صعدت قوات الاحتلال من عدوانها على الشعب الفلسطيني حيث توغلت في خان يونس وجنين وقتلت اثنين من الفلسطينيين وجرح اثنين آخرين أمس الخميس في خان يونس قبل ساعات من لقاء يفترض أن يعقده رئيسا الوزراء الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي ارييل شارون. وقالت مصادر أمنية فلسطينية: إن محمد القدرة الذي يبلغ من العمر 24 عاما، قتل بينما كان الجنود الإسرائيليون يقومون بعمليات مداهمة لمنازل في بلدة القرارة شرق خان يونس. وأوضح مصدر طبي أن مواطنا آخر هو وائل غانم أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي و«حالته متوسطة» الخطورة. وذكر أحد أقارب القدرة أن «الجنود الإسرائيليين اعتقلوه بعد أن جرح ثم أطلقوا عليه النار على رأسه فقتل على الفور وبشكل متعمد في الشارع العام». وقال رأفت القدرة ابن عم محمد القدرة: إن سيارة مدنية «نقلت محمد بعدما نزف لأكثر من ساعة (...) اعترضتها دبابة إسرائيلية عند مدخل البلدة»، موضحا أن الجنود الإسرائيليين «أخرجوا المسعفين اللذين كانا في السيارة واعتقلوهما وأطلقوا النار مجددا على محمد الذي كان على ما يبدو مستشهدا ودمرت السيارة». وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمكبر للصوت في بلدة القرارة أن «الشهيد محمد من أعضائها الناشطين»، متوعدة بالرد على «اغتياله» من قبل الجيش الإسرائيلي. وأوضح مصدر أمني أن 15 آلية ودبابة وعدة جرافات عسكرية توغلت مئات الأمتار في أراض خاضعة للسيطرة الفلسطيينية في بلدة القرارة. وأشار مصدر أمني إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بعمليات مداهمة واسعة «اعتدى خلالها على المواطنين» واعتقل أكثر من عشرين فلسطينيا، كما قام بعملية تجريف في أراض زراعية في البلدة. وأفاد شهود عيان أن قوة خاصة إسرائيلية دخلت في البلدة قبل أن تساندها الدبابات والآليات العسكرية. من جهة أخرى، قال متحدث عسكري إسرائيلي: إن الجيش الإسرائيلي شن فجر أمس الخميس عملية واسعة النطاق في جنين شمال الضفة الغربية «لتفكيك بنى تحتية للمنظمات ما أسماها الإرهابية في جنين التي كانت تعد لهجمات». على الصعيد نفسه أكد مصدر أمني أن الجيش الإسرائيلي دمر بواسطة المتفجرات أربعة مبان سكنية في منطقة تل زعرب قرب الشريط الحدودي في رفح بينما جرح فلسطيني على الأقل اثر اطلاق النار. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي مدعوما بآليات ودبابات قام بعمليات تفجير لهذه البنايات وتجريف في أراضي فلسطينيين وسط اطلاق نار كثيف. وذكر شهود عيان أن أكثر من عشرين منزلا ألحقت بها أضرار جسيمة نتيجة عمليات التفجير الإسرائيلية. وفي بيت حانون التي تخضع للاحتلال الإسرائيلي للأسبوع الثاني على التوالي واصل الجيش الإسرائيلي أعمال التجريف في الأراضي الزراعية خصوصا بساتين الحمضيات والزيتون بحسب المصادر الأمنية. وأخيرا ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي اعتقل ليل الابعاء الخميس في الضفة الغربية تسعة فلسطينيين يلاحقهم الجيش. وفي جنين ذكر مسؤول محلي في حركة الجهاد الإسلامي ومصادر طبية فلسطينية أن عسكريين إسرائيليين قتلوا فلسطينيا مسلحا من الحركة في مواجهات جرت في جنين شمال الضفة الغربية. وقد قتل فهمي فحماوي (23 عاما) في المدينة في مواجهات عنيفة اندلعت مع توغل حوالي عشرين دبابة وسيارة جيب إسرائيلية في المدينة الفلسطينية التي تتمتع بحكم ذاتي ومخيم اللاجئين. من ناحية أخرى، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس في حديث نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس الخميس أنه يمكن أن يتوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف الهجمات ضد إسرائيل الأسبوع المقبل. وقال عباس «أعتقد أنني ساتوصل الأسبوع المقبل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار مع حماس». وقال عباس: إن حماس «ستلتزم وقف عملياتها في إسرائيل والمناطق الفلسطينية أيضا وآمل أن أتوصل إلى اتفاق مشابه مع حركتي الجهاد الإسلامي والجناح العسكري لحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى، رغم أننا لم نعقد أي اجتماع بيننا بعد». وأضاف «نجري اتصالات بهذا الشأن مع قادة هذه الحركات في المناطق الفلسطينية وفي الخارج ومع نشطائها في السجون الإسرائيلية». من جهته أكد أحد قادة حركة المقاومة الإسلامة (حماس) عبد العزيز الرنتيسي أن الحركة ما زالت تدرس على كل المستويات امكانية وقف عملياتها ضد «المدنيين الإسرائيليين» إذا التزمت إسرائيل بوقف «اعتداءاتها» ضد المدنيين الفلسطينيين. وقال الرنتيسي: إن الحركة «ما زالت تدرس على كل المستويات المستجدات في الساحة الفلسطينية»، مشيرا إلى «امكانية تجميد العمليات ضد المدنيين الإسرائيليين إذا أوقفت إسرائيل عدوانها واعتداءاتها ضد المدنيين وأوقفت الاغتيالات وأطلقت سراح الأسرى». وتعليقا على تصريحات أدلى بها لصحيفة «يديعوت احرونوت» رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي أكد امكانية التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار مع حركة حماس الأسبوع المقبل. قال الرنتيسي: إن حماس «لم تبلور حتى الآن موقفا بهذا الشأن». ومن جهته أعرب وزير الإعلام الفلسطيني، نبيل عمرو عن أمله في أن يؤكد الرئيس الأمريكي جورج بوش على قدر عال من الجدية خلال اجتماعاته القادمة في الشرق الأوسط بما يتيح تطبيق خارطة الطريق، بدءا بوقف إسرائيل عملياتها العسكرية وإنهاء الحصار المفروض على الرئيس الفلسطيني. وقال نبيل عمرو «ننتظر مستوى عاليا من الجدية من الجانب الأمريكي في توفير امكانية تطبيق خارطة الطريق». وتابع أن الحكومة الفلسطينية «تتوقع أن تتفهم الإدارة الأمريكية حاجة الشعب الفلسطيني إلى خلق أجواء ملائمة لتشجيعه لرؤية الأمل في نهاية الطريق». وشدد عمرو على أن هذا الأمل «يتطلب سلسلة إجراءات إسرائيلية أهمها وقف العمليات العسكرية وتجميد الاستيطان واطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ورفع الإغلاقات والأطواق ولاسيما الحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات».