تعيش بلادنا نهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية مستنيرة بالدين الحنيف الذي هو شريعتنا ومرتكز سياسة حكومتنا الرشيدة ونبراس توجهاتها والتي لم تأل جهدا «في سبيل تحقيق العلم وتهيئة العلماء سواء«ماديا» أو معنويا»، وكما نعلم أن هذه الجهود أكبر من تناقش في مقال متواضع كهذا.حقيقة ترددت كثيراً في الكتابة حول هذا الموضوع خوفاً من التفسيرات والتأويلات ولكن كونه يمس الجميع فلا ضير من الحديث حوله بهدف الإصلاح. ودعوني أتحدث عن جهود وزارة الشؤون الإسلامية فيما يخص تهيئة الدعاة والأئمة والخطباء ودورهم التوعوي.أقول الكل يعلم أنه في فترات سابقة كان أغلبية الأئمة والخطباء في المساجد والجوامع من كبار السن لهم وعليهم مع انعدام وغياب الدعاة في ذلك الوقت ولكن في الوقت الحاضر فنجد ولله الحمد ولله والمنه العكس تماماً الأغلبية إن لم أقل الكل صغار سن وشباب مفعمين بالنشاط والحيوية ومسلحين بالعلم المتخصص، وما ارتفاع الوعي الديني لدى غالبيتنا إلا بفضل الله ثم بجهود هؤلاء الشباب الذين سخروا أنفسهم للجوامع والمساجد داخل وخارج المدن جاعلين نصب اعينهم التوعية حول مخالفات دينية في الأصول والفروع فجزاهم الله عنا خير الجزاء وجعلها في موازين حسناتهم، وكوننا نسعى إلى الإصلاح فاسمحوا لي بمناقشة ثلاث جزئيات «أعتقد أنها مهمة» بشيء من الموضوعية وبعيداً عن التشنج والعصبية وذلك كوننا جميعاً نسعى إلى الإصلاح والذي هو أيضاً بلا شك هدف هؤلاء الشباب. أولاً: حبذا لو كانت لدينا إستراتيجية عمل من الوزارة مباشرة في هذا المجال التوعوي وتكون معلومة لدى الجميع في المساجد والجوامع وحلقات الذكر وفي الجانب الإعلامي وفق جدول وبرنامج مدروس جغرافياً يوضح به المواضيع والأمكنة والأزمنة لتلك المحاضرات التوعوية حتى نستطيع الاستفادة من جهودهم بشكل أكبر. ثانياً: حبذا لو تكرم إخواننا وأبناؤنا المتحدثون والخطباء أمام الجموع بإيضاح معاني الأحاديث بشكل مبسط كون الغالبية منهم يورد الأحاديث النبوية الشريفة كما هي نصاً بدون تعليق أو توضيح رغم اختلاف قدرات المتلقين أمامه مع العلم إن هذه الأحاديث الشريفة وردت قبل 1400 سنة في ظروف سياسة واقتصادية واجتماعية ولغوية تختلف عن الوقت الحاضر، واسمحوا لي بإيراد بعض المقتطفات من الأحاديث كأمثلة فقط «أوكو الأسقية، مدرجته ملكاً، جواظ، عتل، مستجماً، قط، البردين، أوداجه، الصاع..» حقيقة أكاد أجزم أن أبناء هذا اليوم لا يعلمون معاني تلك الكلمات بتاتاً».إذن ماذا يضيرك لو قمت بإيضاحها باللهجة المفهومة أو خلافها لكي تتحقق الفائدة من حديثك أمام المتلقين كونك خرجت من بين الصفوف مشكوراً لتفيد من حولك، هل سيؤثر ذلك على تواتر ومتن وسند الحديث؟!! ثالثاً: ينبري أحد أبنائنا الشباب مشمراً عن ساعديه ويتناول المايكروفون ويبدأ الحديث أمام الصفوف بعد الصلاة بصوت عال عن الصلاة وعن الصيام ويورد الآيات الكريمة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة مما يؤكد حديثه وأن رب رمضان هو رب شعبان وشوال.. إلخ. السؤال هل درجة احتياج هؤلاء الذين أمامك تعادل درجة احتياج من لا يصلي؟.ثم شاب آخر يتحدث عن الإسبال وحلق اللحية.. وغيرهما.لا اعتراض على التوعية ولكن هل الموقف والأسلوب والتوقيت والموضوع مناسبان للتلقين؟ ثم هل قمنا بحل جميع إشكالياتنا المخالفة للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مثل الربا والغيبة وحق الجار والوالدين والزوجة والأبناء والنميمة وصلة الرحم «والقائمة تطول». ومع ذلك نجد من يتحدث عن الفروع ويترك الأصول إلى درجة أن البعض من هؤلاء الشباب هداهم الله حكم على المخالفين في الفروع بدخول النار. هذا ما أحببت المشاركة به للصالح العام «كما ذكرت» وآمل ألا يفهم ذلك فهماً خاطئاً.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.