إصدار: أحسب والله كفيلي أن الكتابة عن المتنبي,, تحتاج لأشمَّ (عملاق),, يحاذي على الأقل ربوته,, (في الشعر)! بل,, وعلى وزن قول الإمام الغزالي رحمه الله (لا يكتب عن الأئمة إلا إمام)،,. قال شاعر المجد عمر أبو ريشة : وليس ينالني إلا مثيلٌ يطلّ عليّ إطلال السحاب لكني مستشفٌّ في ما يورده خاطري من إبداعه، ما يُصيّر لي فعل ذلك,, ولو وألتمس من القارىء العذر ,, أقول/ ولو من مدخل الاعجاب (1) . إذ هذا المنحى بحسب قلمي,, شفيعا، إن لم يرتق نثري عنه مصاف من يتطلع في قراءته لشعره، أن يبث من المعاني ما يوازي,! الصيت: أبصرت بدرا,, لا يرى البدر مثله!! الشاعر,, والأمير،,, أو لنقل/ الأمير والشاعر! فكلاهما مكمل الآخر، ومعرفاً أو,, مذكراً بشقه أو بشطره الثاني، فكما بالغ بعض أهل الأدب وقالوا: لولا أبو الطيب لم يكن سيف الدولة، أرهص بعض أهل التاريخ ب:لو لم يكن سيف الدولة لم يكن المتنبي وكلاهما إما ظالم للأدب، أو مجحف في حق التاريخ,,! لكن يهمّنا في هذا المقام، تلازمهما حين يذكر أحدهما، مما يعني أن كلا الرجلين أتمَّ نقص الآخر,. لك الحمد في الدُرِّ الذي لي نظمه فإنك معطيه، وإني ناظمُ فكما خلد الشاعر اسم الأمير في كتب الأدب بخاصة ، وأطبق ذكره في الآفاق، وترنم بإبداعه في المعارك، وأعلى شأنه في النظم، و,, و,, الذي: تفرد العرب في الدنيا بمحتده وشارك العرب في إحسانه العجم وأخلص الله للإسلام نصرته,. وإن تقلب في آلائه الأمم ويتذكر,, الإسلام متأخراً سامحه الله ,, كما قال أحد العلماء (2) ,, فيثبت أن: وما كنت ندا هازم لقرينه ولكنك التوحيد للكفر هازم هذا,, في الوقت الذي أسمى سيف الدولة بشاعره مقاماً , أو بشعره! وأسداه المادة، وجهز له اللبنات,, ومهد ل يكون فينشىء وينشد,, كما قال: إن هذا الشعر في الشعر ملك سار فهو الشمس، والدنيا فلك عدل الرحمن فيه بيننا فقضى بالفظ لي والحمد لك لكن ينغص ذلك على الأمير ، أو ينقض كماله، ويعري إطار جماله ويمس ابداعه,. بسوء/ تلكم (الذاتية) المفرطة، والغرور الطاغي والشموخ الفائض عن قدره، والنفحة الزائدة: خليلي,, إني لأرى غير شاعر فلما منهما الدعوى، ومني القصيد ويكفيه غروراً,, هذا الادلاء : وما الدهر إلا من رواة قصائدي إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا أجزني إذا أنشدت شعراً فإنما بشعري أتاك المادحون مرددا ودع كل صوت غير صوتي فإنني أنا الطائر المحكي,, والآخر الصدى نعود عن كل ذلك، وبعده ,, لنبين مهارة الشاعر,, في تفنن ملكته، التي ما إن يميل بها هوى صاحبها,, حتى تثري,, وتبتدع وتبتكر، واصغ بحواسك إلى هذا الإنشاء,, لتجد فيه أجلى دليل: إن كان قد ملك القلوب,, فإنه ملك الزمان بأرضه وسمائه الشمس من حساده، والنصر من قرنائه، والسيف من اسمائه اين الثلاثة، من ثلاث خلاله: من حسنه، وإبائه,, وقضائه مضت الدهور,, وما أتين بمثله ولقد أتى فعجزن عن نظرائه نعود إثباتا لديدن الشاعر,, إذا ما أحب، فما إن يحب حتى يعميه ذاك عن كل نقيصه! ف/ عين الرضا عن كل عيب كليلة ، ,, وألق مسامعك لما يسدي في ذلك الرومي فاتك المجنون: تملك الحمد حتى,, ما لمفتخرٍ بالحمد حاء، ولا ميم,, ولا دال وحتى مع عضد الدولة، إذا قال فيه وقد أغدق عليه من العطايا ما إن مثاقل وزنه لتنوء بالعصبة من أولي القوة : وقد رأيت الملوك قاطبة ,, فسرت حتى رأيت مولاها قال (نزار) موضحاً، أو معللاً: أحبك,, لا تفسير عندي لصبوتي أفسر ماذا و(الهوى) لا يفسر ,, أو آن ولج شاعرنا ل,,البلاط الحمداني، وجد المجلس عامرا، وقد امتلأت أروقته بأهل الأدب واللغة والشعر خاصة ، ,, تتجاوب أرجاؤه من ذا المنهل العذب كما يعبر احمد رامي: حسبي من الشعر ومن نظمه صوتك يسري في مدى مسمعي فأحب أن يستأثر لنفسه بخالصة من بينهم,, في ذات الأمير، والمتخصص,, كما يقال: سيد فنه ,, يحدوه دعما قول ابن الوردي: قيمة الإنسان ما احسنه أكثر الإنسان منها أو أقل ولهذا أخذ يستعرض عضلات فنه, وما حاكت ملكته في ذلك ، ليجلو,, لأمير حلب عن هذا القادم إلى بلاطه، وما هي مقومات قريضه: (إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا). وما سيضيف على الامير منها، أو يفضي فيه,, عن هذا الفارس، وما سيلبس على شخصه مما جادت به قريحته. فكان هذا المطلع ,, المليء بتورية في المراد، وعمق في المعنى، وإلباس وتلبيس (3) ,, و,, و,,: من ما جادت به قريحته. وفاؤكما,, ك الربع أشجاه طاسمه بأن تسعدا، والدمع ابلاه ساجمه (4) ,, ولو استقصينا ما يختبىء في جعبة هذا الفحل شعراً ، ومراده الخفي، وقصده الغائب خلف المفردات الواردة في ذا الانشاء بهذه القصيدة، لقلنا على لسانه,, أو استعارة من ما رناه في أميره ,. يمضي,, الألى على آثار غيرهم و(أنت) تنشىء ما تأتي وتبتدع لقد كان المتنبىء واثقا بملكته ، يتكىء عليها دون أي ريب في قدرتها، مدركاً أن بوسعها أن تفي غرض ما يرنوه، قادره على حد قول المعري الإتيان ب:ما لم تستطعه الأوائل، يدخل النادي وبيده زند إيقاده,, من بلادة الملل، وإيقاظه من نعاس التكرار، وتشنيف جوانبه من آي بيان القريض، يعلو به في بيت، ويخفضه بآخر، ويمسك طرفه ويعقده بالثاني! يحوي انسجاماً بشعره الرقراق قفي تغرم الأولى من اللحظ مهجتي بثانية، والمتلف الشيء غارمه بل,, ولا تجد أرق,, من: لا تعذل المشتاق في أشواقه حتى يكن حشاك في أحشائه ويهزه بهدير (الإنشاء): يكلف سيف الدولة الجيش همّه وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم ويطلب من الناس ما عند نفسه وذلك مالا تدّعيه الضراغم ثم يعود,, به إلى صفاء ساحله,. لك يا منازل في القلوب منازل أقفرت أنتِ، وهن منك أواهل ملكته: لا عجب أن يقول ابن الأثير في المثل السائر : (إذا خاض في وصف معركة كان لسانه أمضى من نصالها، وأشجع من أبطالها، وقامت أقواله للسامع مقام أفعالها، حتى يظن أن الفريقين قد تقابلا، والسلاحين قد تواصلا) ولا عجب قبل ذلك أن يعجب به أقوى أندائه ابن خالويه حين اختبره فإذا هو بحر في اللغة ,, لا ساحل له. جاء في (الصبح المُنبي للعكبري صاحب الشرح المشهور : (,, ولم يُسمع بديوان شعر في الجاهلية، ولا في الإسلام شُرح مثل هذه الشروح الكثيرة، ولا تداول في ألسنة الأدب من نظم ونثر أكثر من شعر المتنبى). فكان بحق أهلا للاعجاب، والاطناب، فمن حق الأمير بهذا أن يفيه بشرطي,, طلبه/ ألا يلقي الشعر وهو واقف,, ولا يكلف بتقبيل الأرض بين يديه، ويكفينا من جواب,, لهذه الأسئلة المزدحمة في خاطر من يود الايفاء من هذا الانشاء المليء غرورا واستكباراً، واستنكافاً عن ايفاء الحق لأهله,, ,, وهذا بادىء من قوله في هذا الإنشاد: عجبت له,, لما رأيت صفاته بلا واصفٍ، والشعر تهذي طماطمه فمن هو الذي تهذي/ طماطمه؟، هل أحد بعينه؟!، في هذا المجلس,, أم الكل هنا ! أو مراده الأبلق في ذاك: ,, أنى لأحد يوازي شاعرك الجديد أيها الأمير,,! ]وراجع أشهر مفاخره,, في ذاته : لكل امرىء من دهره ما تعودا[ ألم يقل بكل ثقة: أنا صخرة الوادي,, إذا ما زوحمت وإذا نطقت فإنني الجوزاء على كلٍّ لم يكن دافع المتنبي الحقيقي في ذلك (الغرور )، وإن كنا كقراء لديوانه لا ننفي عنه هذه التهمة الواضح أدلتها بين ثنايا ديوان الشاعر الكبير!، ولا الحسد ,, / ف,, لم يكن الحسد كما توهم شاعرنا، أوهم بذاك ذاته السبب دون غيره! ف سوء الرأي، وأيضا طبعه الذي منه غلظة كما قال ابن رشيق (العمدة 133) يكفيك من ذلك قوله: بأي لفظ تقول الشعر زعنفةٌ تجوز عندك، لا عُربٌ ولا عجمُ! لكن الأجلى في بناء ذلك ,, طبعا مع التذكير بالغرور الخفي,, في ذاتية الشاعر هو: هذا الرواق العامر جوانبه بأهل الأدب،,, وذواقه,, ونقاده. يكفينا مؤونة العذر عنه: أنه داخل لالشهباء ,, وينافسه في كنف الأمير أكثر من خصم أقصد/ ند ,, للاستحواذ على رضا أو استخلاص ميل الفارس الحمداني المهيب ، وأيضا لا نغفى أو نغض الطرف عن الحب الشخصي: الذي يضفيه المتنبي اصطفاءً للأمير/ الذي مثّل ونافح عن الواجهة الشمالية للدولة الإسلامية,, أمام الروم ,,. وإن الذي سمّاه (عليّاً) لمنصفه وإن الذي سمّاه سيفا لظالمه و,, يروي ظمأنا في,, هذا، قوله بعد الفراق,, والضنى يلهبه: إذا تذكرت ما بيني وبينكم أعان قلبي على الشوق الذي أجدُ ف,, لا يوازيه في ذلك وفي عهده ,, أي نظير على الواجهات الأخرى للدولة,, إنما هي الهمّة ,, التي ترجمها شاعرنا ب: ومن تفكر في الدنيا، ومهجته اقامه الفكر بين العجز,, والتعب ويكفينا من ذاك,,, هذا! فكان بحق يستحق الاشادة,, والمديح، وانبعاث الذات النائمة في أعماق آلامه: الم يوضح ذلك أثناء مقامه بعد ,, في ضيافة كافور : وشبيه الشيء منجذبٌ إليه وشبيه بدنيانا الطِغام ثم,,، يشرح ذلك,, في تساؤله العجيب: أما في هذه الدنيا كريم؟ تزول به عن القلب الهموم؟ وأي هموم/ غير همّ هذا الانتكاس,, والضعف,, في عهد الشاعر، وكيف به,, مع هذا القصد (السامي) في ذاته المليئة بالعصبية للعربية، والحانقة على وضع الأمة وهوانها,, ووهنا,, و, و,, في آنها، ألم يقل: في كل أرض وطئتها أمم ترعى بعبد كأنها غنم لكن,, يكفي شرح ذلك قول عمر أبو ريشة رحمه الله: لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنم!,. قصده: التشاحن والتطاحن,, فقط/ من أجل الولاية,, والامارة. ويساير كل ذلك ويدعمه ,, بل ويدفعه الحب الشخصي، وسمو الذات التي يحملها قلب سيف الدولة في الدفاع عن الأمة,, رغم الضعف,,، أو ضعف المقومات: أنت طول الدهر للروم غازيا فمتى الوعد أن يكون القفول؟ لا (وعد) يا أبا الطيب حتى يُكتب النصر، أو يقضي الله أمراً كان مفعولا,. ومن,, ثم في إبراز هذا الحب لمن يستحق ! (وقفة تذكير) : إن من الحيف وهو لعمري من أشده بخاصة اليوم مما هو مشاهد/ تقديم,, المخلص على المتخصص، يبرز ذلك كثيراً في رداءة ما نشاهد. ترى: كم في عالمنا اليوم,, من يرتقي حلبة الصراع بأدوات حقيقية يمتلكها لا تدعمها الواسطة، والمحسوبية، والتزلف، والتملق أو النفاق,, الذي للأسف أصبح أولى من الموهبة، والتخصص. وما تراجعت الأمة إلا حين استُخلص المخلص على المتخصص،,, إيثاراً للحبيّة أو تقويماً بالمنفعة ,, مقابل استلاب من أهل الحق حقهم!!)) (الوداع): كان للاتصال الذي استمر تسع سنوات تقريبا من عام 337ه ما أوخز في أعماق الشاعر,, حين حل الفراق، ها هو يملأ كعادته أرجاء المكان بنفحة مليئة بالشموخ المبطن بعتاب مرٍّ لخليله بعد ما أحس أنه اصغى لحساده : سيعلمُ الجمع ممن ضم مجلسنا بأنني خير من تسعى به قدم وما يعني بذلك العتاب ,, إلا ما أخذ منه بطرف (نزار قباني),, بقوله: وإذا صرخت بوجه من أحببتهم ف لكي يدوم الحب,, والأحباب ثم,, يلتفت للعزيزة عليه ذاته الباسقة وهو يرى,, سوء تقدير,, وقلة تقييم، مع ما أوغر صدر الأمير عليه,, فلا يجدّ في جوفه الناشف,, سوى هذا النشيج المليء كِبراً,, على من لا يرعوي,, عن الاستهانة به,, بين ثُلّة قال عنهم: لازلت تسمع المديح,, لكن صهيل الجياد,, غير النهيق وهذا ما عناه مما عاناه لأميره ب: أزل حسد الحساد عني بكبتهم فأنت الذي صيّرتهم لي حُسّدا يتبع