يقول الله سبحانه وتعالى: {وّأّمَّا بٌنٌعًمّةٌ رّبٌَكّ فّحّدٌَثً } يقول ايضا {وّإن تّعٍدٍَوا نٌعًمّةّ اللّهٌ لا تٍحًصٍوهّا} الآية. فنحمد الله حمداً كثيرا على ما تزخر به بلادنا من نعم فالمملكة العربية السعودية منذ أن تأسست على يد مؤسسها جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ونحن نتفاءل بثوابت قيمة وسامية من خلال مؤسسة إستراتيجية استثمارية متربعة في القلوب تديرها عقول نيرة مؤسسة دستورها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مؤسسة رصيدها حب ووفاء مؤسسة رصيدها عطاء وولاء وحسن انتماء فما أجملها من مواسم مشتركة كبيرة وعظيمة تجمع ما بين القيادة والمواطن. لذا نجد أنفسنا في كل لحظة نجني ثمارها أمناً وأماناً واستقراراً وطمأنينة تميزت بها بلادنا فصارت مضرب مثل بين الشعوب. ولكن أن تأتي طغمة ضالة منتحرة بعد أن ضُللت فضلت لتأخذ من سفك الدماء وإزهاق الأرواح وترويع الآمنين شعاراً لها. متأثرة بأفكار قذرة لا تجد لها مؤيدا في هذا الكون إلا الشيطان وأشباهه ومن يدورون في فلكه ممن همهم تشويه صورة الإسلام والمسلمين بأيدي من ينتمون اليه لتستهدف مجمعات سكنية بمدينة الرياض بتفجيرات انتحارية مروعة خلفت الكثير من القتلى والجرحى منهم سعوديون ورعايا من بلدان عربية شقيقة وأخرى صديقة أتت لخدمة الوطن تجمعنا بهم مصالح وتلاقح خبرات. نعم إنه حدث مؤلم ومشين يؤكد ان خطر الإرهاب يخيم على العالم ويعزز القول بأن الإرهاب شبح كوني لا حدود له ولا جغرافية وقد اثبتت الأحداث المؤلمة في اوكلاهوما وواشنطن ونيويورك وفي المجمعات السكنية في الرياض بأن الإرهاب لا يفرق بين رجل وامرأة او طفل وشيخ او جنس أو دين أو عقيدة، وثبت بالدليل الراسخ ان الارهاب ليس له وطن بل يعيش على آلام الآخرين ويزرع الخوف والرعب في النفوس ويعصف بالنفس المعصومة. فحوادث الإرهاب عديدة ومتنوعة وآخرها ما شهدته الدار البيضاء في المغرب الشقيق من أحداث إرهابية ولا ندري ماذا يخفي الغد من افعال هذه الفئة الخارجة عن القانون العابثة بالعقائد السماوية والأعراف والتقاليد. فإلقاء نظرة على أفعال هذه الزمرة الحاقدة بحق الوطن توجب علينا أن نتعامل معها بما يتلاءم مع بشاعة أفعالها الإجرامية في الرياض المكلومة من قتلة غذاؤها دماء الأبرياء ودواؤها رؤية الأشلاء والجثث فإذا كانت هذه الطغمة الشاذة ومن يخطط لها أو من يؤيدها ويناصرها يعتقدون أنهم يستطيعون المساس ولو بشعرة واحدة من جسد الأمن والاستقرار في هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية فهو مخطىء ومفلس بقدر إفلاسه من القيم والمبادىء الإنسانية ومغالط لنفسه بقدر براءة دينه وإنسانيته منه لأن هذه الأحداث لم تزدنا إلا ثباتاً وتلاحماً والتفافاً حول القيادة ووقوف المواطن والمسؤول صفاً في خندق واحد بتضافر جميع مؤسسات بلادنا الأمنية والدينية والثقافية والفكرية للقضاء على هذه الظاهرة المشؤومة وعلى كل من يحمل فيروسها قضاءً نهائياً واحتثاثها من الجذور. حفظ الله ديننا وقيادتنا ووطننا من كل مكروه ورد كيد الكائدين في نحورهم.