. هو.. أن النفوس والذمم خربت.. وأن الناس مع الأسف يزدادون كما يقول العوام «ردى» وأن احتكاكهم واختلاطهم بالآخرين.. ومتابعتهم لوسائل الإعلام.. وبالذات.. محطات التلفاز.. كانت وراء «اقتناص» وسائل نصب جديدة.. وأن تداخل الناس واحتكاك بعضهم مع بعض.. يكتسبون من خلاله.. الخير والشر.. والنافع والضار؟ ** أم أن السبب.. هو أن وسائل الاعلام.. صارت تغطي كل شيء.. وتتابع كل شيء.. وتفضح كل شيء.. وصار لها حضور ومساحة أوسع للنشر.. وصارت الصحف تصدر بستين صفحة.. وفي السابق كانت لا تجاوز «12» صفحة.. وربما ثماني أو أربعاً أحياناً؟ ** أم أن السبب.. هو أن الجهات الرقابية المعنية.. صارت تكثف من نشاطها ومن مندوبيها ومن مسئوليها ومن حضورها الرقابي.. وصارت تستخدم أدوات وأجهزة حديثة.. وصارت أكثر نشاطاً وفعالية؟ ** أم أن كل هذه مجتمعة.. هي السبب؟ ** المهم.. أن الغش لم يعد يقتصر على مجال دون آخر.. ولم يعد محصوراً في شيء بل شمل كل شيء. ** غش في المأكل والمشرب والمصنوعات والملبس والأوراق والمعدات وفي كل شيء.. وهناك من همه وهاجسه.. هو الاحتيال والكذب فقط. ** يقال.. إن من أواخر المغامرات = وهي ليست جديدة = أنه ضُبط لدى أحدهم وهو «ربع تاجر» كراتين فارغة مكتوب عليها كلها.. «صُنع في اليابان» لتعبأ بقطع غيار صينية وتايوانية رديئة للغاية.. ومن ثم بيعها على أساس أنها قطع غيار يابانية أصلية.. وهكذا يغشون في قطع الغيار الأمريكية والألمانية. ** تصوروا حجم الضرر الكبير الذي ستتركه هذه المعدات فيما لو استخدمت في سيارات.. وحجم الكوارث والحوادث التي ستسببها قطع غيار كتلك. ** تخيلوا «25» ألف كرتون كلها ستعبأ بمعدات مغشوشة يمكن أن تقتل آلاف الأشخاص. ** والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. هل العقوبات التي تطبق بحق الغشاشين والنصابين مجزية؟! ** هل يكفي مجرد غرامة بسيطة يعوضها في نصف يوم أو ربع يوم؟ ** وهل يكفي مجرد خبر أو إعلان عنه.. وهو إجراء لا يعنيه ولا يهمه على الإطلاق.. لأن من يعمل هذا العمل.. لا يستحي ولا يخجل ولايخاف؟ ** نعم.. فضحهم مطلوب.. حتى ولو كان هذا الغشاش أو النصاب = يرتكي على جبل = جبل خرطي....!! لأننا مللنا من اسطوانة أحد التجار.. وإحدى المؤسسات «؟!!» ثم كيف نقضي على الغش والغشاشين ونحن نتستر عليهم ونقول «أحد التجار».. لماذا لا نقول.. الغشاش والنصاب فلان بن فلان آل فلان؟ ** ثم لماذا لا يحال هؤلاء للمحكمة الشرعية لتطبيق عقوبة شرعية تناسب حالة الغش.. فشخص يتعمد قتل عباد الله.. هل يكفي مجرد غرامة بمبلغ بسيط.. أم أنه يحتاج إلى سجن وجلد وتشهير... وربما يحتاج إلى أبعد من ذلك؟! ** مازالت عقوبات التجار الغشاشين بسيطة.. بل وتشجع على الغش.. *. ثم هل يوجد = يا وزارة التجارة = في سجلات السجل التجاري شخص اسمه «أحد التجار» وشركة اسمها «إحدى الشركات؟!!». ** التجارة أمانة.. وأمانة كبرى.. ومن ليس بمؤتمن لا يصلح أن يكون تاجراً.. إذ إن التاجر مؤتمن على الأنفس.. فتاجر يتعمد بيع الطعام الفاسد أو الشراب الفاسد.. أو المعدات المغشوشة.. ويتعمد قتل الأنفس.. يحتاج إلى عقوبة تناسب جريمته ** نتمنى خطوة شجاعة من وزارة التجارة والصناعة.